إعلان

عُمال البحر.. أوهام الأمل تقودهم نحو مصير معلوم: "الموت"

04:07 م الأربعاء 11 نوفمبر 2015

عُمال البحر

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - محمود سليم:

أمواج المحيط الهادي تصارع السفينة التي يقف بها أريل أندريا بحيوية ممسكًا بخيوط الأمل التي يمكن أن تُبدل حاله.. و7 أشهر كانت كفيلة لإسقاط هذا الجسد القوي داخل التابوت، كغيرة من آلاف العمال الذين يعملون في البحر.

"فقد إحدى عينيه والبنكرياس، وكدمات في أنحاء الجسم" هكذا لخص تقرير تشريح الجثة الأسباب التي أدت لوفاة أندريا ذو الـ 31 عامًا، الذي انتهت رحلته داخل ثلاجة إحدى السفن الصينية.

خداع تستخدمه شركات التوظيف، وفقًا لصحيفة النيويورك تايمز الأمريكية، التي توضح كيفية تجنيد العمالة، من خلال وعود بمضاعفة أجرهم الحالي، وبعدها يتم إرسالهم إلى أحدى الشقق في سنغافورة لأسابيع مُنتظرين إحدى سفن التونة التيوانية.

وتشير الصحيفة على لسان النائب العام المحلي، إلى أن أقوال الشهود، أوضحت أنه من الممكن أن يتحمل العامل أيام من العمل لأكثر من 20 ساعة عمل مع التعذيب الوحشي، ويعود إلي البيت بغير أجر، مع ديون تصل لآلاف الدولارات مدفوعة مسبقًا لهذه الشركات.

وتقدم الشركات المتخصصة في توظيف العمال في السفن حول العالم، الخدمات من توفير المراكب الصغيرة إلى السفن العملاقة، وتتحمل كل شيء بداية من دفع الرواتب حتى توفير تذاكر السفر، وتعتبر هه الشركات نفسها مسؤولة عن هذه الصناعة التي بدأت في الاندثار.. ولكن هذه القواعد لا تُنفذها مراكب الصيد التي يمكن أن يحدث بها أي شيء.

مسلسل الاتجار بالبشر في البحر مستمر منذ عقود، في 5 دول: الهند وأندونسيا، والفلبين، وموريتانيا وتنزانيا، ومازال أصحاب هذه الشركات يفلتون من العقاب.

وفي كمبوديا، فتح المحققون أكبر قضية إتجار بالبشر في تاريخها، وتشمل أكثر من 1000 صياد، ولكن لم يكن هناك سلطة قضائية لها، وفي 2001 صعدت المحكمة العليا في الفلبين الأمر ضد شركات العمالة، ولكنهم افلتوا من العقاب.

وتشير النيويورك تايمز، إلى أن السلطات الفلبينية اتهمت 11 شخصا على صله بالتجنيد غير الشرعي للعمالة في البحر، وهم المتهمون في قضية أندريا، التي تم تجميعها من حكايات أقاربه. 

 

وتشير التقارير إلى أن أكثر الدول تصديرًا للعمالة في البحر على مستوى العالم، هي الفلبين التي تصدر نحو 400 ألف شخص، للعمل كأفراد أمن أو صيادين أو حمالي البضائع.. وفاة أندريا كشفت عدم قدرة (أو عدم اهتمام ) الحكومة الفلبينية في الحفاظ على حقوق مواطنيها.

بدأت رحلة الشاب الفلبيني أندريا، في صيف 2010 ، عندما عرض عليه أحد أقاربه العمل في البحر، ليجدها أندريا فرصة لكسب المال مع وعود بـ 500 دولارًا في الشهر، وإعانة 50 دولارًا، بحسب أقوال أمه وأخيه للشرطة.

دفع أندريا 200 دولار رسوم مدفوعة مقدمًا، وسافر من مانيلا إلى سنغافورة دافعًا مبلغ 318 دولارًا، وتسلم تذاكر السفر يوم ميلاده في 31 سبتمبر، وقابل مندوب الشركة في المطار ليسافر إلى سنغافورة في بداية رحلته للموت.

تقول الصحيفة إنه لو كان أندريا خبيرًا كفاية كما هو حال الرجال الذين قابلتهم النيويورك تايمز في الفلبين، لما كان وقع في هذا الخطأ، وعرف أن أجره ستقلص إلى 200 دولارًا في الشهر.

ديون تتراكم من أجل عيون السفر والعمل، يعضهم تجاوزت ديونه ألفي دولار دفعها كرسوم تقديم، وفحوصات طبية، ونفقات الإقامة، والفيزا السياحة التي يدخلون بها بلا عودة، يظنون أنهم يأخذون الأموال في سبيل أموال أكثر.

وفي القرية خلف أشجار الموز يرقد أندريا في مثواه الأخير، بجوار بيته الذي يحتاج إلى إصلاح، وسط عدد من فواتير الكهرباء غير المدفوعة الملصقة على الباب، بحسب أمه، مولينا.. وفي داخل المنزل تستمر سقوط المياه من سطح المنزل.

ويعتبر يوليوس، أخو أريل أندريا، أنه إذا لم تكن الشرطة متورطة في قضية أندريا، فلن يكون هناك عدالة، وهو ما ردت عليه الشرطة بأن المجرم سوف ينال عقابه سواء كان في سنغافورة أو لا يزال في البحر".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان