إعلان

كيف أضاعت تركيا فرصتها لقيادة الشرق الأوسط؟

03:09 م الأحد 29 سبتمبر 2013

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- هدى الشيمي:

رأى الصحفي الأيرلندي باتريك كوكبرن أن تركيا خسرت فرصتها في أن تصبح أكبر قوى تسيطر على الشرق الأوسط، بسبب ما أسماه "فشل سياسة رئيس وزرائها رجب طيب أردوجان".

وفسر كوكبرن، في مقال نشرته صحيفة الإندبندنت البريطانية، أسباب ما قاله بأن تركيا كانت النموذج الذي تطمح كل الدولة الإسلامية إلى تحقيقه، موضحًا: كانت تركيا تتمتع بالعديد من المميزات التي تُمكنها من أن تصبح الدولة المسيطرة والمتحكمة في العالم كله من حولها.

وأضاف كوكبرن أن "تركيا كانت على أتم الاستعداد لتكون القوى العظمى التي تهيمن على العالم، حيث تميزت بموقع متميز، وحكم ديموقراطي سليم، ونظام اقتصادي سليم ومتزن، كما أنها ليس لديها أي أعداء، وتجمعها علاقات قوية بالولايات المتحدة الأمريكية ودول الاتحاد الأوروبي".

"للأسف لم تستطع تركيا استثمار ما لديها من مميزات، فخلقت عداوات مع مصر عن طريق دعم الإخوان المسلمين، ودعوتها للمصريين أن يكونوا ضد الجيش المصري، ما زاد علاقة الحكومة المصرية بالحكومة التركية سوءًا، ودفع المسؤولين لمنع عرض الدراما التركية على القنوات المصرية الأرضية والفضائية"، هكذا وصف الكاتب الأيرلندي ما آلت إليه العلاقات المصرية- التركية.

واعتبر كوكبرن أن موقف الحكومة التركية من الثورة السورية من أهم الأمور التي يجب وضعها في الاعتبار، لافتًا: في البداية كانت أنقرة هي أكبر مدينة تؤيد الثورة السورية، وقال رئيس وزراء تركيا إن الرئيس السوري بشار الأسد سوف يسقط مثلما سقط معمر القذافي في ليبيا، ومحمد حسني مبارك في مصر، وعلى الرغم من تشابه موقف أردوجان مع مواقف العديد من زعماء العرب، إلا أن فشل الثورة كان له تأثير كبير على تركيا.

من ناحية أخرى، أشار الكاتب إلى وجود ما وصفه بـ"التناقض الغريب" بين نجاح أردوجان وحزبه في السيطرة على حكم البلاد خلال 12 عامًا، وبين "فشلهم" السياسي في العراق وعدم قدرتهم على حل الأزمة السورية.

وفسر كوكبرن هذا "التناقض" بقوله: ربما يعود هذا التناقض إلى الغرور الشديد الذي أصاب أردوجان وحكومته بسبب نجاحه الكبير وفوزه الساحق في الانتخابات في الأعوام 2002 و2007 و2011، ما دفعه إلى التدخل في الشؤون السياسية إلى بالمنطقة، معتقدًا أنه سوف يقوم بحل المشاكل.

وأشار إلى أن تركيا كان بإمكانها أن "تلعب دورًا متميزًا في إنهاء الصراعات وحل الأزمات في الشرق الأوسط، وإنقاذ ملايين الأرواح"، مشددًا: لكن موقفها السياسي المتناقض وتأييدها إلى جماعة الإخوان المسلمين وفشلها في التعامل مع الأزمة السورية أثر على حالتها الاقتصادية فتم إلغاء صفقات بينها وبين العديد من البلدان مثل الإمارات التي ألغت مشاريع استثمارية يصل ثمنها إلى أكثر من 12.5 مليار دولار، كما قطعت طرق التجارة كليًا بينها وبين العراق وسوريا.

وأضاف كوكبرن "يذكرني موقف أردوجان وسياسته في الشرق الأوسط بموقع رئيس الوزراء البريطاني توني بلير وطريقه تعامله مع المواقف في الشرق الأوسط، فكان بلير سياسي ناجح ومتميز في المملكة البريطانية وفي التعامل مع الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي، ولكنه لم يوفق في حل الأزمة اللبنانية والغزو الأمريكي للعراق".

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة واغتنم الفرصة واكسب 10000 جنيه أسبوعيا، للاشتراك اضغط هنا

 

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان