إعلان

صحف الخليج: خطاب تميم "مُرتبك" يُرسّخ "مظلومية الدوحة"

11:49 ص السبت 22 يوليه 2017

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- رنا أسامة:

أولت صحف الخليج، في أعدادها الصادرة السبت، اهتمامًا بالغًا بخطاب أمير قطر الذي خرج به أمس الجمعة، للمرة الأولى، منذ بدأت الأزمة في التصاعد في الخامس من يونيو الفائت.

وقال الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، في خطابه، إن الوقت قد حان لحل الخلافات مع الدول الأربع المقاطعة لبلاده مُشترطًا في الوقت ذاته أن أي حل للأزمة يجب أن يحترم سيادة الدول وألا يكون على شكل املاءات.

وأجمعت الصحافة السعودية والإماراتية والكويتية والبحرينية على أن تميم بدا "مُرتبكًا" و"مُهتزًا" في خطابه المُتلفز، ونقلت عن دبلوماسيين وسياسيين إن كلمة أمير قطر رُبما تكون مؤشرًا للتراجع ومحاولة الالتفاف على الأزمة الحالية.

"خطاب هزيل"

وصفت صحيفة "عكاظ" السعودية خطاب أمير قطر بـ"الهزيل"، قائلة إنه جاء ليُجسّد "المكابرة القطرية" ويُرسّخ "مظلومية الدوحة".

وأضافت أنه "لم يخرج عما توقّعه المراقبون في استمرار النظام القطري في المكابرة والتعنّت، ومُحاولته ارتداء ثوب المظلومية".

وبدت المكابرة القطرية، بحسب الصحيفة، متمثلة في إعلان تميم استعداداه للحوار والتفاوض، في وقت يرفض ما يراه مسًا بـ"السيادة والإملاء"، برغم توقيعه على اتفاق الرياض 2013 وملحقاته التكميلية في 2014.

أما "مظلومية الدوحة" فظهرت محاولة ترسيخها ببكاء تميم حول مفردة "الحصار" التي كرّرها أكثر من مرة وبشكل لافت، فيما عرج للحديث عن القيم وعدم الكذب، رغم أنه شخصيًا نكث بالعهود التي قطعها، بحسب الصحيفة.

وأشارت "عكاظ" إلى وقوع أمير قطر في مأزق التناقضات في خطابه المُتلفز؛ إذ أكّد سير الحياة بشكل طبيعي في إمارته الصغيرة، ليعود قائلًا "لا أريد أن أقلل من حجم الألم والمعاناة الذي سبّه الحصار."

وعن إصدار تميم مرسومًا يُعدّل بموجبه قانون مكافحة الإرهاب، قالت الصحيفة إن هذا الإجراء بدا "إذاعانًا قطريًا غير مباشر"، ونقلت عن مُراقبين أن هذه الخطوة "لا تكفي"، مُشدّين على ضرورة أن تعمل الدوحة أكثر لكسب ثقة جيرانها بعد انعدامها.

1

"جِدارية تميم"

وفي تقرير آخر على العدد ذاته من الصحيفة، حمل عنوان (جدارية "تميم".. غُيّب الجد من "شجرة العائلة" بانقلاب عسكري!)، ركّزت "عكاظ" على الصور العائلية المُحيطة بتميم في خطابه، والتي تغيّب أمير قطر السابق خليفة بن حمد آل ثاني عنها.

وقالت عُكاظ: "رغم استناد أمير قطر تميم بن حمد في خطابه (الهزيل والمرتبك) إلى اللغة العاطفية الشعبوية، إلا أن انقلاب والده على جده غيّب صورة أمير قطر السابق الشيخ خليفة آل ثاني من مجموع الصور العائلية المحيطة بتميم في خطابه".

وذكرت أن صورة جانبية لتميم مع أحد أبنائه ظهرت على يساره، فيما احتلت صورة والده حمد بن خليفة، ووالدته، الطرف الأيمن من "الصورة البانورامية"، وتوسط الصورتين تمثال لحيوان الوعل الذي يعد رمزا تراثيا للإمارة الصغيرة.

وأشارت إلى أن ثمة تفسيرًا مُرجّحًا لكسر الديوان الأميري لشجرة العائلة بتغييب خليفة بن حمد عن الصورة العائلية، يتعلّق بسقوطه من ذاكرة القيادة القطرية منذ الإطاحة به على يد ابنه حمد، (الأمير الأب)، في منتصف تسعينات القرن.

2

"نهج المراوغة"

أما "البيان" الإماراتية، فقالت إن كلمة تميم لم تأتِ بجديد وجاءت متناسقة مع نهج "المراوغة" الذي اعتمده تنظيم الحمدين، مُشيرة إلى أنه خيّب الآمال بتمسكه بنهج قطر المزعزع لاستقرار دول المنطقة، مكررًا مزاعم بلاده بأنها لا تدعم الإرهاب رغم الأدلة الكثيرة التي تثبت ارتباط بلاده الوثيق بالجماعات الإرهابية والمتطرفة.

وأشارت إلى أن خطاب تميم قوبل بغضب خليجي واسع، ونقلت عن خبراء وشخصيات خليجية قولهم إن "خطاب أمير قطر يُعمّق الأزمة ويطيل أمدها، فقد كان خطابا تعبويًا وليس تصالحيًا"، وأن "قطر تُمارس الابتزاز العاطفي مع شعبها وتهين شعبها وعدم احترام عقلية شعبها".

ونقلت عن الكاتب السعودي أحمد الشمراني، "خطاب تميم كُتب في ايران وراجعته تركيا وأجازه عزمي وقام القرضاوي بالتشكيل والتنوين".

3

"خطاب مُرتبك"

وتحت عنوان "أمير قطر يُكابر ويُصِر على التعنّت"، قالت "أخبار الخليج" البحرينية إن الخطاب كان مُرتبكًا ولم يأتِ بأي جديد، وجاء متناغمًا مع السياسة الإعلامية التي تتبعها الدوحة عبر منصاتها المختلفة وعلى رأسها قناة "الجزيرة"، ومليئًا بصيغ المظلومية، ومزاعم النأي عن دعم الإرهاب.

وذكرت أن الخطاب حوى تناقضات مختلفة، تُبيّن عمق الأزمة التي تعاني منها الدوحة.

4

"تميم ينزلق إلى المجهول"

قالت صحيفة "الخليج" الإماراتية إن خطاب أمير قطر يحمل دلالة على أنه ينزلق إلى المجهول ويرتمي في أحضان تركيا وإيران والغرب، مُشيرة في هذا الصدد إلى وجّه الشكر إلى مواقف أمريكا وفرنسا وألمانيا وروسيا، وخص بالشكر تركيا التي قال إنها سارعت إلى التصديق على اتفاق التعاون الاستراتيجي وتوفير احتياجات قطر، لكنه تجنب الإشارة إلى إيران باسمها، ولمح إلى من اسماهم "الذين فتحوا لنا مياههم الإقليمية وأجواءهم".

وذكرت أن أمير قطر لم يتعرّض إلى المبادئ الستة، والمطالب الـ13 التي قدمتها الدول الأربع المقاطعة لبلاده، زاعمًا أن الحياة في قطر تسير بشكل طبيعي، وادعى أن بلاده تعرضت إلى حملة تحريض غير مسبوقة، ثم حصار، وافتراءات، ومحاولة لفرض الوصاية والإملاءات ولغة التهديد.

كما ادعى أن الأزمة تدفع قطر إلى القيام بمبادرات من أجل تحقيق الاستقلال الاقتصادي وتوسيع التعاون مع الدول الأخرى في إطار المصالح المشتركة والاحترام المتبادل، مُعلنًا أنه وجّه بالانفتاح الاقتصادي وتنويع مصادر الدخل ومنع الاحتكار والاتجاه إلى التنمية البشرية وتخصيص عوائد الغاز من الاستثمارات الجديدة من أجل الأجيال القادمة.

5

"ترحيب حَذِر"

أما جريدة "الجريدة" الكويتية فأفادت بأن تعديل قطر لبعض بنود قانون مكافحة الإرهاب، الذي أعلن عنه تميم في خطابه المُتلفز، لاقى ترحيبًا "حذرًا" من الإمارات؛ إذ اعتبر وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش، القرار "خطوة إيجابية للتعامل الجاد مع قائمة الـ59 إرهابيا" التي قدمتها السعودية والإمارات والبحرين ومصر للدوحة.

وفي ترحيب حذر، وصفت وسائل إعلام سعودية، بينها قناة "العربية"، الخطوة القطرية بأنها استجابة غير مباشرة لمطالب الدول الأربع.

فيما قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، في مؤتمر صحفي في روما، الجمعة، إنه لا حاجة للتفاوض مع قطر، بل عليها تنفيذ المبادئ التي عرضتها الدول الأربع، مضيفًا أن "ثمانية من الطلبات المقدمة في 13 يونيو الماضي إلى قطر لحل الأزمة، قبلتها الدوحة بالفعل في عام 2014، ولكنها لم تنفذها".

6

فيديو قد يعجبك: