التليجراف: كرة القدم حققت ما لم تقدر عليه السياسة أو الدين في مصر

كتبت- هدى الشيمي:
قالت صحيفة التليجراف البريطانية إن هذه الفترة شهدت مجموعة من الأحداث الرياضية التاريخية، أولها تأهل المنتخب الإنجليزي إلى تصفيات كأس العالم المُقرر إقامته في روسيا العام المُقبل، بهدف أحرزه قائد الفريق، هاري كين، من تسجيل الهدف الوحيد في المباراة، لتعود انجلترا إلى تحقيق إنجازا غاب عنها منذ أن حققت المركز الرابع في مونديال 1990.

ومع ذلك، تشير الصحيفة إلى أن الإنجليز لن يحافظوا على هذه الذكرى كثيرا في عقولهم، وربما بعد 30 عاما من اليوم لن يتذكر أحد هدف كين أو حالة الفرحة التي سيطرت على المواطنين عقب إحرازه.

إلا أن الأمور تختلف كثيرا في مصر، فتقول الصحيفة إن الفرحة علت وجوه المصريين، واحتفلوا لساعات طويلة في الشوارع، بإطلاق الألعاب النارية وحمل الرايات، عقب الهدف الثاني الذي أحرزه اللاعب محمد صلاح في الدقائق الأخيرة من عمر مباراة مصر والكونغو، الأحد الماضي، ما ضمن تأهلها إلى كأس العالم.

وتشير الصحيفة إلى نزول الآلاف إلى ميدان التحرير، والذي كان نقطة التقاء المصريين في السنوات الأخيرة الماضية للتعبير عن معارضتهم أو فرحتهم بالأحداث الجارية.

وترى الصحيفة أن ما حدث في مصر دليل قاطع على أن الرياضة العالمية تستطيع أن تفعل ما لا تقدر عليه السياسة، أو الثقافة، أو الدين، وأنها تستطيع أن تجمع كل المواطنين معا دون التفكير في أي اختلاف بينهم.

وبالنسبة لمصر، فإن التأهل إلى كأس العالم أمر مُختلف عنه في انجلترا أو غيرها من الدول، وترجع ذلك إلى أنه طالما كان حلما بعيد المنال، وطموحا نادرا ما يتحقق.

وأشارت الصحيفة البريطانية إلى فوز مصر ببطولة كأس الأمم الأفريقية سبع مرات، موضحة أن التأهل إلى المونديال كان شيئا اعتبرته أجيال من اللاعبين المصريين مستحيلا، وتمنوا معاصرته.

يُذكر أن مصر استطاعت التأهل مرتين، قبل انتصار الأحد الماضي، الأولى عام 1934 في إيطاليا، والثانية عام 1990 في إيطاليا أيضا وتعادلت مع منتخب هولندا، ثم تعادلت سلبا مع أيرلندا، وودعت البطولة عقب خسارتها أمام انجلترا.

ومع ذلك، فإن الضغط لم ينتهِ، ويعلو سقف التوقعات مع مرور الوقت، ما يزيد المسؤولية على المنتخب المصري، ونقلت الصحيفة قول هكتور كوبر، مُدرب المنتخب، الأسبوع الماضي، إنه يضطر إلى تناول الأدوية لتهدئة ضغط الدم.

وبعد تحقيقهم للحلم، تشير الصحيفة إلى أن عصام الحضري، حارس مرمى المنتخب، سيُكمل عامه الخامس والأربعين الصيف المُقبل، وإذا وقع عليه الاختيار في التشكيل النهائي للفريق، سيكون أكبر لاعب يشارك في كأس العالم، لافتة إلى أنه كان يحلم بهذه اللحظة طوال مشواره الرياضي.