إعلان

كيف يساعد فيسبوك في تهريب البشر؟

05:06 م الجمعة 29 سبتمبر 2017

فيسبوك

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت – إيمان محمود

قال موقع "كوارتز" الأمريكي أن موقع فيسبوك وتطبيق واتساب يشكلان أهمية كبيرة فيما يتعلق بقضية المهاجرين، فمن الممكن أن يكونا من أفضل أدوات المهاجرين في رحلاتهم المحفوفة بالمخاطر من شمال أفريقيا إلى أوروبا، أو يصبحا خطرًا كبيرًا على حياتهم.

وأوضح الموقع الأمريكي، أن المهربون يستخدمون واتساب وفيسبوك للإعلان عن المعابر البحرية المحفوفة بالمخاطر للمهاجرين الأفارقة الذين يسعون للوصول إلى أوروبا، ونشر إعلانات مضللة بها صور قوارب فاخرة على أنها قوارب السفر إلى أوروبا، ولكن بعد دفع المهربين رسوم باهظة والسفر عبر عدة بلدان للوصول إلى القوارب، يكتشفون أن القوارب الحقيقية غير صالحة للإبحار.

ووفقًا للأمم المتحدة؛ فقد غرق حوالي 2400 شخص يحاولون الهجرة هذا العام، بعضهم ألقاه المهربون عمدًا في البحر، كما يحتجزون آخرين في مقرات مجهولة حيث يتعرضون للتعذيب ويتم تصويرهم، إذا يرسلون تلك الصور لأسرهم لطالب فدية.

وقال ليونارد دويل المتحدث باسم المنظمة الدولية للهجرة خلال مؤتمر صحفي عُقد في سبتمبر الجاري- إن هناك شبكة واسعة ومعقدة للاتجار بالبشر نشأت مع تفاقم أزمة المهاجرين، حيث أصبح من السهل التعامل مع منصات إجرامية عبر فيسبوك.

الأمم المتحدة تقول إنها لا تملك القدرة على شن حملة أوسع للتسلل وتعيين شبكة من الصفحات، وأنها وبعد إغلاق أي صفحة للمهربين فإنهم يقومون بإنشاء غيرها بمنتهى السهولة، مضيفة أنه ليس هناك طريقة لمعرفة نطاق المشكلة في فيسبوك.

وأضاف دويل خلال مؤتمره الصحفي "نحن مثل دبوس صغير في كومة قش مقارنة مع المشكلة. نعتقد أن شركات التكنولوجيا بحاجة إلى تصعيد "، مضيفًا "لقد بدأوا في التفاعل معنا، ولكن لكي نكون صريحين بشدة، فإن طرق الحل لديهم قليلة ومتأخرة جدًا؛ على سبيل المثال، أشرنا إلى بعض صفحات فيسبوك التي يديرها المهربون قبل أربعة أو خمسة أشهر. استغرق الأمر عدة تذكيرات وثلاثة أشهر لإغلاقها".

وقال المتحدث باسم فيسبوك إن الشركة عادة ترد الصفحات مرة أخرى إلى أصحابها في غضون 24 ساعة إذا ما تأكدت أنهم لم ينتهكوا المعايير المحددة، مشيرًا "نعمل بجد في شركتنا للحفاظ على مجتمع آمن ومحترم يسمح للمستخدمين بوصف العالم من حولهم".

وأضاف في تصريحاته لموقع "كوارتز" إن شركة "فيسبوك" تأخذ قضية تهريب البشر على محمل الجد، وتحاول تقديم الخدمات للمشاركين فيه، كما تعتبر أن دعم وتعزيز تهريب البشر هو أمر ضد معايير المجتمع.

كانت هذه قضية شائكة: قبل حوالي شهر، سمحت فيسبوك بنشر فيديو لمهاجرين صوماليين وإثيوبيين يتعرضون للتعذيب في ليبيا، كما سجل صحفي صومالي في 9 يونيو، مكالمة عبر "فيديو كول" لهؤلاء التجار الذين أرادوا مضاعفة قيمة الفدية.

وانتقدت الشبكة الاجتماعية "فيسبوك" لسماحها ببث ما وصفته الوكالة بأنه فيديو "مرعب" يظهر تلك العصابات وهي تبتز عائلات الضحايا المهاجرين الذين ظهر على وجوههم الرعب، فيما لم تتحرك إدارة الشركة سريعًا لحذف اللقطات.

وظهر في إحدى لقطات الفيديو، أحد المهاجرين يرقد على صدورهم، ويجلس صبي "يتضور جوعا بشكل واضح" ويضع المجرمون حجرًا كبيرًا على ظهره، وفقا لمنظمة الهجرة الدولية، ووصف لوكا لامورت، وهو موظف في مكتب الأمم المتحدة للهجرة، الصبي إلى الكوارتز بأنه ربما يبلغ من العمر 11 أو 12 عاما.

يقول الصبي: "طلب مني مبلغ 8000 دولار أمريكي.. كسروا أسناني. كسروا يدي. لقد كنت هنا 11 شهرا.... وقد وضعت هذا الحجر على ظهري خلال الأيام الثلاثة الأخيرة. انها مؤلمة حقا. "

وأكد دويل أن هناك إهمال من قبل شركات التكنولوجيا، وأنهم يتأخرون في السماح للأجيال بأكملها أن تقع في أيدي المهربين وتجار البشر والقتلة، ومن ثم بدوره أن يؤثر تأثيرًا سيئًا حقًا على سياسات الكثير من الدول الأوروبية".

وأكدت شركة "فيسبوك" أنها تعتمد فقط على الأفراد للإبلاغ عن الصفحات التي تضر المجتمع، وليس لديهم نظام آخر بديل في الوقت الحالي. كما اتفقت على أن النموذج لم يكن كافيا لمعالجة المشكلة، وأن التكنولوجيا لتحديد محتوى صفحات تهريب البشر تلقائيا لا وجود لها حتى الآن.

فيما يرى "دويل" أنه إذا لم يتمكن "فيسبوك" بعد من معرفة كيفية منع الصفحات، فيجب على الأقل أن ينشر إعلانات تحذير للضحايا المحتمل ان يكونوا على وشط الوقوع في هذه الأزمة.

وأشار "دويل" إلى أن مكتب الأمم المتحدة للهجرة يقوم بتنظيم حملات توعية لمحاولة إعلام المجتمعات الضعيفة بخطر ثقة المهربين، "لكن هذا لن يكون له تأثيرًا كبيرًا إلا إذا أصبح لدينا دعمًا حقيقيًا من شركات التكنولوجيا" على حد قوله.

فيديو قد يعجبك: