إعلان

صحف الخليج تتحدّث عن "فشل الدوحة" و"المؤامرة القطرية" على مصر

01:41 م الأربعاء 02 أغسطس 2017

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- رنا أسامة:

قبل ثلاثة أيام من دخول الأزمة القطرية شهرها الثالث، مع تصاعد حِدّتها وتسارع وتيرة الأحداث يومًا بعد يوم، ما يزال الحديث عن استراتيجية الفشل التي تنتهجها قطر في تعاملها مع الأزمة ومطالب الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب، وسُبل الخروج من الأزمة حاضرًا وبقوة في صحف الخليج.

وفي أعدادها الصادرة اليوم الأربعاء، اهتمت الصحف الخليجية ببيان قطر أمام منظمة الطيران المدني "الإيكاو" ومحاولاتها لتدويل الحرمين الشريفين، مؤكّدة على أنه شكل من أشكال "الإصرار على الخطأ"، كما تحدّثت عن حالة الانسجام القطري- الإيراني في مقابل تردّي العلاقات بين الرياض وطهران، فضلًا على التطرّق إلى مُخطط قطر التآمري على مصر لصالح إسرائيل.

"الإصرار على الخطأ وعنق الزجاجة"

قالت صحيفة "الرياض" السعودية إن محاولات حكومة قطر لتدويل شعيرة الحج وبيانها أمام منظمة الطيران المدني "الإيكاو"، والكيد بالشكاوى المضللة في ملف مقاطعتها من قبل الدول الأربع الداعية لمحاربة الإرهاب، دليل يُظهِر بوضوح تعنّتها وإصرارها على نفس نهجها السابق والمتمثل في دعم الإرهاب والسعي لإثارة الفتنة في المنطقة ورعاية الحملات التحريضية ضد جيرانها.

وأكّدت الصحيفة، نقلًا عن مُختصين وخبراء في القانون الدولي، أن حكومة قطر تحاول بشتى الصور تشعيب الخلاف والبعد عن إيجاد الحلول له، مُرجّحين عدم جدوى محاولاتها البائسة لتشعيب قضية الخلاف وتوسيع دائرته عبر مثل هذه الأساليب، وإنما ستكون سببًا في تعميق حدة الخلاف ودليل إدانة جديد يؤكد تمسكها بدعم الإرهاب والوقوف ضد إرادة العالم بمحاربته.

واتساقًا مع فكرة "الإصرار على الخطأ" الذي تمارسه قطر، قال الكاتب سعد الحميدين إن "تبرير الخطأ لا يُعالج بالمراوغة التي تدل على الإصرار عليه في تقديم وتأخير في الكلمات وتقديمها ونقلها من موقع لآخر بمضامينها، وهذا ما تمارسه قطر في محاولة للخروج من عنق الزجاجة الذي وقعت فيه بما فعلت من مضاعفة فك خراطيم المياه الآسنة؛ بغية رشق الأشقاء من دول مجلس التعاون الخليجي الذي تنتمي إليه اسمًا، وتمعن في العمل على محاولة شرخه بالأفعال الاستفزازية".

وأضاف في مقاله بصحيفة الرياض، "قطر بلد مجاور شقيق، ومعدود ضمن دول مجلس التعاون الخليج العربي، يشارك ويحضر كل الاجتماعات الدورية للمجلس وكذلك الاستثنائية، ولكنها ومنذ عشرين عاما أخذت تفتعل المشاكل مع الجوار اعتقادًا أن الإعلام المسيس المسموم المتكئ على مشورة الصهاينة وأعضاء مجلس الكنيست الإسرائيلي الذي انتدبوا للتخطيط وإعطاء المشورة التي يراد منها محاولة تشظي المنطقة الخليجية الآمنة".

"الانسجام القطري- الإيراني"

أما صحيفة "عكاظ" فتحدّثت عن العلاقات الإيرانية- القطرية التي قالت أنها تعيش أفضل أيامها على ما يبدو، في الوقت الذي لا تزال العلاقات الدبلوماسية بين الرياض وطهران أمام طريق مسدود، بسبب "عبث الأخيرة"، بحسب قولها.

وفي تقرير حمل عنوان (تبادل "الود" يفشي أعوام "العسل" بين طهران والدوحة!)، أشارت عكاظ إلى أن "الانسجام القطري- الإيراني" الذي بات مُلاحظًا أكثر من أي وقت مضى كان محل انتقاد الدول الخليجية الثلاث على الأقل "السعودية، الإمارات، البحرين"، حتى أن الإجراءات التي اتخذتها الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب كان أهم أسبابها مشاركة الدوحة للعبث الإيراني في المنطقة.

وأضافت أنه "بالرغم من محاولات أمير قطر عدم شكر إيران علانية في خطابه، إلا أن رسائل الامتنان غير المباشرة لإيران كانت واضحة للمراقبين".

"تآمر بن جاسم"

فيما سلّطت "البيان" الإماراتية الضوء على المُخطط التآمري للدوحة على مصر لصالح إسرائيل، وتحديدًا دور رئيس الوزراء القطري السابق، الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني في المُخطط، بالجزء الثالث من ملفّها "لص الدوحة وعرّاب الفساد والمؤامرات".

من بين ما كشفته الصحيفة عن دور بن جاسم في المخطط التآمري، أنه أبلغ إسرائيل بأن بلاده تتبنى خطة لضرب استقرار مصر بعنف، وأن المخطط يشمل تأجيج مشاعر المصريين ضد نظام الحكم لإحداث الفوضى عن طريق قناة الجزيرة باعتبارها عنصرًا محوريًا في الخطة، وفى لقاء سري جمع بين بن جاسم ومسؤول إسرائيلي نافذ، وصف بن جاسم مصر بـ"الطبيب الذي لديه مريض واحد" ويفضل أن يستمر مرضه لفائدته الخاصة، بحسب وثيقة لموقع ويكيليكس.

وأضافت أنه "لم يقف مخطط التآمر على مصر عند هذا الحد، وإنما اتجه إلى شكل آخر من أشكال التخريب الممنهج، اعتمده تنظيم الحمدين بعد ثورة 25 يناير 2011 التي انتهت بالإطاحة بنظام الرئيس حسني مبارك، فقد كشفت وثائق مسربة تم الإفراج عنها أخيرا، وتحمل وصف (سري)، المخطط القطري الذي كان يستهدف إغراق مصر بالديون، والسيطرة على مفاصل الاقتصاد لإخضاع صانع القرار المصري للإرادة القطرية، من خلال سعي الدوحة خلال فترة تولي جماعة الإخوان حكم مصر، منذ يونيو 2012 حتى يونيو 2013، إلى فرض سيطرتها الشاملة على الاقتصاد المصري، واستغلال الوضع الداخلي في مصر للضغط عليها لتنفيذ الأجندة القطرية في أفريقيا".

"استراتيجية الفشل"

وتحت عنوان "استراتيجية الفشل"، عرجت "الخليج" الإماراتية إلى تصريحات وزير الدولة للشؤون الخارجية أنور قرقاش، التي أكّد فيها أن استراتيجية قطر في التعامل مع أزمتها محكوم عليها بالفشل، والحل في المراجعة الصريحة لتراكم الأخطاء في حق المنطقة والجار.

وذكرت أن الدبلوماسية القطرية تعرّضت لانتكاسات متوالية طوال أسابيع الأزمة، ولم تستطع أن تقنع الجهات الدولية بحججها الواهية، فيما لجأت إلى صرف ملايين الدولارات لتلميع صورتها.

"الرفض القطري"

فيما تطرّق الكاتب السيد زهرة إلى رفض قطر عرض الحوار وتأثيره على مُجريات الأزمة الجارية، في مقاله بصحيفة "أخبار الخليج" البحرينية.

وقال زهرة إن الرفض القطري والإصرار على نفس المواقف يعني أمورًا ثلاثة لها أهمية حاسمة، هي: "أنه ليس هناك أي احتمال الآن بأن تُغيّر قطر من موقفها المتعنت، كما أن قطر لا تكترث كثيرًا بالعودة إلى الأسرة الخليجية العربية، فضلًا على أنه -ومن الناحية العملية- لم يعُد هناك معنى للحديث عن وساطات لحل الأزمة، وأنه لا يمكن التعويل على هذه الوساطات".

وخلُص زهرة إلى أنه "لا يمكن انهاء الأزمة بسرعة قدر الإمكان، ما لم يتم دفع قطر إلى هذا.. ما لم تصل قطر إلى نقطة تدرك فيها أن تعنتها لا معنى له ولا قيمة، وأنه ليس أمامها من أي خيار آخر سوى ان تنصاع للإرادة العربية وإلا، فإن الثمن سيكون فادحًا".

وأكّد على أنه "لا بديل سوى تصعيد الضغوط العربية والدولية على قطر"، بُغية تحقيق ذلك الهدف. ولهذا، قد لا تجد الدول الأربع أمامها من خيار سوى التسريع باتخاذ إجراءات عقابية جديدة ضد قطر، بحسب قوله.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان