إعلان

الزمالك.. العتبة.. ميت عقبة

الزمالك.. العتبة.. ميت عقبة

د. جمال عبد الجواد
09:00 م الجمعة 20 أبريل 2018

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

دخل نادي الزمالك في نفق طويل مظلم. عندما فاز الزمالك بالدوري عام 2015 بدا المارد الأبيض مقدماً على مرحلة ذهبية تتوالى فيها الانتصارات والبطولات، لكن الريح لم تأت بما تشتهيه السفن. تعثر الزمالك في مباريات كانت كل الحسابات ترشحه للفوز بها. خسر الزمالك بطولة الدوري في الأعوام الثلاثة التالية. لم يكن للزمالك حظ في البطولات الأفريقية مؤخرا. إنها اللعنة وقد حلت على النادي العريق.

لم يدخر الزمالك جهداً للتغلب على هذه اللعنة، فاتبع كل ما يخطر على البال من طرق. بدل الزمالك عدداً يصعب حصره من المدربين. بعض المصادر تتحدث عن سبعة عشر مدرباً استهلكهم الزمالك منذ 2014. مصادر أخرى تتحدث عن أكثر من عشرين مدرباً. مدربو الزمالك جاءوا من كل بقاع العالم، ومن بلاد لها تاريخ عريق في كرة القدم، بالإضافة إلى مدربين محليين مرموقين. لكن كل هذا لم يكف لفك اللعنة.

تعاقد الزمالك مع لاعبين محليين وأفارقة وعرب لمعوا مع أنديتهم السابقة، لكنهم ما إن تلمس أقدامهم أرض الزمالك، إلا وثقلت حركتهم، كما لو أن أكياسا ثقيلة مملوءة بالرمل قد تم ربطها بأرجلهم.

تم ذبح العجول على باب النادي المنحوس. أريقت الدماء على أرض النادي، ويحكى أنه تم تبصيم الحوائط بالأصابع الخمسة المانعة للعين، قبل أن يتم توزيع الأضحية على عمال النادي المحتاجين، لكن اللعنة كانت أكبر من ذلك أيضا.

خصوم الزمالك يمارسون السحر الأسود ضده؛ لا أحد يشك في ذلك، فالسحر مذكور في القرآن. الشيوخ الذين استعان بهم الزمالك لفك العمل لم يكونوا بالمهارة الكافية، لكن بالتأكيد هناك شيوخ أكثر مهارة ومعرفة لم تتم الاستعانة بهم بعد.

جرب الزمالك وضع فلوسه في حسابات باسمه في البنوك، فتكأكأ عليها الآكلون والطامعون والدائنون، كما يتكأكأ الجياع على القصعة. وضع الزمالك فلوسه في حسابات بأسماء أعضائه، فانقض عليها البيروقراطيون من موظفي الحكومة، الذين لا هم لهم سوى تعطيل المراكب السايرة بحجة اللوائح والروتين.

جرب الزمالك كل شيء يمكن عمله لفك اللعنة التي حلت عليه، لكن لا يبدو أن شيئا من كل هذه الأشياء يعمل. لا فائدة من تكرار المحاولة، فالأغبياء فقط هم الذين يكررون القيام بالشيء نفسه، متوقعين نتيجة مختلفة في المرة التالية، ولابد من إيجاد السبب الحقيقي لهذه اللعنة.

العتبة هي المشكلة. لقد تم تغيير كل شيء في الزمالك ماعدا العتبة؛ نعم العتبة. فالزمالك موجود في نفس المكان في ميت عقبة منذ زمن طويل، ويبدو أن السحر المعمول للزمالك مربوط على أرض ميت عقبة، وإذا كان الأمر كذلك، فلا فائدة من تغيير أي شيء طالما بقي الزمالك في ميت عقبة. الأرض والمباني والملاعب وحمامات السباحة في ميت عقبة يمكن استثمارها بعشرات الطرق المربحة جدا. المهم الآن أن يشرع الزمالك بسرعة في التخلص من هذا الموقع قبل أن تشيع أخبار اللعنة، وينصرف المستثمرون عن الصفقة. لينقل الزمالك مقره الرسمي للتجمع الخامس بالقرب من استاد بتروسبورت، أو لينتقل إلى السادس من أكتوبر، فأسعار الأرض هناك مهاودة أكتر من التجمع، فالمهم في كل هذا هو ألا يبقى فريق الكرة المحبوب وإدارة النادي العريق في هذا المكان الملعون أطول من ذلك.

إعلان