إعلان

سي إن إن: اليمن.. حرب لا يمكن أن يفوز فيها أحد

01:18 م الأربعاء 20 ديسمبر 2017

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- هدى الشيمي:
قالت شبكة سي إن إن الأمريكية إن الحرب اليمنية لا يمكن أن يفوز فيها أحد، لاسيمّا وأن البلاد تعيش حالة من الفوضى السياسية بعد مقتل الرئيس السابق علي عبدالله صالح في ديسمبر الجاري، بالتزامن مع حدوث أزمة انسانية كبيرة اعتبرتها الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الإنسانية من أسوأ الأزمات الانسانية التي شهدها العالم.

وذكرت الشبكة الأمريكية أن مقتل صالح في مطلع ديسمبر الجاري، جعل الموقف أكثر سوءً. موضحة أن الرئيس اليمني السابق كان لاعبًا فاعلاً في المشهد السياسي في بلده على مدى العقود الثلاثة الأخيرة، وامتلك شبكة سياسية داخلية تضمنت تحالف مع مليشيات الحوثيين، وهي حركة شيعية دينية وسياسية تدعمها إيران.

وأوضحت سي إن إن أن مطالبة صالح بالرحيل وترك منصبه في مطلع عام 2012، أعقبه سلسلة من المظاهرات والاحتجاجات ضد حكمه في اليمن، وبلغت ذروتها بعد استيلاء الحوثيين على العاصمة صنعاء، في عام 2014، في محاولة منهم للسيطرة على البلد بأكمله.

"انهيار الاستراتيجية"

وخلال هذه الفترة، استمر نفوذ صالح السياسي في البلد، برغم من عدم توليه أي منصب رسمي، وقبل وفاته بفترة وجيزة أفادت تقارير بأنه مُستعد لإجراء محادثات مع السعوديين للتوصل إلى اتفاق قد يساعد على إنهاء الحرب الأهلية التي دامت ثلاثة سنوات تقريبا.

وانهارت هذه الاستراتيجية بعد مقتل صالح، ولا يتضح حتى الآن مع من سيتحالف حلفائه السابقين سياسيا، أو من سيملأ مكانه كصناع اتفاقات مُحتمل.

وأشارت سي إن إن إلى أن الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، وأحمد علي صالح، أحد ابناء الرئيس اليمني السابق، تعهدوا بعد وفاته بالرد على مليشيات الحوثيين، الذين يقل تعدادهم عن 10 بالمئة من سكان اليمن، وأكدوا أنهم سيخرجونهم من البلاد.

وترى الشبكة الأمريكية أن قدرتهما على الحصول على التأييد والدعم الشعبي للتخلص من الحوثيين، أمرا مشكوكا فيه للغاية.

"فوضى سياسية"

وتقول الشبكة الأمريكية إن الوضع السياسي في اليمن الآن تسوده الفوضى. ولسوء الحظ، يحدث كل ذلك على خلفية الأزمة الإنسانية المروعة التي تشهدها البلاد، ما يزيد الوضع سوءً يومًا بعد يوم.

وبحسب الشبكة الأمريكية فإن تطهير سوريا والعراق من داعش، قد يدفع مقاتلي التنظيم إلى التسلسل نحو اليمن، مستغلين الأوضاع الأمنية والعسكرية والسياسية السيئة، ليصبح البلد القاعدة المحتملة الجديدة للتنظيمات الجهادية والمتطرفة مثل داعش والقاعدة.

وفي نوفمبر الماضي، وفي أعقاب محاولة الحوثيين لإطلاق صاروخ بالقرب من العاصمة السعودية الرياض، فرضت المملكة حصارًا على الموانئ التي يسيطر عليها الحوثيين، ما تسبب في نقص الغذاء، والوقود والمواد الطبية، لاسيمّا وأن اليمن يستورد حوالي 90 بالمئة من غذائها، ومعظمها عن طريق البحر.

ووفقا لأحدث تقديرات للأمم المتحدة، فإن ما يقرب من 17 مليون نسمة من سكان اليمن البالغ عددهم 27 مليون شخص، يعانون الآن من انعدام الأمن الغذائي، ويحتاج أكثر من 20 مليون يمني إلى مساعدات طارئة.

"خيارات أمريكية"

ورغم أعلام السعودية عن نيتها في تخفيف حدة القيود المفروضة على دخول المساعدات الانسانية إلى اليمن، فمن السابق لأوانه معرفة كيف سيؤثر ذلك على عملية تدفق المساعدات الانسانية والتجارية.

وتقول الشبكة الأمريكية إنه في كل الأحوال فأن الوضع على الأرض في اليمن بائس إلى درجة قد تدفع صنّاع القرارات في الولايات المتحدة إلى بحث عدة خيارات للمساعدة على تخفيف حدة الأزمة.

وترى "سي إن إن" أن الخيارات الأمريكية لن تخرج عن الأمور الثالثة الآتية:

أولا: قد يقترح صنّاع القرار الأمريكيون فكرة "تجميد مقابل التجميد"، وتتمثل في موافقة السعوديين على التوقف عن شن ضربات جوية على اليمن، في المقابل يتوقف الحوثيين عن شن هجمات صاروخية على الحدود اليمينية. ومن شأن هذا الاتفاق تسهيل عملية تدفق المساعدات الإنسانية والتجارية من الموانئ، كما يوفر إغاثة نفسية لليمنيين الذين عانوا لسنوات من الحرب.

ثانيا:  وبالنظر إلى الحاجة اليمن المُلحة إلى الحصول على الإمدادات التجارية والطبية، قد يكون هذا الوقت المناسب للاستغلال عمان كمركز بديل لنقل وسائل الإغاثة، خاصة إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق شامل بين السعودية والحوثيين يمهد لتحفيف الأزمة.

ثالثا: ويمكن للمسؤولين الأمريكيين بالتنسيق مع الحلفاء الرئيسيين التنظيم لعقد قمة إقليمية، تشارك بها إيران، لمناقشة خيارات حل الصراع المطروحة. ويمكن أن تشمل هذه المقترحات تحديد أسس جديدة لإجراء محادثات بين الأطراف المتناحرة تكون مقبولة لدى جميع الأطراف، واتخاذ خطوات عاجلة لتعزيز النظام المصرفي في اليمن، وصياغة تدابير أمنية جديدة لتأمين الحدود السعودية- اليمنية كجزء من التسوية النهائية، وصياغة خارطة طريق ترضي الحوثيين على المدى الطويل، وتوضح وضعهم النهائي بعد انتهاء النزاع، ووضع استراتيجية متعدد الأطراف للحد من ضخ الأسلحة والقذائف إلى اليمن.
 

فيديو قد يعجبك: