إعلان

ماذا تعرف عن يهود إيران؟

04:37 م الثلاثاء 26 أغسطس 2014

ماذا تعرف عن يهود إيران؟

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- أسماء إبراهيم:

نشرت صحيفة ''لوبوة'' الفرنسية تقريرا عن أصحاب الديانة اليهودية في إيران، بعنوان ''أن تكون يهوديا في إيران''.

وجاء في التقرير الذي نشرته الصحيفة عبر موقعها الإلكتروني اليوم الثلاثاء أن عدد يهود إيران كان قرابة 100 ألف نسمة قبل قيام الثورة الاسلامية عام 1979، وبعد الثورة تراجع عددهم إلى 25 ألف فقط يتوزعون على مناطق ''طهران وهمدان وأصفهان'' .

وأضافت الصحيفة أن العضو اليهودي الوحيد في البرلمان الإيراني كان قد استنكر في الأسبوع الماضي ما وصفها بـ''الاعمال الاجرامية الاسرائيلية في غزة''.

وأضاف العضو اليهودي الإيراني ويدعى سياماك مرهسديك أن على المجتمع الدولي أن يدين أعمال تل أبيب ويسحب كذلك عضويتها من الامم المتحدة والصليب الاحمر''.

ويكمل: ''ليس لدينا اي مشاكل مع الجمهورية الاسلامية''.

وكان اليهود يشكلون رقما أكبر بكثير مما هم عليه في العاصمة الإيرانية إذ كان عددهم يفوق 7 آلاف نسمة ووصل الآن إلى 15 يهوديا فقط يجتمعون في كنيس في مدينة همدان، فيما هاجر الآخرون إلى كندا والولايات المتحدة وإسرائيل- بحسب ''لوبوة''.

مجتمع قديم عمره 2700 عام

وتشير الصحيفة إلى أن اليهود يعيشون في إيران منذ أكثر من 2700 عام منذ القرن الخامس قبل الميلاد، حيث تتواجد مقابر استير ومردخاي وهو مزار ''استر و مردخاي '' في مدينة همدان من أهم الأماكن المقدسة لليهود في ايران.

ويختلف المؤرخون والباحثون حول هوية صاحبي المزار ''استر ومردخاي''، إلا أن الرواية الأكثر شهرة تعود لمؤرخين من اليونان تتطابق مع الرواية التوراتية وتؤكد أن استر هي زوجة الملك الاخميني خشايارشاه وبنت عم مردخاي، واستر هي التي استطاعت أن تقنع الملك الاخميني بعدم تنفيذ مجزرة كان ينوي القيام بها ضد اليهود.

ويقع مزار استر ومردخاي في شارع علي شريعتي بمدينة همدان، وهو ثاني مكان مقدس لليهود في العالم بعد ''حائط البراق'' ويزوره آلاف اليهود من مختلف دول العالم، وتشير الدراسات إلى أن ايران تضم ثاني أكبر تجمع لليهود في الشرق الأوسط بعد الأراضي المحتلة.

وحسب المؤرخين الايرانيين فإن استر وهو لقب بمعنى النجمة اطلقه عليها الملك خشايارشاه بعد أن توجها ملكة وهي امراة ايرانية يهودية كانت في غاية الجمال اسمها الحقيقي هديسه أو هدس وكانت تعيش وابن عمها في فترة حكم الملك الايراني خشايارشاه التي امتدت من عام 445ق.م الى عام 486 ق.م، و عمها هو مردخاي بن بائير من سبط بنيامين كان يعمل حارسا في قصرالملك بمدينة شوش، كانت استر يتيمة تولى مردخاي تربيتها بعد أن سبيا من اورشليم من قبل نبوخذ نصر ملك بابل.

وبما أن حرية المعتقد الديني كانت رائجة في مملكة فارس عصرذاك، فقد عاشت استر حياة سعيدة مع عمها إلا أن احد وزراء الملك خشايارشاه خطط لابادة اليهود في جميع الأقاليم التي كانت تحت حكم الامبراطورية الفارسية وحصل على رسالة من الملك يوافق فيها على قتل اليهود ويطلع مردخاي على هذه المؤامرة بحكم وظيفته ومن خلال نفوذ الملكة استر أصدر خشايارشاه المعروف بعدله وحكمته حسب المؤرخين اليونانيين أوامر بإلغاء هذه الابادة، وبعد وفاتهما وتقديرا لجهودهما في انقاذ اليهود تحول قبر استر ومردخاي إلى مزار لرمزين انقذا اليهود من خطر الابادة.

وتم ترميم المقبرة التي تضم مزار استر ومردخاي في القرن السابع للهجرة، وهي مشيدة من الحجر والطابوق، ويعود تاريخ بناءها الى جوار المزار للقرن الثالث للهجرة ، وتضم المقبرة المدخل والأروقة ومقصورة للملوك ونسخة قديمة من كتاب التوراة المقدس مكتوبة على جلد الغزال ،وثمة عبارة باللغة العبرية منقوشة على الصندوق الموجود في مزار استر '''' امر كرد به ساختن اين صندوق، بانوي عفيفه صادقه، جمال الدوله يوحرقيا و جمال الدوله يشوعا و يشعل، كه هر سه نفر برادر خانم جمال ستام هستند.'' ومعناها ''أمرت بصنع هذا الصندوق السيدة العفيفة الصادقة . جمال الدوله يوحرقيا و جمال الدوله يشوعا و يشعل،الثلاثة هم اخوة السيدة جمال ستام''.

ويحيي اليهود في الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر من شهر ادار حسب التقويم اليهودي (فبراير ومارس)هذه المناسبة بالصيام وتلاوة الادعية، احتفاءً بنجاتهم من الابادة.

حرية نسبية للعبادة

تشير لوبوة إلى أن اليهود في ايران يحظون بحرية نسبية للعبادة حيث لا يتصادمون مع المسلمين الايرانين السنة والشيعة بل على العكس يعيشون معهم في سلام وأمان على عكس البهائيين الذين يعاملون اليهود هناك بوحشية- بحسب لوبوة- الا انهم بحسب الصحيفة غير ممثلين إلا بواحد أو اثنين من النواب في البرلمان الايراني.

وتكمل بأن الايرانيون غالبا متسامحون مع اليهود هنا بشرط أن يكونوا مسالمين هم أيضا ولا يحدثون أي مشاكل ولا يحتجون على الاوضاع التي يعيشون فيها والتي تغيرت بنسبة كبيرة بعد الثورة الاسلامية عام 79، ‘لا انهم تظاهروا مرة عندما وصف نجاد في عام 2006 الهلوكوست بأنه كان ''خرافة من الغرب''.

وبعد هذه الاحتجاجات تم استبعاد اليهود من بعض الوظائف في الجيش الايراني والخدمة المدنية.

وتنهي لوبوة بانه ليس من السهل على اليهود البقاء في بلد يكن عداءا وراثيا لاسرائيل وتبث قنواتها التلفزيونية طوال الوقت مجازر اسرائيلية ترتكبها تل ابيب في غزة، لكن حاخام همدان لن يغادر ايران فهي مسقط رأسه ولن يتواقف أبدا عن اعادة وتكرار قصة استر ومردخاي لزوار المقبرة.

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان