إعلان

التايم: الجزيرة فقدت سمعتها كشبكة إخبارية

05:52 م الثلاثاء 22 أغسطس 2017

قناة الجزيرة

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- هدى الشيمي:

قالت مجلة التايم الأمريكية إن قناة الجزيرة تأثرت كثيرا وسط حالة الشد والجذب السائدة في المنطقة، منذ تفاقم الأزمة بين قطر ومصر والسعودية والإمارات والبحرين في يونيو الماضي، وإعلان الدول الأربع مقاطعتهم للدوحة. وتساءلت "هل ستتمكن الجزيرة من النجاة من الأزمة الحالية؟".

في يونيو 2015، أجرى قائد فرع تنظيم القاعدة في سوريا (جبهة النصرة) أول مقابلة تلفزيونية على الإطلاق، وفي مكان لم يُكشف عنه في شمال سوريا، جلس محمد الجولاني في إحدى الغرف على مقعد أمام أحمد منصور، أحد أهم إعلاميي شبكة الجزيرة القطرية.

تقول المجلة الأمريكية إن المقابلة تطرقت إلى كافة المواضيع والتفاصيل التي تجعل الجزيرة أكثر الشبكات الإخبارية تأثيرا، إثارة للجدل في العالم، إذ أن هذا اللقاء كان سبق إعلامي هائل، لأن جعل أحد أكبر جهاديي سوريا يتحدث أمام الكاميرا، ليس سهلا.

وفي الوقت نفسه، منحت المقابلة منتقدي الشبكة الإعلامية الفرصة لكي يؤكدوا أنها منصة للتطرف، ونشر الخطاب الطائفي، وأشاروا إلى ابتسامة أحمد منصور، مُقدم البرنامج للجهادي المتشدد، وإلى أن أسئلته لم تكن قاسية كما ينبغي.

وقال مصطفى سواق، المدير العام للجزيرة في مقابلة مع مجلة التايم في الدوحة في يوليو الماضي، إن الحوار كان أشبه بإجراء مقابلة مع أسامة بن لادن. مُضيفا: "اتفق أو لا اتفق معه. ولكن الناس ترغب في معرفة بماذا يفكر".

"جرأة تحريرية"

وتشير المجلة إلى أن هذا النوع من الجرأة التحريرية أوقعت الجزيرة في الكثير من المشاكل مع الدول الأخرى. فالشبكة التي انطلقت عام 1996 برعاية العائلة القطرية الحاكمة، استفزت العديد من الدول العربية لأنها كانت نافذة دائمة للمعارضة والمناقشة.

وذكرت المجلة أن الدول المقاطعة الأربع أصدرت قائمة مطالب تضمنت 13 مطلبا، منها إغلاق قناة الجزيرة، وهذا ما رفضته الدوحة، واعتبرته انتهاكا لسيادتها.

وما تزال الدول الأربع مُصرة على إعادة هيكلة قناة الجزيرة، كما تحركت إسرائيل الأسبوع الماضي لإغلاق القناة.

وتنقسم الآراء حول الجزيرة أكثر من أي وقت مضى، إذ يحتفل مؤيدو الشبكة في الشرق الأوسط والخليج، بكونها "مركزا لحرية الرأي والتعبير في منطقة تختنق من الاستبداد"، وفي المقابل يرى معارضوها أنها الناطقة باسم الحكومة القطرية، وفي الإسلام السياسي في المنطقة.

ويعود هذا الانقسام إلى الحالة المنتشرة في المنطقة وخاصة بين السعودية وقطر، بالإضافة إلى الخلافات التي أعقبت ثورات الربيع العربي 2011، ودور الإسلاميين في تشكيل سياسة المنطقة.

ويقول المديرون التنفيذيون للشبكة إنهم لم يحصلوا على معدلات المشاهدات، لذلك لا يستطيعون تحديد ما إذا كانت نسبة المشاهدة قد انخفضت، ولكن لا شك في أن سمعة الشبكة القطرية عانت كثيرا، بحسب المجلة.

"نهج إخباري جديد"

ووسط مزاعم بأن هناك حوالي 310 مليون أسرة تتابع الشبكة، تقول المجلة إن الجزيرة لديها جمهور ضخم، وقُتل مراسليها جراء قصف للتحالف الدولي بقيادة أمريكا في العراق، وسُجنوا في مصر، وحظرها النظام السوري.

ولفتت إلى أن الشبكة كانت خيارا متاحا أمام المشاهد العربي في السنوات الأولى لانطلاقها، والذين وجدوا أنها نافذة إعلامية سريعة، مستقلة ومحترفة.

وشكل صحفيون من هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) نواة غرفة الأخبار الجديدة في الدوحة. ومن بينهم كان صلاح نجم المنتج التنفيذي في "بي بي سي" عربي، حتى انتقل إلى الجزيرة.

ويقول نجم، مدير الأخبار في قناة الجزيرة الانجليزية : "كان هدفي الجمع بين دقة بي بي سي، وسرعة سي إن إن".

وسرعان ما حققت الجزيرة أهمية عالمية من خلال تغطيتها للأخبار العاجلة. وكانت الشبكة الوحيدة التي تمكنت من إرسال مصور لتصوير عملية تدمير حركة طالبان لتماثيل بوذا الضخمة في باميان، بأفغانستان، في عام 2001.

ولاحقا في ذلك العام، حصلت الشبكة على أشرطة لأسامة بن لادن يتحدث عن أحداث 11 سبتمبر، ما جعلها ذات أهمية كبيرة عند المشاهد الأمريكي.

وفي الوقت نفسه تقريبا، أصبحت الجزيرة أيقونة في العالم العربي، لتغطيتها المتجددة للأحداث في المنطقة، خاصة الانتفاضة الفلسطينية الثانية عام 2000، إلى الغزو الأمريكي للعراق في 20003. واتخذت نفس النهج في تغطية الأحداث، إذ نشرت كاميرات توثق القصف الإسرائيلي والأمريكي، ونشر أخبار وزارة الدفاع الأمريكي "البنتاجون" أيضا. وأصبحت الجزيرة من المنافذ الإعلامية القليلة في العالم العربي التي تنقل تعليقات مسؤولين إسرائيليين. لتؤكد أنها تنقل الرأي والرأي الآخر، بحسب ما قالت المجلة.

ووصلت الجزيرة إلى القمة، بعد تغطيتها للثورات الربيع العربي عام 2011، في مصر وليبيا، وتونس، وسوريا.

"نقطة تحول"

ومرت المنطقة بنقطة تحول في صيف 2013، عقب الإطاحة بالرئيس السابق محمد مرسي، فاستقال حوالي 20 موظفا مصريا ممن يعملون بالقناة، وأرجع أحدهم ذلك إلى "عدم الحياد"، واتهم آخرون الشبكة بنشر

الأكاذيب.

وفي ديسمبر 2013، ألقت السلطات المصرية القبض على ثلاثة من صحفيي الشبكة، واتهمتهم بدعم جماعة الإخوان المسلمين، وبقوا في السجن حوالي 400 يوم، وألقت القبض بعد فترة على الصحفي عبدالله الشامي، صحفي آخر بالشبكة القطرية. ثم حظرت الحكومة قناة الجزيرة مباشر مصر، والتي كانت مخصصة لتغطية الأخبار المصرية.

ويرى بعض المدافعين عن الجزيرة، برامج القناة القطرية ليست اسوأ من تقارير شبكة فوكس نيوز، والتي تأسست عام 1996 وهو نفس العام الذي ظهرت فيه الجزيرة، أو حتى وسائل الإعلام الموالية للسعودية.

ومع ذلك، يدين المراقبون الشبكة الإخبارية، ويؤكدون أن هناك حلقات وبرامج معينة لم تكن حيادية ومهنية، منها اقتراح مقدم البرامج فيصل القاسم عام 2016، للتطهير العرقي للعلويين السوريين. وخلال الأزمة السياسية في مصر أثناء حكم محمد مرسي، أصبحت قناة الجزيرة مباشر مصر أكثر دعما لـ"القائد الإسلامي".

وحتى قبل أحداث 2011، روجت الجزيرة لقصص مشكوك في صحتها، مثل ما قالته عن تخطيط سياسيين فلسطينيين لقتل الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات.

وأشارت المجلة إلى إن المراقبين السعوديين يشعرون بأن الرياض لم تكن وراء مطلب إغلاق الجزيرة، وأشاروا إلى أنه قد يكون رغبة باقي الدول الأربع، ومع ذلك لا يعترف المديرون التنفيذيون للشبكة بمدى الجدل الذي حققته قناتهم في بعض الدول العربية، وخاصة مصر.

ويؤكد سواق إن شبكته ملتزمة بنقل كافة وجهات النظر. ويقول: "المشاهدون يرغبون في معرفة الحقيقة، ويحتاجون إلى الاستماع إلى كل شيء".

فيديو قد يعجبك: