إعلان

مجلة أمريكية: التقارب مع السعودية يساعد في عودة العراق عربياً

10:52 م الإثنين 21 أغسطس 2017

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - عبدالعظيم قنديل:
قالت مجلة "فورين آفيرز" الأمريكية، اليوم الاثنين، إن التقارب الملحوظ بين الرياض وبغداد يعتبر بمثابة واحد من الأنباء الطيبة التي طال انتظارها في منطقة الشرق الأوسط، حيث وصفت المجلة الأمريكية زيارة رجل الدين الشيعي العراقي مقتدى الصدر إلى السعودية بالمثيرة للدهشة، حيث أنها أعطت أمل للعراقيين في تلقي دعم من الكتلة السنية بعد انهيار تنظيم "داعش" الإرهابي.

وقام رجل الدين الشيعي العراقي مقتدى الصدر بجولة خليجية، الأسبوع الماضي، حيث التقى الصدر بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وذلك لبحث عدد من المسائل والقضايا ذات الاهتمام المشترك بين البلدين.

كما أشار التقرير إلى أن العديد من المراقبين اعتبروا أن زيارة الصدر إلى الرياض مفاجأة، وذلك رغم التعقيدات التي تشهدها العلاقة بين رجل الدين الشيعي العراقي من جانب والنظام الإيراني من جانب آخر، حيث يغلب على توجهات الصدر ميول وطنية أكثر من ميول طائفية.

ووفقًا للتقرير، على الرغم من أن هذه الاجتماعات لا تزال في مرحلة مبكرة، إلا أنها تتيح مجال أمام القيادة السعودية لدعم العراق الذي مزقته الحرب، واستئناف الاتصالات بين البلدين، إضافة إلى إعادة فتح خطوط الأنابيب الضخمة التي تمر عبر المملكة من العراق إلى البحر الأحمر، والتي تم بناؤها خلال الحرب الايرانية العراقية ولكنها اغلقت بعد غزو صدام حسين للكويت عام 1990.

وأوضحت المجلة الأمريكية أن الولايات المتحدة الأمريكية حاولت، منذ عام 2003، اقناع السعودية وحلفائها الخليجيين بلعب دور أكثر فاعلية في استقرار العراق واعادة تنظيمه الجيوسياسي، منوهة إلى أن انقسام العراقيين قاد البلاد إلى اقتتال طائفي، فضلًا عن امتلاك ميليشيات جماعات وفصائل متفرقة لأسلحة إيرانية.

وعلى مدى السنوات الـ 14 الماضية، نأت المملكة العربية السعودية بنفسها عن مشاكل العراق الداخلية، وذلك اعتقادًا بأنه من واجب الولايات المتحدة حل المشاكل التي خلقتها مع غزوها، معتبرة أن العراق قد أصبح في تابع للجمهورية الإسلامية الإيرانية، لكن الانفتاح الحالي للقادة الشيعة في العراق يوحي بأن السعوديين قادرون على الوصول إلى عمق الانقسام الطائفي داخل العراق، وذلك وفقًا لما ذكرته مجلة "فورين آفيرز" الأمريكية.

وأكد التقرير أن العراق سيكون من أكثر المستفيدين من هذا التقارب، وهذا من شأنه أن يكون يعزز الجهود الأميركية لتحقيق الاستقرار بالعراق في أعقاب هزيمة تنظيم "داعش" الإرهابي، لافتًا إلى أن الرياض تستطيع لعب دور رئيسي في منع بغداد من الانزلاق إلى حرب أهلية، لاسيما وأن نفوذ السعودية على زعماء السنة العراقيين والقبائل في محافظة الأنبار قد يساهم في التوصل إلى تسوية سياسية مع الحكومة العراقية.

وبحسب التقرير، فإن انفتاح المملكة العربية السعودية على العراقيين يساعد في اعادة ادماج العراق بمحيطه العربي، على الرغم من أن العديد من الشيعة العراقيين يثقون في طهران أكثر من أى طرف اقليمي آخر، لكن معظمهم لا يحبون الطبيعة الطاغية للنفوذ الإيراني.

في الوقت نفسه، أضافت المجلة الأمريكية أن العراقيين يخشون من أن تتحول بلادهم إلى ساحة المعركة للحرب القادمة بين طهران والرياض، ولكن البعض يرى أن اعتماد بغداد على دولة إقليمية قوية يساعد في استعادة التوازن بسياستها الخارجية، مشيرًا إلى أن العلاقة بين بغداد والرياض قد تعطي ثقة إلى السنة العراقيين للمساومة مع الشيعة في بغداد.

من جانب آخر، ألمح التقرير إلى أن الولايات المتحدة لاتشعر بالقلق ازاء تنامي الدور السعودي في العراق، منوهًا إلى أن المملكة العربية السعودية يمكنها تخفيف تأثير إيران المفرط في دولة عربية ذات أهمية استراتيجية مثل العراق، علاوة على مساعدة العراقيين للتوصل إلى مصالحة وطنية وتقاسم للسلطة بين السنة والشيعة.

فيديو قد يعجبك: