إعلان

صندوق تحيا مصر وإعادة بناء الصورة في الخارج

صندوق تحيا مصر وإعادة بناء الصورة في الخارج

د. إيمان رجب

* زميل أبحاث مقيم بكلية الدفاع التابعة لحلف الناتو بروما

ورئيس الوحدة الأمنية والعسكرية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية

09:00 م الإثنين 04 يونيو 2018

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

منذ أن أطلق الرئيس عبدالفتاح السيسي في نوفمبر 2016 مبادرة صبح على مصر بجنيه، لم يكن متوقعًا أن تؤسس هذه المبادرة لمرحلة جديدة في عمل صندوق تحيا مصر، ليصبح من أهم الصناديق التنموية في مصر خلال المرحلة الحالية، ليس بسبب قدرته على زيادة أصوله المالية في فترة زمنية وجيزة فقط، وإنما أيضًا لقدرته على العمل من خلال شبكة من الجمعيات التنموية لتنفيذ عدد كبير من المشاريع في القرى والنجوع.

وقد لاقت هذه الجهود إشادة من رموز تسيدت مجال العمل التنموي في مصر لسنوات، ولعل الإعلان الذي يدعو من خلاله دكتور علي جمعة المواطنين لتوجيه الزكاة والصدقات لصندوق تحيا مصر يمثل إشادة واضحة بما حققه الصندوق من إنجازات.

لقد نجح صندوق تحيا مصر منذ إنشائه في يونيو 2014، أي منذ أربع سنوات مضت، في إطلاق خمس برامج تنموية هي التنمية العمرانية، وبرنامج التمكين الاقتصادي وخلق فرص العمل، وبرنامج الكوارث والازمات، وبرنامج الدعم الاجتماعي وبرنامج الرعاية الصحية.

ولعل كيفية عمل الصندوق جنبا إلى جنب مع الوزارات المعنية في تطوير مدينة بئر العبد بعد الهجوم الذي تعرض له جامع الروضة في نوفمبر 2017 ، والمخطط الشامل لتطوير البنية التحتية والخدمية فيها كشفت عن سرعة استجابة الصندوق لمثل هذه المواقف.

كما أن الصندوق قد قدم دعما مطلع هذا العام لصندوق إغاثة شمال سيناء بقيمة 25 مليون جنيه، ليصل اجمالي دعمه للصندوق حوالي 185 مليون جنيه.

وعلى خلاف ما هو شائع عن هذا الصندوق، فإنه يقدم مفهوما للتطوع والتكافل الاجتماعي يتخطى دعوة المواطنين للمشاركة بأموالهم فقط، حيث يوفر قنوات للتطوع بالمجهود وكذلك بتنظيم أنشطة لصالح الصندوق.

وإذا ما نظرنا إلى قيمة التبرعات التي استطاع الصندوق الحصول عليها حتى مطلع هذا العام، فهي تبلغ 7.4 مليار جنيه، وفي ظل الخطة الخاصة باستثمار موارد هذا الصندوق من خلال بعض الشركات، فإنه من المتوقع أن يتضخم رأسمال الصندوق.

ورغم ما يعكسه هذا الصندوق من توجهات إيجابية لدى الشعب المصري فيما يتعلق بالتبرع والعطاء، فإن ذلك لم يجد صدى له في تصنيف مصر على مستوى العالم في مؤشر العطاء والكرم World Giving Index، فوفق التقرير الخاص بالعام 2017، تحتل مصر المرتبة 108 على مستوى العالم، وهذا الترتيب يقيس درجة مساعدة الغرباء، والتبرع بالمال، والتبرع بالمجهود من خلال التطوع، وفي هذه المؤشرات الفرعية الثلاث كان ترتيب مصر 49 و110 و131 على التوالي.

ومن المهم أن يعمل الصندوق على توظيف ما يحققه من إنجازات في وضع مصر على خريطة التبرع والعطاء في العالم، على نحو يليق بما يحقق في الداخل.

ففي أحيان كثيرة، ننشغل بتحقيق الانجازات في الداخل، وننسى أهمية توظيف هذه الإنجازات في إعادة بناء صورة مصر في الخارج.

إعلان