إعلان

فيديوهات "المتدين" والرد على التطرف الديني

فيديوهات "المتدين" والرد على التطرف الديني

د. إيمان رجب

* زميل أبحاث مقيم بكلية الدفاع التابعة لحلف الناتو بروما

ورئيس الوحدة الأمنية والعسكرية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية

09:00 م الثلاثاء 03 أبريل 2018

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

في إطار اهتمامي بدور الأئمة والدعاة في مكافحة التطرف والإرهاب، استوقفتني إحدى المبادرات الشبابية التي أطلقها الداعية الأزهري الشاب محمد عبودة، وهي عبارة عن مجموعة من الفيديوهات القصيرة التي يقوم بنشرها على القناة الخاصة به على يوتيوب من أجل الرد على بعض الأفكار التي تروّج لها التنظيمات المتطرفة والإرهابية، خاصة تنظيم داعش.

وقد أطلق على هذه السلسلة اسم "المتدين"، ولعل اختيار هذا الاسم لسلسلة فيديوهات تحارب التطرف والتشدد الديني بمناقشتها وتفنيدها، يهدف إلى إعادة بناء صورة المتدين في العقل الجمعي المصري، خاصة بعدما أصابها من تشويه، بدءا من فكرة أنه ليس كل متدين له مظهر معين، حيث يظهر الشيخ عبودة نفسه في هذه الفيديوهات بلبسه الشبابي وطلته المصرية.

وفي الحلقتين الأولى والثانية من هذه السلسلة التي لا تتعدى مدة كل منها 4 دقائق، يوضح أن التدين أنواع: فهناك متدين ضحية للأفكار المتطرفة بأنواعها المختلفة شأنه شأن غيره من الناس، كما أنه قد يكون ستاراً لقيادات التطرف والإرهاب، وهناك من يبحثون وفق كلمات الشيخ عبودة عن "سبوبة من ورا الدين".

وتعد هذه الفيديوهات "كوكتيل" دينياً مصرياً شعبياً كوميدياً، يذكرني بحلقات برنامج "البرنامج" الخاصة بالإعلامي الساخر باسم يوسف والتي صاحبت فترة حجم الإخوان لمصر 2012-2013، والتي نالت حلقات البرنامج من الإخوان وساهمت في توليد الزخم الثوري لثورة 2013، ففيديوهات المتدين تعمل على تفتيح عقل الشباب على نقد ومناقشة الأفكار المتطرفة التي يروّج لها تنظيم داعش وفروعه المختلفة في المنطقة بغطاء ديني من خلال كم هائل من الفيديوهات المصورة التي يتم تداولها على نطاق واسع في منصات الكترونية متعددة.

ولعل عنصر الجدة فيما يطرحه الشيخ عبودة مقارنة بجهود غيره من الدعاة، مرتبط بتوظيفه الجيد لعنصرين، هما: المعلومات، خاصة عند تعامله مع قضية جهاد النكاح مثلا، والإفيهات الشعبية المستقاة من الأفلام، والتي يوظفها ببراعة لتبسيط موقف الدين من القضية التي يناقشها مستخدماً العامية المصرية ودون أن يستغرق في الحديث الشرعي المتعمق والذي عادة يستعصي استيعابه بصورة صحيحة وسلسة من قبل غير المتخصصين.

ويعكس هذا الكوكتيل الجديد انفتاح بعض شباب الدعاة على كل مكونات الثقافة المصرية، وقدرة على التعاطي ببساطة مع مفاهيم متداولة على نطاق واسع في العديد من الدوائر الشبابية دون أن تصاحب ذلك معرفة حقيقية بدلالاتها من قبيل الجهاد والاستشهاد والدولة الإسلامية وتطبيق الشريعة والدعوة وإقامة الحدود وغيرها.

إن هذه المبادرة هي إحدى الثمار الجادة لجهود جليلة تبذلها مؤسسة الداعية المعاصر التي يرأسها دكتور علي جمعة ويديرها دكتور عمرو الورداني في بناء قدرات شباب الأئمة والدعاة ليكونوا أكثر قدرة على التعامل بأساليب غير تقليدية مع انتشار الأفكار المتطرفة والإرهابية بين

إعلان