إعلان

بعد مجزرة مسجد الروضة.. الجارديان: "مصر غاضبة"

12:39 م الأحد 26 نوفمبر 2017

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- رنا أسامة:

علّق المحلل السياسي الأمريكي ها هيلر، على مجزرة مسجد الروضة في شمال سيناء، اليوم الأحد، قائلًا "إنها ليست المرة الأولى التي تشهد فيها مصر هجمات على المساجد أو أماكن العبادة الأخرى، غير أن مجزرة الجمعة -وبما لا يدع مجالًا للشك- غير مسبوقة؛ بالنظر إلى أعداد الضحايا والمُصابين الذين وصلوا إلى 305 قتلى ونحو 128 مُصابًا".

وتابع هيلر، في مقاله بصحيفة "الجارديان" البريطانية: أن "مصر الآن في غُمرة حِدادها، وهي نقطة تحوّل في تاريخها الحديث".

وبحسب بيان صادر عن النيابة العامة، السبت، وقع الهجوم الإرهابي مع بداية خطبة صلاة الجمعة، حيث فوجىء المصلون بقيام عناصر تكفيرية يتراوح عددهم ما بين 25 إلى 30 عنصرًا، يرفعون علم تنظيم داعش الإرهابي، واتخذوا مواقع لهم أمام باب المسجد ونوافذه البالغ عددها 12 نافذة حاملين الأسلحة الآلية، وأخذوا في إطلاق الأعيرة النارية على المصلين.

وأشارت إلى أن العناصر التكفيرية حضروا مستقلين 5 سيارات دفع رباعي، وأحرقوا السيارات الخاصة بالمُصلين وعددها 7 سيارات.

وأشار المحلل الأمريكي إلى أن هناك العديد من النقاط التي يجب التوقّف عندها باديء ذي بدء. أولها أنه حتى مع الإعلان عن أعداد القتلى، وبينما كان المصريون يأسفون لأكبر هجوم إرهابي يقع على أراضيهم، كانت إدارة الرئيس الأمريكي تُغرّد عن جدار المكسيك وحظر السفر.

في خِضم ذلك، لا يوجد بالطبع أي اقتراح يُشير إلى أن واشنطن ستُدرِج مصر في قائمة حظر السفر لمنع مواطنيها من السفر إلى الولايات المتحدة لدواعٍ أمنية، ولا ينبغي اقتراح ذلك؛ لأن "الفرضية سخيفة".

واعتبر أن الهدف الأساسي للجماعات الإسلامية المتطرفة كان، وما يزال، "مسلمين آخرين". المُسلمون هم الضحايا الرئيسيون وهم أكثر الأشخاص المُستهدفين للقتال. وأضاف "بدلًا من اعتبارهم مصدر مشاكل، ينبغي أن نُدرك أن المسلمين جزء لا يتجزأ- بل أنه أكثرهم أهمية- في الحملة ضد التطرف الراديكالي. وبطبيعة الحال، فإن السيد ترامب حين قدّم تعازيه للرئيس السيسي، حليفه الوثيق، لم يقوَ على الاعتراف بأن ضحايا هذه الفظائع الأخيرة كانوا مسلمين".

وثمّة نقطة رئيسية أخرى، بحسب الكاتب، وهي أنه "على الرغم من أنه قد يكون من المغري توصيف هذا الهجوم الوحشي بأنه وقع بعد أن هاجمت جماعة متطرفة أقلية أخرى في بلد ذي أغلبية مسلمة، ينبغي أن نتوخى الحذر تلافيًا للوقوع في هذا الفخ".

ومضى هيلر في توضيحه قائلًا "الصوفيون ليسوا طائفة من المسلمين، بل أن التصوّف جزء لا يتجزأ من الإسلام السُنّي السائد. المتطرفون رُبما يُنكرون هذه الحقيقة، غير أنه ما من سبب يدفع بقيّتنا -من الناحية التاريخية- للاعتقاد بأن معايير الإسلام مأخوذة بشكل مفروغ منه من نظام الصوفية كعلم روحي في الفكر الإسلامي".

واستطرد "هؤلاء المتطرفون يعتبرون أوامر الصوفيين، أو تلك التابعة لهم، كما أنها ارتداد عن الدين لا يتماشى مع تراث الإسلام السني، سواء في مصر أو في أي مكان آخر".

وفي الوقت نفسه، رجّح الكاتب الأمريكي أن يكون هذا المسجد والمُصلّين بداخله استُهدِفوا جزئيًا -على الأقل- بسبب قبولهم لهذا الشكل التقليدي للفكر الإسلامي. كما أثار احتمالية أن يكون هناك بُعدًا أكثر سياسية للهجوم؛ قد يتمثّل في رفض أهل قرية بئر العبد أي تعاون مع الجماعات المتطرفة، كما ورد في بعض وسائل الإعلام المصرية، ومن ثمّ باتوا هددفًا لتلك المجزرة الوحشية. وأردف "خلال الأيام القادمة، سنتعلم المزيد".

وشدّد الكاتب على أن مصر في حاجة ماسّة إلى استجابة أمنية أكثر تنوعًا وأوسع نطاقًا في شبه جزيرة سيناء، مع الأخذ في الاعتبار جميع مواطن الضعف والصعوبات التي يواجهها السيناويون. فيما رأى أنه من غير المُرجّح أن تضع مصر، في أعقاب هذا الهجوم الوحشي،استراتيجية أوسع. "مصر تنوح وأهلها غاضبون بشكل مفهوم".

وألمح"هيلر" إلى نقطة أخرى يجب التأكيد عليها، تتمثّل في أن هذه الأنواع من الجماعات المتطرفة لا تركز على نوع واحد من الضحايا. وبدلًا من ذلك، فإنها أظهرت، بما لا يدع مجالًا للشك، أنها عازمة على مهاجمة كل من تعتبره حائلًا في طريق تحقيق أهدافهم -مسلمين وغير مسلمين على حد سواء. وهذا النوع من الآفة، للأسف، كان يعمل لفترة طويلة، والمساجد في العراق في حالة خراب بسبب ذلك.

وأنهى الكاتب مقاله، قائلًا "من المهم أن نتذكر أن مثل هذه الكيانات تأتي وترحل. ويتعين على المجتمعات في جميع أنحاء العالم أن تتصدى للإرهاب وأن تواصل صمودها. إن أمثال أولئك الذين نفذوا هذه الهجمات الخسيسة سُحِقوا من قبل، وتغلّبنا عليهم، وبينما ما تزال آثار عملياتهم تُرى، فإنهم لم ينتصروا أبدًا. وتتوقف سرعة التغلب علىيهم على حسمنا الجماعي وعزمنا".

فيديو قد يعجبك: