إعلان

وماذا بعد تحرير فلسطين؟

وماذا بعد تحرير فلسطين؟

محمد شعير
09:00 م الخميس 21 سبتمبر 2017

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

هل أوشكت القضية الفلسطينية على النهاية؟

ليس بإمكان أحد الإجابة، أو التنبؤ بما سيحدث في الشهور القادمة. كثيرون يتحدثون عن صفقة القرن، لكن لا يعرف أحد تفاصيل تلك الصفقة، أو ملامحها.

صحيح أن المعرفة في مجتمعاتنا ليست حقا للمواطن، والسياسة هي فقط ما يدور في القصور الرئاسية، لذا يكتفي الخبراء بالحديث عن "توقعات" قائمة على تحليلات لا على معلومات معلنة، فجميعهم مثل "العميان" الذين لمسوا فيلا، كل منهم يتحدث عن إحساس اللمس.

ولكن ماذا تعني صفقة القرن؟ ما أهم ملامحها وبنودها؟ هل تعني المصالحة بين حماس وفتح.. ومن ثم مصالحة بين الفلسطينيين والكيان الصهيوني؟ ما ملامح هذه المصالحة؟ إلى أي مدى ستقدم السلطة الفلسطينية تنازلات؟ هل ستتنازل عن حق العودة؟ وأن تصبح القدس عاصمة لإسرائيل؟ هل سيتوقف الاستيطان الإسرائيلي؟ وهل سنشهد حل "دولة واحدة"؟ أم حل "الدولتين"؟ هل سيشمل الصلح تنازل دول أخرى عن مساحات لها لتوطين الفلسطينيين؟ كل هذه الأسئلة غير معروفة الإجابة.. حتى الصحف الأمريكية الكبرى (وهي تتمتع بحرية في التناول، ولا تنتظر قرارا من أي سلطة يحدد لها ما تكتب وما تحذف) لم تتناول أو تتحدث عن ملامح هذه الصفقة، فقط تصريحات ترامب: "إن التسوية القادمة في الشرق الأوسط لم يسبق أن بحثت من قبل، وأنها تتضمن العديد من الدول، وتشمل مساحات كبيرة من الأراضي".. لكن لا تفاصيل أخرى.. إلا ضرب الودع!

بالتأكيد ثمة سيناريوهات عديدة للمنطقة العربية، ومستقبلها، وحدودها، وجميعها سيناريوهات معلنة، ولكنها مجرد سيناريوهات لمراكز أبحاث أمريكية، تقدمها لمن يدفع، أو لمن يطلب، ومن هنا هي متناقضة، ومتعارضة أحيانا، تختلف فيها خرائط الشرق الأوسط المستقبلية بين كل سيناريو وآخر.. لذا هي تعبر فقط عن "مركز الأبحاث" لا عن رؤية الإدارة الأمريكية، ويمكن أن تتراوح مواقف أجهزة الحكم حسب اختلاف السيناريوهات المقدمة لها!

هل أوشكت القضية الفلسطينية على الحل؟

ربما، يرغب المواطن العربي في حل عادل وشامل للقضية، لكن إذا حدث وتم تصفية القضية الفلسطينية أو تقديم حل عادل ومنصف، أو حتى غير ذلك.. فماذا ستفعل الأنظمة العربية التي كانت فلسطين بالنسبة لها الفزاعة التي تؤجل بها مطالب الشعوب في الحرية والديمقراطية والعدالة؟ لقد عاشت أنظمة التحرر الوطني منذ الخمسينيات رافعة شعار "لا صوت يعلو فوق صوت المعركة"، المعركة التي لا تنتهي، إذا عادت فلسطين، فأي فزاعة ستستخدمها الأنظمة لإسكات مواطنيها؟!

إعلان