إعلان

"ذا أتلانتيك": الإخوان المسلمون سبب أزمة قطر مع جيرانها

10:31 م الأحد 02 يوليه 2017

امير قطر

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - عبدالعظيم قنديل:

ذكرت مجلة "ذا أتلانتيك" الأمريكية، في تقرير لها اليوم الأحد، أن جوهر أزمة الخليج تتمثل في علاقة قطر بجماعة الاخوان المسلمين، حيث تعتبر المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة دعم قطر لجماعات الإخوان المسلمين تهديدًا قاتلاً لأنظمتها.

وسلّمت مصر والسعودية والإمارات والبحرين قائمة بـ13 مطلبًا لقطر لإنهاء المقاطعة، تضمّنت في جزء منها: "قطع قطر كل علاقاتها مع المنظمات الإرهابية والطائفية والإيديولوجية، ووقف جميع وسائل التمويل للأفراد أو الجماعات أو المنظمات التي تم تصنيفها بأنها إرهابية من قبل الدول الأربع ودول أخرى، وتسليم الإرهابيين المطلوبين لبلدانهم الأصلية، وكذلك إغلاق قاعدة عسكرية تركية في الأراضي القطرية وقناة الجزيرة".

واعتبرت قطر هذه القائمة بأنها "غير مقبولة".

وأشارت المجلة الأمريكية إلى أن -غدًا الاثنين- سيكون نهاية العشرة أيام التي أعطت السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين ومصر قطر للامتثال لمطالبها، وعلى الرغم من جهود الوساطة الأمريكية والكويتية، لكن من غير المرجح التوصل إلى اتفاق، لاسيما وأن الدوحة ترى المطالب بأنها اعتداء على سيادتها وشكل من الوصاية.

وبحسب التقرير، فإن غالبية مطالب الدول التى قطعت علاقتها مع قطر ترتبط بمخاوفها المستمرة بشأن علاقة قطر مع جماعة الإخوان المسلمين، حيث تعكس رغبة هذه الدول في إلقاء نظرة على ما تعتبره تهديدا وجوديا لسيادتها، وذلك جاء نتيجة لتنامي مخاوف دول الخليج إزاء استقرارها على المدى الطويل منذ أواخر عام 2010، عندما بدأ ما يعرف ب"الربيع العربي"، حيث قام بالإطاحة بالعديد من الأنظمة الاستبدادية في جميع أنحاء الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وألمح التقرير إلى أن انحدار ما يسمى "الربيع العربي" إلى سلسلة من الصراعات المريرة على السلطة، وبالتالي اندلعت حروب أهلية في سوريا وليبيا، حيث ردت الأنظمة بوحشية على الاحتجاجات، مما أثار الصراعات التي قتل فيها مئات الآلاف وتشريد الملايين، في المقابل غطت قناة "الجزيرة" القطرية انتفاضة يناير 2011 في مصر بقوة، ثم انضمت إلى شركائها في مجلس التعاون الخليجي في معارضة الانتفاضة اللاحقة في البحرين، وشاركت في التدخل العسكري بقيادة السعودية في مارس 2011 لدعم الملكية البحرينية كما ووقف الاحتجاجات.

ووفقًا للمجلة الأمريكية، تصدر تنظيم الإخوان المسلمين المشهد السياسي في أعقاب انتفاضات الربيع العربي، حيث رسمت قطر لنفسها طريق منفصل عبر تأييد الجماعات الراديكالية، وبذلك تنعكس ميولها الأيديولوجية على قرار القيادة القطرية، ولذلك يتنبأ رجل الدين المصري يوسف القرضاوي مكانة قريبة من أمير قطر، وهو المرشد الروحي لتنظيم الإخوان المسلمين، وكانت الجزيرة قد وفرت لفترة طويلة منصة للقرضاوي لتعزيز إيديولوجية الجماعة، لكنه يعكس أيضا اعتبارات الدوحة الاستراتيجية: فمع فوز الجماعات الإخوان في الانتخابات في مصر وتونس، بدا أن الإخوان هم من يحملون مفاتيح سياسة المستقبل للشرق الأوسط.

وأضاف التقرير أن المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة رأت أن ظهور جماعة الإخوان المسلمين يشكل تهديدا خطيرا، لافتًا إلى مساعي جماعة الإخوان إلى إنشاء "دولة إسلامية عالمية" تحت سيطرتها، مما يعني إسقاط حكومات دول الخليج، ومن ثم تخشى كل من الرياض وأبوظبي من أن يؤدي نجاح الإخوان في مصر وتونس وما وراءها إلى تنامي فاعلية جماعات الإخوان في بلدانهم.

وبعبارة أخرى، يعتبر هذا الصدع هو خطر حقيقي على مستقبل القيادة القطرية، ولكن نظرا لتاريخ البلاد الطويل من الانقلابات والتنازلات، لا توجد إجابات جيدة للقيادة القطرية، إن رفض الامتثال للطلبات ال 13 سيؤدي إلى تفاقم التهديد الخارجي الذي تواجهه، ولكن النتيجة لتلك المطالب سوف تزيد من الضعف الداخلي، ويمكن أن تجعل مستقبل الأمير عرضة للخطر، وذلك حسبما أفادت مجلة "ذا أتلانتيك" الأمريكية.

وعلى الرغم من العداء الواضح من دول مجلس التعاون الخليجي تجاه تنظيم الإخوان المسلمين، قد واصلت قطر رسم مسار مؤيد للجماعة، بعد الاطاحة بالرئيس محمد مرسي عام 2013، ولذلك منحت قطر ملجأ لبعض قادة الإخوان الذين هربوا من مصر، واستضافتهم قناة "الجزيرة" في فنادق الدوحة، ومنحتهم أوقات البث العادية لتعزيز قضيتهم، وردا على ذلك سحبت السعودية والإمارات والبحرين سفرائها من الدوحة في مارس 2014 ، بعد توجيه اتهامات للدوحة بانتهاك مبادئ مجلس التعاون الخليجي في التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأعضاء.

جدير بالذكر، قامت المملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين ومصر بقطع علاقاتها الدبلوماسية مع قطر، ووقف الحركة البحرية والبرية والجوية مع الدوحة، في مطلع الشهر الماضي، واتهمت هذه الدول السلطات القطرية بدعم الإرهاب وزعزعة الاستقرار في المنطقة، وهو ما تنفيه الدوحة بشدة.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان