إعلان

"هاآرتس": انتصار بوتين في سوريا يُعطي درسًا مهمًا للحكام بالشرق الأوسط

08:18 م الثلاثاء 12 ديسمبر 2017

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - عبدالعظيم قنديل:

سلطت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية الضوء على الجولة التي يقوم بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى مصر وتركيا، وأكدت الصحيفة أن بوتين نصب نفسه وكأنه "الزعيم الأكثر نفوذاً بالعالم".

وأوضح التقرير أن زيارة بوتين إلى قاعدة حميميم الروسية في سوريا حملت رسالة واضحة، وهي تفقد الموقع الأخير لروسيا، مضيفة أنها لم تكن زيارة عادية لزعيم أجنبي إلى سوريا خلال سنوات الحرب الأهلية السورية.

وقام الرئيس الروسي بزيارة قاعدة حميميم الروسية في سوريا، أمس الأحد، خلال طريقه للقاهرة، واجتمع مع الرئيس السوري بشار الأسد.

وأكدت الصحيفة الإسرائيلية أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اغتنم فرصة تواجده في سوريا ليعلن على الملأ أن بلاده ستبدأ بسحب معظم قواتها، كما وصف التقرير إعلان بوتين بأنه "للاستهلاك المحلي" فقط، لاسيما أن فكرة الحروب الخارجية لا تلقى قبولاً من الرأي العام الروسي قبل بدء الحملة الانتخابية.

وكان سلاح الجو الروسي بدأ بتوجيه ضربات جوية في الأراضي السورية فى 30 سبتمبر 2015، وهذا بعد أن طلب الرئيس السوري بشار الأسد دعماً عسكرياً من موسكو من أجل كبح الثورة السورية ووافق مجلس الاتحاد الروسي على تفويض الرئيس فلاديمير بوتين باستخدام القوات المسلحة الروسية خارج البلاد.

ووفق التقرير، يسعى الكرملين إلى تثبيت أقدامه في الشرق الأوسط عبر تواجده في سوريا، لاسيما وأن المعركة ضد تنظيم "داعش" الإرهابي تتجه نحو نهايتها، ويعلن بوتين أن مغادرة قوات بلاده للأراضي السورية أمر غير محتمل في المستقبل القريب.

وأكدت الصحيفة الإسرائيلية أن الزيارة الخاطفة التي قام الرئيس الروسي إلى قاعدة حميميم، قبل زيارته إلى القاهرة وأنقرة، بمثابة إعلان انتصار للعملية العسكرية التي شرعت بها روسيا قبل 27 شهرًا، خاصة أن العديد من المراقبين للوضع بالمنطقة تشكك في قدرة روسيا على حسم المعارك الدائرة في سوريا لصالحها.

وأشار التقرير إلى أهداف روسيا من عمليتها العسكرية في سوريا، والتي لم تكن ضمن أهدافها نشر الديمقراطية والحرية، لكن بوتين ساند "ديكتاتور وحشي" من خلال القصف العشوائي للأهداف المدنية التي تحتجزها قوات المعارضة، ومع ذلك، أظهر الجيش الروسي براعة واضحة في عمليته الأولي بالشرق الأوسط منذ انهيار الاتحاد السوفيتي.

وبحسب "هاآرتس"، يمسك بوتين خيوط اللعبة بإحكام داخل روسيا، وحقق نجاحاً باهراً بعد أن عزز تحالفاته الإقليمية والاستراتيجية، وذلك يتضح في ضمانه حقوقاً طويلة الأجل للقواعد الجوية والبحرية في البحر الأبيض المتوسط (حميميم وميناء طرطوس).

وعلى الرغم من تعثر الاقتصاد الروسي بسبب العقوبات الأمريكية، استغل سيد الكرملين انكماش النفوذ الأمريكي في عهد الرئيس السابق للولايات المتحدة، باراك أوباما، حسبما ذكرت صحيفة "هاآرتس"، الذي فتح الباب على مصراعيه لتعزيز نفوذ موسكو في المنطقة على حساب واشنطن.

وتابع التقرير بأن "استراتيجية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تعتمد على الحصول على أكبر قدر من الغنائم في سوريا، ويعتزم الحفاظ على إنجازاته دون التطرق إلى إعادة اعمار ما خلفته العملية العسكرية الروسية على الأراضي السورية"، موضحاً أن نهج بوتين يختلف عن نهج الولايات المتحدة الأمريكية التي أنفقت مليارات الدولارات في العراق وأفغانستان.

كما لفتت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن سوريا ستظل متأثرة بالدمار وأزمات النازحين لعقود مقبلة، منوهة إلى أن موسكو لم تكن نيتها إنقاذ المدنيين السوريين، ومع ذلك، يتعين على جميع الأطراف الإقليمية التواصل مع روسيا فيما يتعلق بأي ترتيبات ما بعد الحرب.

وقال التقرير إن بوتين أعاد توزيع الأدوار داخل سوريا، وأصبح الجميع لابد أن يلعب ضمن "ضوابط موسكو"، ويحترم الرئيس الروسي صفقاته التي يبرمها من وراء الكواليس، خاصة أنه لم يحاول منع أو حتى إدانة الغارات الجوية الإسرائيلية على حزب الله والأهداف الإيرانية.

فيديو قد يعجبك: