إعلان

نيويورك تايمز: الدور التركي في ظهور الدولة الإسلامية.. "أنقرة تدفع الثمن"

05:22 م الجمعة 01 يوليه 2016

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - سامي مجدي:

نشرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية تقريرا يوم الأربعاء عن الدور الذي لعبته تركيا في بزوغ نجم تنظيم الدولة الإسلامية وتثبيت أقدامه في سوريا والعراق منذ بداية الحرب الأهلية في سوريا قبل خمس سنوات.

يقول التقرير إن جثث مقاتلي الدولة الإسلامية عند استخراجها من ساحات القتال السورية، غالبا ما تكون جوازات السفر الخاصة بهم مختومة في تركيا التي مر عبرها آلاف من المقاتلين في طريقهم للانضمام إلى التنظيم الإرهابي.

ويضيف أن المقاتلين أيضا الذين يتصلون بأقاربهم في الخارج غالبا ما يستخدمون أرقام هواتف جوالة تركية، وعندما يحتاجون إلى سيولة نقدية فإنهم يتجهون إلى مكاتب ويسترن يونيون جنوبي تركيا، بحسب وثائق قضائية واستخباراتية.

توضح الصحيفة أنه من بداية ظهور تنظيم الدولة الإسلامية عبر فوضى الحرب السورية، لعبت تركيا دورا مركزيا إن لم يكن معقدا في قصة التنظيم. ولسنوات كانت تركيا قاعدة خلفية ونقطة عبور ومكان تسوق للدولة الإسلامية. تركيا قد تكون في البداية محمية من عنف التنظيم الذي نشره في كل مكان.

تقول الصحيفة إن الحكومة التركية والمسؤولين الغربيين يقولون الآن إن التفجيرات الانتحارية في المطار الرئيسي في إسطنبول يوم الثلاثاء يحمل بصمات هجوم لتنظيم الدولة الإسلامية، وأضافوا أنه يضاف إلى دعوات الاعتداءات التي عُزت إلى التنظيم في تركيا في الأشهر الأخيرة.

ويقول محللون إن تركيا تدفع ثمن تكثيف تحركاتها ضد تنظيم الدولة الإسلامية. وتحت ضغط دولي، بدأت الدولة في إغلاق حدودها العام الماضي فضلا عن القبض مسلحين مشتبه فيهم وترحيلهم. والصيف الماضي، سمحت تركيا للولايات المتحدة باستخدام قاعدة انجرليك الجوية لشن طلعات جوية على أراضي التنظيم في سوريا والعراق.

يقول مدير وكالة الاستخبارات الأمريكية (سي اي ايه) جون برنان في مقالبه مع موقعه "ياهو نيوز" هذا الأسبوع، "إن تركيا تضيق الخناق بعض الشيء على عبور المقاتلين الأجانب الذين يتوافدون على تركيا وخارجها، وهي جزء من التحالف الذي يقدم الدعم، وتسمح لطائرات التحالف باستخدام أراضيها".

وأضاف "لذا هناك الكثير من الأسباب التي تجعل داعش يريد الرد".

ووفقا لميشل سميث الثاني، المحلل الذي يتتبع رسائل التنظيم، اعتبرت الدولة الإسلامية تركيا هدفا بعد قرار حكومتها السماح للغارات الجوية أن تنفذ من القاعدة في جنوب تركيا.

undefined

وفي الخريف الماضي، كان غلاف مجلة دابق صورة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى جانب الرئيس الأمريكي باراك أوباما.

ومنذ ذلك الحين بدأت الهجمات التي حمل تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليتها، من منها تفجيرات مدمرة في مدينة سوراج جنوبي البلاد في يوليو 2015 وفي العاصمة أنقرة في أكتوبر. وهذا العام كان هناك تفجيران انتحاريان استهدفا السياح في اسطنبول.

وألقيت باللائمة في كل هذه الهجمات على تنظيم الدولة الإسلامية، الذي لم يتبنى أيا منها حتى الآن رغم أن من عادته أن يكشف عن عنفه في أماكن أخرى من العالم.

"معاقبة تركيا"

وفيما حمل المسؤولون الأتراك التنظيم المسؤولية عن هجوم مطار اسطنبول، إلا أن النشرات اليومية للدولة الإسلامية في يومي الثلاثاء والأربعاء لم تأتي على ذكر التفجير. حتى قناتها باللغة الإنجليزية على تطبيق تليجرام نشر مقال مصور عن مقاتلين على تلال دير الزور في سوريا.

ويرى بعض المحللين في هذا الأمر أن تنظيم الدولة الإسلامية يتبع سبيلين: معاقبة تركيا على بدء تحركها ضده، لكنه يترك ما يكفي من المساحة الرمادية التي تجعله يتجنب الدخول في اشتباك كامل مع البلاد التي القيمة العالية لعملياته.

ومع ذلك لم يكن هناك تحولا واضحا، على ما تقول نيويورك تايمز.

يقول سميث "منذ منتصف 2015، أكدت الزيادة الكبيرة في الإشارات التحقيرية لحكومة أردوغان في دعاية الدولة الإسلامية أن تركيا في مرمى التنظيم"، مضيفا أن هذا النوع من الخطاب سبق هجمات في أوروبا الغربية وما ورائها.

وقال "زيادة في الهجمات الإرهابية في أوروبا وفي شمال أفريقيا وفي بنغلاديش وفي منطقة القوقاز كلها سبقتها تركيز على هذه المناطق في المواد الدعائية لتنظيم الدولة الإسلامية".

شهر عسل تركي-داعشي

توضح نيويورك تايمز أن شهر العسل الطويل بين التنظيم وتركيا بدأ بمساعدة البلاد للجماعات المتمردة التي كانت تقاتل حكومة الرئيس السوري بشار الأسد، وفي أغلب الأحوال بمباركة أجهزة الاستخبارات الغربية، بحسب محللين. في البداية، كان التنظيم ضمن تلك الفئة من الجماعات، برغم أنه بدأ بعد ذلك في التركيز على القضاء على المتنافسين أكثر من قتال الأسد.

ومن بين المنافسين الذين قتلهم التنظيم، أعداء تركيا اللدودين: الانفصاليين الأكراد الذين اتخذوا من سوريا والعراق مأوى لهم. وبدأ حلفاء تركيا الغربيين يتهمونها بالتشبث المتناقض بالدولة الإسلامية؛ وحتى عندما بدأت غارتها الجوية ضد التنظيم الصيف الماضي، كانت تحركاتها ضد الأكراد كثيرة ومكثفة.

وكانت مركزية تركيا في تدفق المتطوعين الأجانب على تنظيم الدولة الإسلامية دليلا في وثائق قضائية وسجلات استخباراتية، بحسب الصحيفة التي أضافت أن عشرات الشاب والشابات ألقي القبض عليهم من قبل مكتب التحقيقات الفيدرالي في الولايات المتحدة، ومن قبل مسؤولين في أوروبا الغربية بعد أن حجزوا رحلات جوية إلى اسطنبول.

"ولان الكثير من المقاتلين الأجانب لدى التنظيم مرو عبر مطار أتاتورك في اسطنبول، فإن المقصد نفسه بات مرادفا لنية الانضمام إلى الدولة الإسلامية".

"تكتيكات جديدة"

undefined

وبحلول 2014، تقول الصحيفة إن تنظيم الدولة الإسلامية نصح المجندين بأن يحجزوا تذاكر ذهاب وعودة إلى منتجعات شاطئية في جنوب تركيا بدلا من اسطنبول، والتأكد من أن يقضوا عدة أيام يتظاهرون خلالها بأنهم سياح ك"حيلة".

ووفقا للنيويورك تايمز، كانت هذا هو الأسلوب الذي اتبعه الفلسطيني رضا هما، 29 سنة. وأوضح للمحققين الصيف الماضي بعد القبض عليه فور عودته إلى فرنسا لتنفيذ هجوم، أنه تأكد من البقاء في منتجع ساحلي في جنوب تركيا لأنه أراد التخلص من المحققين، حيث كان يعلم أنهم يبحثون عن مشتبه في توجههم إلى اسطنبول.

وقال "ابتعت عطلة شاملة حتى أتمكن من المرور كسائح"، وفقا لمحضر الاستجواب في وكالة الاستخبارات الداخلية الفرنسية في أغسطس.

وأضافت الصحيفة أن آلاف من وثائق التحقيقات التي أجرتها الوكالة أن كل المجندين تقريبا الذين ألقي المسؤولون القبض عليهم في أوروبا مروا عبر تركيا في طريقهم إلى الانضمام إلى تنظيم الدولة الإسلامية وفي طريق عودتهم أيضا.

وقال سيتموس هيوز، نائد مدير برنامج التطرف في جامعة جورج واشنطن، إن تركيا برزت بشكل كبير في اتباع أنماط سفر الأنصار الأمريكان الذين يحاولون الانضمام للتنظيم.

وأضاف هيوز "تركيا هي التي تستخدمها - أو تدرس استخدامها - الأغلبية العظمى من الأمريكيين الذين يجندهم داعش". وأشار إلى أن من بين 91 من الذين اتهموا بجرائم متعلقة بالدولة الإسلامية في الولايات المتحدة، هناك 18 اشتروا تذاكر عبر اسطنبول و15 اخرين سافروا عبر تركيا أو كانوا يدرسون القيام بذلك.

وتقول الصحيفة إن مقاتلي الدولة الإسلامية عندما يتواصلون مع أفراد عائلاتهم القلقين، غالبا ما يكون من بطاقات هواتف تركية. وأظهرت سجلات تحقيق أن مقاتلين اثنين ألقي القبض عليهم في النمسا العام الماضي، حيث تعتقد الشرطة أنهما كانا يفترض أن يشاركا في هجمات باريس في 13 نوفمبر، أنهم تلقوا أمولا من منسق الدولة الإسلامية عبر مكتب ويسترن يونيون في تركيا.

ويحتفظ ريضور خليل، المتحدث باسم قوات حماية الشهب الكردية التي تقاتل تنظيم الدولة الإسلامية، في مكتبه بكومة من جوازات السفر التي عثر عليها مع جثث المقاتلين الذين قتلتهم جماعته. وأحضر هذه الجوازات أمام الصحفيين وقلب صفحاتها ليظهر أختام الدخول التركية: وهي دليل على أن جنود التنظيم مروا عبر تركيا، كما قال في مقابلة الصيف الماضي، بحسب الصحيقة.

وقالت نيويورك تايمز إن سجاء الدولة الإسلامية لدى الأكراد قالوا إنهم تحركوا بسهول عبر الحدود التركية إلى سوريا.

وقال بولنت أليريزا، مدير مشروع تركيتا في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية إن تركيا وحلفائها الغربيين لم يقروا بالسرعة الكافية بالخطر الذي يشكله تنظيم الدولة الإسلامية.

وقال إنه عندما بدأت الجماعات المتمردة في سوريا تكتسب بعض القوة، حصلت تركيا على إيماءات موافقة من قبل سي أي ايه، وجهاز الاستخبارات البريطاني "ام أي 6"، للسماح بالأسلحة والمتطوعين بعبور الحدود إلى معسكرات المتمردين.

وقال إليريزا "حيث يمكن اتهام تركيا بالتغاضي هو فشل في الفهم، كما فعلت باكستان مع طالبان، وهو أن هؤلاء المتشددون الذين عبروا تركيا لدخول تركيا يمكن أن يتحولوا إلى منظمة لا تشكل تهديدا للغرب فحسب، بل لنفسها في نهاية المطاف.

"ببساطة تقييم التهديد لم يحدث بالسرعة الكافية".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان