إعلان

ماذا نتوقع؟ ولماذا نتعجب؟

د. سامي عبد العزيز

ماذا نتوقع؟ ولماذا نتعجب؟

د.سامي عبد العزيز
07:00 م السبت 12 فبراير 2022

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

ليس من باب المزايدة أو الانجرار وراء بعض الأخبار، وأنما من باب فتح الحوار حول قضية أرى خطورتها تشتعل وتحرق كل القيم وتوقف كل محاولات التطوير والاجتهاد في تطوير تعليمنا. فمن المؤكد ان أغلبنا إن لم يكن جميعنا قد توقف واندهش وانزعج من حادثة المعلمة الفاضلة السيدة "وداد" التي حركها ضميرها ودينها وما تربّت عليه من قيم.. معلمة فاضلة أرادت ان تمنع أخطر سلوك يمكن ان يحدث فى مجتمع ويصيبه فى مقتل.. سلوك الغش وأى غش.. إنه الغش العلني.. ومن أين وممن؟ أمام مدارسنا، وأن أولياء أمور !! رموز المثل والقدوة في عيون أولادهم أصبحو أسوأ مثل أمامهم.. فماذا نتوقع من هذا الجيل ولماذا نتعجب حينما نرى أولادنا يكذبون. هل يدرك هؤلاء أولياء الأمور أنهم سيكونون أول المتضررين من فلذات أكبادهم.. كيف سيصدقهم هؤلاء الأبناء إذا ما دعوناهم للالتزام بقيم الأمانة والاجتهاد.. مواقف عديدة وسلوكيات شاذة تؤلمنا يومياً ولكن هذا المشهد لا أتصور أن هناك أكثر منه ألماً وحزناً وصدمة.. لماذا نتعجب ونعجب حينما نرى في العالم كله التزام الجميع بقواعد المرور والعبور من أماكن المشاه.. لا عجب حينما أروي لكم هذه القصة.. صديق لى تم اختياره مستشاراً إعلامياً في لندن.. هذا الصديق اتفق مع صديق له أن يمر عليه يأخذه من بيته للخروج معاً.. صديقه تأخر عليه دقيقتين فاضطر ان يقف فوق الرصيف بسيارته أمام بيت صديقه فإذا بطفل إنجليزي وحسب قول صديقي أعطاه درساً في الأخلاق لأنه بصعوده بعجلات سيارته فهو يعتدي على أمنه وحقه في السير آمناً مطمئناً.. صديقي شعر بأقصى درجات الخجل وقدم خالص اعتذاره عن هذا السلوك الذي نمارسه نحن يومياً وفي كل الأماكن وكل الأوقات.. لماذا نتعجب وماذا نتوقع. هذا الطفل الإنجليزي تربى في بيت علمه وألزمه باحترام القيم والقانون فجاء سلوكه الحازم والواعي على هذا النحو.. يا سادة ان غياب القدوة والمثل في بيوتنا وأمام أولادنا هو السر والسبب الأساسي في العديد من الظواهر المرضية وغير الأخلاقية..

يا سادة اتركوا الموبايل الذي في أيدينا ولنجلس مع أولادنا ونربي فيهم قيم الكفاح والامانة والاجتهاد.. أنا لست بواعظ ولا بقديس ولكني في سن أتأمل ما حولي وأراجع نفسي ولكي أثبت لك صدقي مع نفسي فإنني أعاني من أبناء لم يعتادوا على سماع كلمة "لا" فقد فعلت مثل كل أب أن أعطي لأولادي مادمت أستطيع وتمر الأيام وأكتشف أن هؤلاء الأبناء لا يتخيلون أن يأتى يوم على الأب ولا يستطيع ان يلبي لهم طلباً.. نعيب على الزمان والعيب فينا.. فلا نتعجب وعلينا ان نتوقع كل ما هو سلبي إن لم نعد النظر في تربيتنا لأولادنا..

إعلان