إعلان

البغدادي... "ميسي" كرة القدم.. و"خليفة" المسلمين

06:01 م الثلاثاء 13 أكتوبر 2015

أبي بكر البغدادي

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت – أماني بهجت:

بعباءته السوداء أُسوةً بالعصر العباسي ظهر الخليفة أبو بكر البغدادي لأول مرة في شريط مُصور تداولته كبريات وسائل الإعلام في مختلف أنحاء العالم، حيث أعلن إبراهيم عواد إبراهيم البدري الشهير بأبي بكر البغدادي ما سماها "الخلافة الإسلامية" على الأراضي التي سيطر عليها تنظيم ما يسمى ب"الدولة الإسلامية" (داعش) في سوريا والعراق، وطالب المسلمين بالتوحد تحت لواء خلافته ودولته الإسلامية المزعومتين.

ولد إبراهيم عواد إبراهيم البدري في 1971 في سامراء بالعراق، لأسرة من الطبقة المتوسطة، حيث كان والده يُدرس القرآن في مسجد صغير بالبلدة التي كان يعيش بها.

قضى "الخليفة" المزعوم طفولته بين المسجد والمدرسة، أحب تلاوة القرآن وترتيله، ظهرت عليه بعض ملامح التشدد في صغره، كان انطوائيا هادئ الطباع، يخفى بين هدوئه وانطوائه ذهن حاضر.

يذكر جيرانه ومن عرفه في فترة طفولته ومراهقته حبه الشديد للمسجد وتطرفه المُبكر، حيث ذكر أحد جيرانه لصحيفة التليجراف أنه أثناء حفل زفاف بسيط لأحد جيرانه، قام المدعوون بالرقص والتهليل فتعجب عليهم واستنكر تصرفاتهم "فكيف لمسلمين ومسلمات الرقص هكذا". كانت هذه بدايات ظهور تطرف البدري.

التنوع الذي كان في عائلته أجبره على فهم الكثير، فجزء من عائلته كانوا ضباطًا في الجيش العراقي وبعضهم أعضاء في حزب البعث، بينما أخرون يتبعون جماعة الإخوان المسلمين والمتشددون منهم يتبعون السلفية الجهادية، ونجح من كانوا في الجماعة باستقطابه لكنه لم يُعجب بمنهجهم فانضم للسلفية الجهادية.

كان طالبًا ضعيف المستوى، فبالكاد نجح في المرحلة الثانوية بعلامات متوسطة، ويُذكر أنه كان على وشك الرسوب في اللغة الإنجليزية، ثم التحق بعد ذلك بجامعة بغداد وتخرّج منها في 1996، ومن ثم التحق بجامعة صدام للدراسات الإسلامية –والتي كانت حديثة النشأة آنذاك- ونال درجة الماجستير.

عُرف عنه بين جيرانه وزملائه وحتى بعد دخوله السجن أنه كان نجمًا لكرة القدم، أطلق عليه البعض "مارادونا" تيمنًا بليونيل ميسي، وأطلق عليه زملاؤه في سجن بوكا "ميسي".

تم سجنه في 2004 وصُنّف على أنه "معتقل مدني" أي أن أنشطته وانخراطه في السلفية الجهادية لم يكن معلومًا للاحتلال الأمريكي. في سجن "بوكا" بدأ بترتيب أوراقه حيث قابل العديد ممن كانوا في جيش صدام حسين وتم تسريحهم، واخرون جهاديون وغيرهم، كان البغدادي قائدًا للسجن بشكل أو بأخر، واستطاع من داخله تكوين شبكة علاقات عملاقة أهلته بعد ذلك لقيادة التنظيم. خرج من السجن بعد 8 أشهر.

وقبل خروجه من السجن بشهرين أي في أكتوبر 2004 أنشأ تنظيم القاعدة فرعًا له في العراق، وكان أبو مصعب الزرقاوي مسؤولًا عن هذا التنظيم، لطالما كان لأبو مصعب آمالا في إنشاء "دولة إسلامية"، وفي 2006 كان تنظيم القاعدة يحاول بناء تنظيما يجمع تحت إمرته كل الميليشيات المناوئة للاحتلال وتوحيدها تحت مظلة واحدة، وفقط بعد مدة قليلة أعلن الزرقاوي عن نيته في إنشاء دولة إسلامية وهو ما يتعارض مع خطة تنظيم القاعدة حيث كان الهدف الأساسي هو طرد الاحتلال ومحاربة الأمريكان ومن ثم توحيد المسلمين تحت راية "الدولة الإسلامية"، لكن القدر لم يمهل الزرقاوي فلقى هتفه اثر غارة أمريكية ومن خلفه أبو أيوب المصري وأبو عمر.

بدأ نجم البغدادي يسطع كدارس للعلوم الإسلامية وحاصل على درجات علمية رفيعة، وساهم في هذا البزوغ بكر حجي، أحد الضباط السابقين في الجيش العراقي وسجين سابق، وبذلك بدأ أبو بكر البغدادي رحلته في كقائد للتنظيم.

وبعد مقتل بن لادن في غارة أمريكية على مسكنه في باكستان في 2010، ومن ثم اندلاع ثورات الربيع العربي في 2011 بدأت فكرة إعلان الدولة وإنشائها وكسب الأرض تُسيطر على البغدادي حتى 2013 عندما اندلع الخلاف بين جبهة النصرة –تنظيم القاعدة في سوريا- وبين جبهة البغدادي من التنظيم حتى أعلن البغدادي ضم جبهة النصرة لتنظيم الدولة في العراق لتُصبح تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، فتبرأ الجولاني –أمير جبهة النصرة- من هذا الإعلان وأعلن مبايعته للظواهري فقبل بيعته، واشتعلت الخلافات بين الجبهتين، حتى أعلن أبو بكر البغدادي نفسه خليفه للمسلمين في يونيو 2014، سيطر التنظيم في وقت قليل جدًا على أجزاء كبيرة من شمال وشرق سوريا ووصل إلى مدينة الموصل في وقت قليل جدًا.

البغدادي الذي وضعت الولايات المتحدة على رأسه 10 ملايين دولار لمن يقوم بالقبض عليه أو الإدلاء بمعلومات عنه ذلك بعد استمرار الضربات الجوية للتحالف الدولي التي تقوده الولايات المتحدة منذ نحو العام، يبدو أنه ليس عدوًا سهلًا؛ فمنذ إعلانه الخلافة تم الإعلان 4 مرات عن استهدافه وإصابته، نوفمبر 2014 ثم مارس 2015 وبعد ذلك مايو 2015 وصولًا لأكتوبر 2015، غير أنه لم يظهر دليلا ملموسا على مقتله حتى كتابة هذه السطور.

الانطوائي، محب كرة القدم، الحاصل على درجة الدكتوراة، المُرتل ذو الصوت القوي والخليفة برغم كل ما عُرِف عنه إلا أنه صعوده يظل لغزًا.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان