إعلان

التليجراف: هل توني بلير المسؤول عن إراقة الدماء في العراق؟

07:22 م الأربعاء 06 يوليه 2016

توني بلير

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت - أماني بهجت:

ذكرت صحيفة التليجراف بأن حي الكرادة ببغداد لطالما كانت تسكنه أغلبية مسيحية. لكن اليوم الحي الذي يطل على الضفة الشرقية لنهر دجلة تقنطه أغلبية شيعية، لكنه لايزال يتمتع بتعددية دينية ولربما كان هذا سبب استهداف المتعصبين من تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" لسيارة تحمل أطنانا من المتفجرات لأكثر الشوارع ازدحامًا في الكرادة يوم الأحد، مخلفًا ما يزيد عن 165 قتيلًا.

وأضافت في تقرير لها أن بعد مثل هذه الأعمال الوحشية، تظهر تفسيرات عديدة لتحليل الواقعة. الكثير من التحليلات تظهر على السطح بانتظار تقرير تشيلكوت والذي تظهر نتائجه اليوم الأربعاء.

أحدى هذه السردياتم "التحليلات" والتي ذكرتها صحيفة التيليجراف في تقرير لها نقلًا عن جيرمي باون مراسل مؤسسة البي بي سي البريطانية في بغداد، عندما قال أن الحرب الطائفية والعنف والفوضى بدأت مع الغزو الأمريكي والبريطاني للعراق في عام 2003، وأضاف باون أن العديد من العراقيين استقر في قناعتهم أن الاحتلال والغزو دفعوهم دفعًا إلى عذاب لا نهاية له.

وكان باون رسم خيطًا مباشرًا بين تفجير الكرادة وبين الغزو في 2003.

وفي هذه الصدد يحلل تقرير التليجراف مقولة باون عن العلاقة بين غزو العراق وبين الحرب الطائفية التي قضت على الأخضر واليابس والمستمرة حتى اليوم.

في هذه القراءة، فإن كل ما حدث في العراق منذ ذلك الحين يناسب نمط بسيط، كان صدام حسين طاغية لكنه أبقى بلاده مستقرة وخالية من الصراع الطائفي قبل الإطاحة به، وأثار تدخل جورج دبليو بوش وتوني بلير "الفوضى والعنف" الذي اجتاح العراق منذ ذلك الحين. في عبارة باون: "النيران بدأتها أمريكا وبريطانيا وأشعلتها أمريكا وبريطانيا أيضًا".

ووفقًا للتليجراف، فإن هذه القراءة خاطئة تمامًا وعارية من الصحة، الحديث أن القوى الغربية هي المسؤولة في المقام الأول عن إشعال حرائق الغضب في العراق، أو في أي مكان آخر في الشرق الأوسط، هو فهم خاطئ للغاية.

وأوضحت أن ليس صحيحًا أن الحرب الطائفية في العراق "بدأت" في 2003 بل هي نتاج لتراكمات، فالأغلبية الشيعية ثارت مرات عديدة ضد الأقلية السنية الحاكمة، ومن هذه المرات في عام 1991 وفجرت هذه الانتفاضة واحدة من أعنف الأحداث التي توالت تباعًا، فقد استخدم صدام كامل قوته وعداده من أجل قمع هذه الانتفاضة التي أفضت إلى مقتل ما بين 30 ألف إلى 100 ألف شخص وذلك في خلال فترة 30 يومًا.

حتى على أدنى مستوى -حسب التقرير- فإن حرب صدام الطائفية المزعومة ضد الشيعة العراقيين في عام 1991 حصدت المزيد من الأرواح في شهر أكثر ممن قتلوا في عام واحد منذ عام 2003.

وحتى بعد سحق الانتفاضة لم يتوقف صدام فعلى مدار 12 عام منذ 1991 وهو يرتكب جرائم إبداة جماعية ضد الشيعة، ولهذا السبب فالحرب الطائفية لم تبدأ في 2003، ولكنها بدأت في عهد صدام وانفجرت قبيل غزو العراق - حسب الصحيفة.

الخيط الذي يمكن البحث ورائه ويمكن ربطه بحادث الكرادة في سوريا، حيث عمل بشار الأسد على تطويع الشعب السوري بكل الوسائل ومن هنا كانت فرصة داعش الذهبية، حيث تغذى التنظيم وسيطر على مناطق واسعة، ومن هنا كانت فرصة داعش لغزو العراق في 2014، ومد الخط باستقامته ليصل إلى مصعب الزرقاوي مؤسس التنظيم والذي لقى حتفه.

التصديق على إن مأساة العراق هي شأن الغرب وحده ليست صحيحة، وتصور العراقيين الذين يعانون "من العذاب الذي لا نهاية له" بأنهم ضحايا عاجزة لقرارات تؤخذ في أماكن أخرى.

ووفقًا للتقرير فإن الحقيقة المثيرة للقلق، أن التيارات التي تُشكل العراق والشرق الأوسط، بما في ذلك الصراع الطائفي، هي أبعد ما تكون خارجة عن سيطرة أي طرف خارجي.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان