إعلان

مستشار "بوش" مُعجب بدبلوماسية بوتين: روسيا تُزاحم أمريكا على الهيمنة الدولية

11:13 م الأحد 17 ديسمبر 2017

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- عبد العظيم قنديل

قال توماس جراهام، المستشار العسكري للرئيس الأمريكي الأسبق، جورج بوش، أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، تمكّن من استعادة وضع موسكو كقوة عظمى، وباتت تنافس الولايات المتحدة على مقعد الصدارة.

وأضاف جراهام، في مقال كتبه بصحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية، أن الشعب الأمريكي اعتقد على مدى 25 عاماً، أن بلادهم أمة لا يمكن منافستها بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، مشيراً إلى هيمنة واشنطن في أغلب الصراعات، والتي كان أهمها الإطاحة بالرئيس العراقي السابق صدام حسين، ومنع إيران من اقتناء أسلحة نووية، فضلًا عن اتخاذ اجراءات لمنع الزعيم الصربي سلوبودان ميلوسيفيتش من ارتكاب المزيد من جرائم الحرب.

واعتبر أن روسيا تصعد بقوة في الآونة الأخيرة لمزاحمة الولايات الأمريكية على الهيمنة الدولية: "لقد اعتادت واشنطن على أخذ زمام المبادرة في السنوات الماضية دون أن يحدث جديد في العالم جراء ذلك الاعتقاد".

وتابع: "من المؤكد أن هذا ما يرغب الرئيس فلاديمير بوتين أن نؤمن به. وكانت مهمته، عندما صعد إلى سدة الحكم قبل 18 عاما، استعادة أمجاد بلاده كقوة عظمى وضمان عدم حل أي مشكلة عالمية دون موسكو. وقد أحرز تقدما كبيراً".

ووصف جراهام، العملية العسكرية الروسية في سوريا بـ "الجريئة"، إذ انتشلت الرئيس السوري بشار الأسد من هزيمة محققة، وساهم بوتين في إعادة سيطرة القوات الحكومية على معظم الأراضي السورية.

وأوضح المستشار السابق في الإدارة الأمريكية، أن أي صفقة في مسار التسوية السورية لن تتم دون مشاركة موسكو، لكنه في الوقت نفسة أشار إلى ضرورة مساهمة الولايات المتحدة.

وأعرب جراهام، عن إعجابه بالدبلوماسية الروسية في الشرق الأوسط، موضحاً أن الولايات المتحدة الأمريكية كانت الفاعل الرئيسي في نزاعات المنطقة، ولكن موسكو استفادت من تدخلها في سوريا لبسط نفوذها على حساب واشنطن، ما تسبب في تشكك بعض الأطراف الإقليمية بشأن التزام الولايات المتحدة كشريك موثوق به وفعال.

وأضاف أن روسيا الآن في وضع جيد يمكّنها من الاضطلاع بدور رائد، إن لم يكن حاسما، في تشكيل توازن إقليمي جديد، مؤكدًا أن الواقع الراهن يفرض على الولايات المتحدة الأمريكية الأخذ بعين الاعتبار روسيا وعدم عزلها، مثلما حدث في السنوات الأخيرة.

وبشأن أوروبا، رأى أن موسكو أثبتت عبر توغلها في أوكرانيا قدرتها على التوغل العسكري داخل أراضي حلف شمال الأطلسي، متهمًا المنظمة الدولية بالعجز عن صد أطماع روسيا، لاسيما بعد أن فشلت دول أوروبا الشرقية في فرض سياستها دون استيعاب مصالح موسكو، ولذا فإن إعادة بناء هيكل أمني أوروبي متماسك سيتطلب الآن أيضا المساومة مع روسيا.

وتابع: "المثل، قد لا تكون موسكو، في شمال شرق آسيا، اللاعب الرئيسي في القضية النووية لكوريا الشمالية، ولكن روابطها مع بيونج يانج تضمن أنها ستكون طرفا في أي تسوية".

لكن في الوقت نفسه، رأى أن روسيا لا تستطيع أن تسحب البساط من الولايات المتحدة الأمريكية بشكل كامل، خاصة أن الاقتصاد الروسي يعاني من أزمات في ظل العقوبات الدولية، ومن الصعب عليها توفير دعم مالي إلى حلفائها مثلما تفعل واشنطن.

وشدد على أن محاولات واشنطن لتشويه روسيا توحي بخلاف جذري بين الأمتين، لكن الولايات المتحدة يجب أن تكون قادرة على التعامل مع الموقف الحالي بثقة، خاصة وأن واشنطن ماتزال تتصدر المشهد الدولي في شتى المجالات.

وختم جراهام، مقاله قائلاً: "الولايات المتحدة تحتاج فقط لاستعادة الإرادة للعمل كقوة عظمى، هي لا تزال تمتلك اليد العليا في العديد من المناطق حول العالم أكثر من روسيا".

 

فيديو قد يعجبك: