إعلان

بوليتيكو: حرب الظل الأمريكية في إفريقيا تفتقد اهتمام إدارة ترامب

10:11 م الخميس 12 أكتوبر 2017

الجيش الأمريكي

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

فرجينيا - (أ ش أ):

سلطت مجلة "بوليتيكو" الأمريكية الضوء على حرب الولايات المتحدة "المعروفة على نطاق ضيق" ضد الإرهاب في إفريقيا والتي تصبح أكثر خطورة مع رفع الجيش الأمريكي عدد الجنود المنتشرة في أكثر المناطق الفوضوية في القارة السمراء، بما في ذلك المنطقة في النيجر التي شهدت مقتل 4 جنود من القوات الأمريكية الخاصة الأسبوع الماضي.

وأشارت المجلة في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني، اليوم الخميس، إلى أن التصعيد الذي يحدث في إفريقيا تدور حوله مناقشات محدودة، وحسب بعض الخبراء العسكريين، فإن صناع القرار في واشنطن كذلك يولون اهتماما قليلا للقضية.

وأوضحت المجلة أن تواجد الجيش الأمريكي في منطقة الساحل وإفريقيا جنوب الصحراء ارتفع إلى 1500 جندي على الأقل، وهو ما يكاد يكون يعادل 3 مرات عدد الجنود الأمريكيين في سوريا، حسب إحصائيات رسمية للبنتاجون والبيت الأبيض.

وقال خبراء عسكريون واستخباراتيون للمجلة إنه كما الحال في العراق وسوريا وأفغانستان، فإن إرسال مئات من القوات الإضافية إلى بلدان مثل النيجر والكاميرون وجمهورية إفريقيا الوسطى وأوغندا وجنوب السودان، هو مثال آخر على أن خطاب الرئيس دونالد ترامب الداعي لسياسة "أمريكا أولا" لم يجعل إدارته تتجنب الانخراط أكثر في مناطق النزاع، محذرين من أن الولايات المتحدة تفتقد لاستراتيجية شاملة لتحقيق مهمتها في إفريقيا.

وقال مايكل شوركين، المحلل السابق المختص في شؤون إفريقيا بالمخابرات المركزية الأمريكية (سي آي إيه)، إنه لا يعتقد وجود إشراف من الكونجرس الأمريكي على ما يفعله الجيش في إفريقيا.

وأشار شوركين، الذي يعمل حاليا كباحث في شركة "راند" وهي مركز بحثي يموله البنتاجون، إلى "شغور مناصب اتخاذ قرار بارزة في الدولة ووزارة الدفاع"، مضيفا أن الإدارة تركت عمليات الجيش مثل قيادة إفريقيا ووحدة عملياتها الخاصة "إلى حد كبير يفعلون عملهم"، في إشارة إلى أن إدارة ترامب لا تولي اهتماما باتخاذ القرار في هذه المنطقة.

وأوضح شوركين: "الأمر ليس حول السياسة الجيدة أو السياسة السيئة.. لا يوجد سياسة على الإطلاق.. إنه قصور ذاتي".

وقالت المجلة إن الهجوم الدامي الأسبوع الماضي ضد القوات الأمريكية في النيجر سلط الضوء على سلسلة من الانتشارات العسكرية الخطيرة التي عادة ما تتلقى اهتماما ضئيلا مقارنة بالمهمات العسكرية الأكبر في العراق وأفغانستان.

وذكرت المجلة أن التركيز الأكبر للمهمة في الصحراء الشاسعة للنيجر التي أصبحت جاذبة للإرهابيين من مختلف الأنواع، بما في ذلك هؤلاء الذين يتم تجنيدهم محليا وما يطلق عليهم المقاتلين الأجانب القادمين من شمال إفريقيا والشرق الأوسط وأبعد من ذلك.

وأضافت أنه في يونيو الماضي كانت القوات الأمريكية التي تدعم جيش النيجر في مكافحة المجموعات المسلحة 645 جنديا، مرتفعا من 575 في ديسمبر 2016، لكن الآن يوجد على الأقل 800 جندي هناك، حسب البنتاجون.

وقالت المجلة إن العديد من الجنود هناك ينتمون للقوات الخاصة البرية والبحرية ومشاة البحرية، لكن مسؤولين في البنتاجون يقولون إن التعزيزات الأخيرة معظمها من مسؤولين في القوات الجوية الذين تم إيفادهم إلى النيجر لإدارة الرحلات الاستطلاعية المتزايدة بالطائرات بدون طيار وطائرات التجسس التقليدية.

وحسب تقرير لمركز أبحاث الكونجرس غير الحزبي، الذراع البحثية للبرلمان الأمريكي، فإن هذه القفزة من الـ100 جندي الذين نشرهم الرئيس السابق باراك أوباما في النيجر عام 2013 يتزامن مع الزيادات الملحوظة في الدعم العسكري الأمريكي للدول الأفريقية خلال العقد الماضي، والذي كانت النيجر المستفاد الأكبر منه.

وأشارت المجلة إلى خطط قيد التنفيذ لتجهيز المزيد من القوات بما في ذلك 50 مليون دولار طلبهم سلاح الجو الأمريكي لتشييد مهبط للطائرات في مدينة "أجاديز" شمال النيجر، والتي تعتبر أكثر المناطق المتقلبة في البلاد.

ولا يتوقف الأمر على النيجر، حيث يتوسع تواجد الجيش الأمريكي في أماكن أخرى بالمنطقة، حسب المجلة.
اعتبارا من يونيو الماضي، وصل عدد الجنود المنتشرين في الكاميرون المجاورة للنيجر إلى 300 جندي مقارنة بـ285 في ديسمبر 2016، حسب إخطارات أرسلها البيت الأبيض للكونجرس.

ويوجد على الأقل 410 جندي ومسؤول بالجيش الأمريكي في الدول المجاورة الكونغو الديمقراطية وجمهورية إفريقيا الوسطى وأوغندا وجنوب السودان للمشاركة في القتال الذي يستهدف "جيش الرب للمقاومة"، وهي مجموعة متمردة تسعى لقلب الحكم في أوغندا بشكل أساسي وتعمل في هذه الدول المجاورة.

وأكدت المتحدثة باسم البنتاجون، أودريشيا هاريس، ارتفاع عدد القوات الأمريكية في النيجر لكنها لم ترد على تساؤلات بشأن المزيد من التفاصيل الحديثة حول أعداد الجنود الأمريكيين في الدول الأخرى بالمنطقة.

ولفتت المجلة إلى أن المخابرات الأمريكية حذرت خلال الشهور الأخيرة من تزايد تهديد المجموعات الإرهابية المسلحة في المنطقة والذي اتسعت رقعته من مالي في شمال غرب جنوب السودان وحتى أوغندا في شرق إفريقيا وكذلك في عدد من البلاد الواقعة بينهما.

وحذر مسؤولون حاليون وسابقون في الجيش الأمريكي من أن الفرق بين تقديم المشورة والقتال يتلاشى مع توسع حجم القوات الأمريكية وزيادة الدوريات التي ينفذونها في معاقل الإرهابيين بجانب القوات الحليفة لهم في إفريقيا، مؤكدين أن مستوى الخطر الذي يواجه الجنود الأمريكيين كان موجود حتى قبل الكمين الذي حدث الأسبوع الماضي في النيجر.

ونقلت المجلة عن ضابطين بالجيش -أحدهما حالي بالخدمة وآخر سابق على معرفة مباشرة بالعمليات الأمريكية في النيجر- أن عددا من الجنود أصيبوا في الماضي في انفجار عبوات ناسفة أو ألغام، إلا أنه ليس واضحا سواء تم استهداف الأمريكيين عن عمد في الحادث الأخير.

وأشارت المجلة إلى أن الدورية الاستطلاعية التي استهدفت الأسبوع الماضي في منطقة بالنيجر حيث يحاول الجنود مطاردة وتعطيل قوافل من المهربين الذين ينقلون أسلحة وتمويل للإرهابيين عبر المناطق الخضراء المفتوحة للنيجر من مالي إلى التشاد وصولا إلى ليبيا، كان ضمنها عدد من المستشارين العسكريين الأمريكيين الذين يرافقون المهمات الاستطلاعية هناك وفي عدة مناطق أخرى.

وأكد المسؤول السابق في الجيش الأمريكي أنه رغم أن الأمريكيين يبقون بعيدا عن المداهمة نفسها والاشتباك بالأسلحة إلا أنه في بعض الأحيان يجد المستشارون العسكريون أنفسهم تحت النيران.

وقالت المجلة إنه مع تكثيف الجهود العسكرية للولايات المتحدة في إفريقيا، فإن المخاوف تتكثف كذلك حول افتقاد إدارة ترامب لاستراتيجية شاملة للمنطقة، والتي من شأنها التركيز على الأدوات غير العسكرية مثل الدعم الاقتصادي والتعاون مع الحلفاء لتعزيز المؤسسات الديمقراطية في بعض أفقر دول العالم.

هذا المحتوى من

Asha

فيديو قد يعجبك: