إعلان

تقرير - تاريخ تسليح واشنطن للمتمردين في العالم وأخرها سوريا

11:27 ص الخميس 16 أكتوبر 2014

المجاهدون الذين دربتهم واشنطن خلال فترة سيطرة السو

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت - سارة عرفة:

سلطت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية الضوء على تاريخ وكالة الاستخبارات الأمريكية (سي آي إيه) من تهريب الأسلحة إلى المتمردين حول العالم خلال تاريخ الوكالة البالغ 67 سنة - من أنجولا إلى نيكاراجوا وحتى كوبا.

وأوضحت الصحيفة أن جهود الاستخبارات الأمريكية المستمرة في تدريب المتمردين في سوريا ما هي إلا آخر مثال على رئيس أمريكي بات مفتونا باحتمال استخدام وكالة التجسس الأولى لديه في تهريب الأسلحة سرا وتدريب الجماعات المتمردة.

ولفتت الصحيفة إلى أن دراسة داخلية أجريت أخيرا داخل السي أي إيه والمحاطة بقدر من السرية؛ أن الكثير من محاولات الوكالة السابقة لتسليح القوات الأجنبية بصورة سرية كان لها الأثر الطفيف على النتائج طويلة الأمد للصراع. وكانت محاولات التسليح السابقة أقل أثرا وفعالية، على نحو ما خلص إليه التقرير، حينما حاربت تلك الميليشيات من دون أي إسناد أميركي مباشر على الأرض.

وقُدمت نتائج الدراسة، التي تحدث عنها في الأسابيع الأخيرة عدد من المسؤولين الحكوميين الأمريكيين الحاليين والسابقين، إلى غرفة العمليات في البيت الأبيض وأثارت الكثير من الشكوك بين بعض كبار المسؤولين لدى إدارة الرئيس أوباما حول الحكمة من تسليح وتدريب أعضاء المعارضة السورية المنقسمة.

ولكن في شهر أبريل عام 2013، كلّف الرئيس أوباما وكالة الاستخبارات المركزية البدء في برنامج لتسليح المتمردين في إحدى القواعد الأردنية، وقررت الإدارة الأمريكية أخيرا توسيع مهمة التدريب مع برنامج كبير مواز لدى وزارة الدفاع الأمريكية في دول عربية لتدريب متمردين معروفين من أجل قتال تنظيم داعش، وكان الهدف هو تدريب نحو 5 آلاف مقاتل من قوات المتمردين في العام.

وظلت الجهود محدودة حتى الآن، وقال المسؤولون الأمريكيون إن حقيقة أن وكالة الاستخبارات كانت لها رؤية قاتمة إزاء تاريخ جهودها لتسليح المتمردين قد غذى من تردد الرئيس أوباما حيال الشروع في العملية السرية.

وأشارت الصحيفة إلى تجدد النقاش حول ما إذا كان أوباما قد تصرف ببطء شديد حيال دعم التمرد السوري عقب ما جاء في كتابين من تأليف هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة وآخر من تأليف وزير الدفاع الأسبق ليون بانيتا من أنهما دعما خطة قُدمت في صيف عام 2012 من قبل ديفيد بترايوس، الذي تولى رئاسة وكالة الاستخبارات المركزية لاحقا، من أجل تسليح وتدريب مجموعات صغيرة من المتمردين على أراضي الأردن.

وقد رفض أوباما تلك الخطة، ولكن في الشهور التي أعقبت ذلك، استمر النقاش بين مسؤولي إدارة أوباما حول تساؤل عما إذا كان ينبغي على وكالة الاستخبارات المركزية تسليح المتمردين. وجرت إعادة صياغة خطة الجنرال بترايوس الأصلية حتى وقع أوباما على أمر سري يجيز مهمة تدريب سرية عقب خلوص وكالات الاستخبارات الأميركية إلى أن الرئيس السوري بشار الأسد قد استخدم الأسلحة الكيميائية ضد قوات المعارضة وضد المدنيين.

ورغم أن هدف أوباما الأصلي كان تسليح المتمردين وتدريبهم من خلال وكالة الاستخبارات المركزية لقتال الجيش السوري، فإن تركيز البرامج الأمريكية قد تحول ناحية تدريب قوات المتمردين من أجل قتال تنظيم داعش، عدو الأسد.

وقد خلص تقرير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، وفقا للكثير من المسؤولين الأمريكين السابقين، إلى أن مساعدات الوكالة السابقة لحركات التمرد قد فشلت بوجه عام في الحالات التي لم يعمل فيها الأمريكيون مع القوات الأجنبية على الأرض في مناطق الصراع، كما هي خطة الإدارة الحالية لتدريب المتمردين السوريين.

وخلص التقرير إلى استثناء وحيد، كان عندما ساعدت وكالة الاستخبارات في تسليح وتدريب الثوار المجاهدين الذين حاربوا الاتحاد السوفيتي في أفغانستان خلال عقد الثمانينات، وهي العملية التي استنزفت وببطء شديد المجهود الحربي السوفيتي وأدت إلى الانسحاب العسكري الكامل عام 1989.

كانت تلك الحرب السرية ناجحة من غير وجود ضباط الاستخبارات الأمريكية على الأرض في أفغانستان، كما يقول التقرير، وذلك إلى حد كبير يعود إلى وجود ضباط الاستخبارات الباكستانية الذين كانوا يعملون مع المتمردين في أفغانستان.

غير أن الحرب الأفغانية - السوفيتية كان يُنظر إليها أيضا بوصفها قصة تحذيرية. فإن بعضا من المجاهدين الخبراء في فنون القتال أسسوا فيما بعد النواة الأولى لتنظيم القاعدة، واستخدموا أفغانستان قاعدة للتخطيط لهجمات الحادي عشر من سبتمبر عام 2001. وقد عززت تلك التجربة من المخاوف بأنه بصرف النظر عن مقدار الاحتياط المراعى من أجل منح الأسلحة فقط إلى من يطلق عليهم المتمردون المعتدلون في سوريا، فإنه يمكن في نهاية المطاف أن تنتهي الأسلحة في أيدي جماعات ترتبط بتنظيم القاعدة، مثل تنظيم جبهة النصرة - بحسب الصحيفة.

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ... اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان