إعلان

التليجراف: ترامب دمّر "حرس فلسطين القديم" وبخّر حلمهم

09:21 م السبت 09 ديسمبر 2017

الرئيس محمود عباس ابو مازن

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب – محمد الصباغ:

ترك قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب باعتبار مدينة القدس عاصمة لإسرائيل، الحرس القديم للقضية الفلسطينية في موقف لا يحسدون عليه، حيث أدركوا أن 25 عامًا من الجهود الساعية نحو إقامة دولة مستقلة كانت بلا جدوى، بحسب ما جاء في تقرير صحيفة التليجراف البريطانية.

وقال التقرير المنشور اليوم السبت، إنه لأكثر من 20 عامًا كان كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات يطارد حلمه بحل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة.

طارد هذا الحلم خلال حكم 4 رؤساء مختلفين للولايات المتحدة الأمريكية، وحضر مفاوضات سرية وعلنية مع مفاوضين إسرائيليين صعاب المراس، ودافع أيضًا عن حلمه أمام التشككين من الفلسطينيين في شوارع أريحا.

لكن في دقائق وبعد إعلان الرئيس ترامب يوم الأربعاء قراره واعترافه بالقدس المحتلة عاصمة لدولة إسرائيل، وقف عريقات أمام الكاميرات واتضح أن شاهد حلمه يتبخر أمامه.

وقال عريقات بصوت مرتجف: "للأسف، الرئيس ترامب لتوه دمر أي احتمالية لحل الدولتين".

دمر قرار الإدارة الأمريكية، وفقًا للتليجراف، صائب عريقات والحرس القديم للقضية الفلسطينية وتركهم يدورون حول أنفسهم لا يعرفون على أين يقودون شعبهم في الخطوات التالية.

وأضافت الصحيفة أن جيلًا من الرجال "ممتلئي الجسد" وكبار السن بأزيائهم الرسمية، بقيادة الرئيس محمود عباس صاحب 82 عامًا، كان حل الدولتين بالنسبة لهم كنجم الشمال يهتدون به.

تجاهلوا دعوات العنف من الشارع ورفضوا خطط المقاطعة الدولية ضد إسرائيل. تعلّقوا بأمل أن في تعاونهم مع الولايات المتحدة والتزموا بطاولة المفاوضات، ستضغط واشنطن ذات يوم على إسرائيل حتى تقبل الأخيرة بدولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية.

وفي كلمة مدتها 11 دقيقة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تبخر كل شيء وانتهى الأمل الذي تعلقوا به لمدة 25 عامًا.

وتقول ديانا بوتو، المحامية الفلسطينية التي كانت مستشارة قانونية للرئيس الفلسطيني: "يواجه عباس ما يشبه يوم الحساب الذي لم يكن ينتظره. لم يحصل على أي شيء بعد 25 عامًا من المفاوضات".

وانتخب عباس رئيسًا لفلسطين في عام 2005 بعد رحيل الزعيم ياسر عرفات. ولكنه يختلف كثيرًا عن شخصية عرفات.

وفي الوقت كان عرفات يختار من وقت لآخر بين المقاومة العنيفة وبين محادثات السلام أو كما وصفها (السلاح وغصن الزيتون)، كان عباس ملتزما بشكل كامل بالمفاوضات وأمر قواته بالتعاون مع الجيش الإسرائيلي بدلا من قتاله - على حد قول الصحيفة.

ومع مرو 12 عامًا له في السلطة دون تحقيق أي تقدم في المفاوضات، باتت شعبيته متراجعة. وفي استطلاع في شهر سبتمبر الماضي، أعرب 67% من الفلسطينيين عن رغبتهم في استقالة عباس.

الشباب لا يحبون "أبو مازن"

يستكمل تقرير الصحيفة البريطانية، ويشير إلى أن الفجوة بين الرئيس وشعبه وخصوصا مساحة واسعة من الشباب فيهم كبيرة، فكثير منهم ولدوا بعدما تفاوض عباس من أجل الوصول إلى اتفاق أوسلو عام 1993 لكنهم لم يروا أي فائدة منه إلى الآن.

غضب الفتى ناصر صاحب 15 عامًا حينما ذُكر أمامه اسم عباس. وبعد دقائق قليلة بدأ في قذف الحجارة على جنود الاحتلال الإسرائيلي ويهرب من قنابل الغاز التي يطلقونها، لكنه وقف لفترة يتناول الطعام. وقال: "على أبو مازن أن يرحل. إنه في صف الاحتلال، ليس في صف الشعب".

وفي الوقت الذي صرح فيه عباس ودائرته بأن الولايات المتحدة باتت غير مؤهلة للعمل كوسيط في محادثات السلام، لا يبدو أنهم يحملون خطة واضحة للسعي من خلالها. عادة ما يقول المسئولون إنهم سيتجهون نحو الصين وروسيا أو الاتحاد الأوروبي للعمل كوسطاء في عملية حل الدولتين. لكن على المدى القريب على أقل تقدير بحسب التليجراف لا يوجد من يمكنه الضغط على إسرائيل للدخول في مفاوضات.

ويبدو أن هناك حل آخر وربما حسب تصريحات لعريقات، ان يكون حل توجد فيه دولة واحدة لكن يتمتع المواطنون فيها (فلسطين التاريخية) بكامل الحقوق.

وأشارت التليجراف إلى أن إسرائيل لا يمكن أن تقبل بهذا الطرح، حيث لن يكون هناك دولة يهودية وبأغلبية يهودية.

ويقول جرانت راملي، المحلل السياسي الذي يعكف على كتابة سيرة محمود عباس، إنه لا يعتقد أن الرئيس الفلسطيني سيتجه نحو حلا راديكاليًا بعيدا عن خيار الدولتين.

ونقلت التليجراف عنه القول: "أبو مازن هو سبب رضا الفلسطينيين بحل الدولتين. طالما دعم هذا الحل، ودافع عنه حتى داخل حزبه لعقود. لن يكون قادرا على تغيير دفة الأمة بأكملها نحو حل الدولة الواحدة، مما يعني هدم كل ما بناه".

وحتى الآن، سيجرب على الأرجح عباس عبور العاصفة، وعلى الرغم من كلماته وإداناته القوية للدور الأمريكي، ربما يعود مرة أخرى لمحادثات حل الدولتين حينما كشف البيت الأبيض عن مقترحاته من أجل السلام في العام المقبل".

نهاية حل الدولتين

ورأى محللون أن قرار ترامب بشأن القدس هز القيادة الفلسطينية وألصق وصمة بفكرة حل الدولتين بين العامة. وكان حوالي 57% منهم بالفعل يرون أن الفكرة مستحيلة مع التوسعات الاستيطانية لدولة الاحتلال في الضفة الغربية.

وذكرت التليجراف أنه وللأوضاع الحالية ربما ترتفع شعبية الفكرة القائمة على دولة واحدة، وخصوصا بين الشباب. وأضافت أن القائد الفلسطيني القادم سيكون أكثر تحفظا على قيام الولايات المتحدة بدور الوسيط في محادثات السلام.

وتقول المستشارة القانونية السابقة لمحمود عباس: "أعداد المؤيدين لفكرة الدولة الواحدة في ارتفاع على الرغم من عدم تبنيها من جانب أي حزب. كما أن حجم الناس الذين يقولون إن المفاوضات انتهت فر تزايد أيضًا."

وربما تزداد أيضًا الأصوات الداعية للمقاومة وهو الأمر الذي تراقبه إسرائيل عن كثب.

وكانت إسرائيل قد اشتكت في أوقات سابقة من أن الرئيس عباس ليس جادًا في محادثات السلام، وعادة ما يترك طاولة المفاوضات في وقت حرج يتحين عليه فيه اتخاذ قرارات صعبة.

لكن أشار مسئولون، بحسب التليجراف، على أن الرجل القديم (عباس) الذي لم يتبق له الكثير في السلطة، طالما كان ملتزما بحل الدولتين وعدم اللجوء للعنف.

وقال آلفون إيفياتار، ضابط الاستخبارات الإسرائيلي السابق: "القيادة الفلسطينية كررت آلاف المرات لشعبها أنهم سيحققون أهدافهم دون عنف. هذا دليل آخر على فشل هذه الاستراتيجية. أنا متأكد من أن القيادة القادمة ستكون أقوى وستتخذ سياسة أكثر حدّة".

 

فيديو قد يعجبك: