إعلان

الحصيلة المتوقعة للجولة الإقليمية لوفد "ترامب" للسلام

الحصيلة المتوقعة للجولة الإقليمية لوفد "ترامب" للسلام

محمد جمعة
08:06 م الثلاثاء 22 أغسطس 2017

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

قبْل أن ينتهي أغسطس الجاري سيكون الوفد الأمريكيّ الثلاثيّ (كُوشنير- جرينبلات - دينا باول) قد أتمَّ جولة في المنطقة، ستشمل أراضي السلطة الفلسطينية، وإسرائيل، إلى جانب كلٍ من: عمان والقاهرة والرياض وأبوظبي والدوحة.

هدف هذه الجولَة وضْع كل تلك الأطراف المعنية، في صورة التصورات التي بلورتها إدارة الرئيس الأمريكى "دونالد ترامب" للعودة مرّةً أُخرى إلى المفاوضات واستئْناف عملية السلام من جديد.

وبناءً على ما تمَّ تسريبه حتى الآن، بشأْن ما فى جعبة هذا الوفد من أفكار وتصوّرات، وكذلك بالنظر إلى الخبرات السابقة بكيْفية تعاطى الإدارات الأمريكية المختلفة مع ملف عملية السلام، يمكننا أن نؤكّد ضرورة الهبوط بسقف التوقعات والآمال والرهانات، ونوجز تقديراتنا وتوقعاتنا على النحو التالي:

-على المسار الثنائي الفلسطيني – الإسرائيلي، ليس لدى "كوشنير" وصحْبه ما يعرضونه سوى مسألتينِ اثْنتين:

الأولى: المزيد من التنسيق الأمنى بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل، وهنا سوف تجري ضغوطٌ كبيرةٌ على قيادة السلطة لحثّها على الانصياع الكامل، حتى للتفاصيل الصغيرة، من المطالب الأمنية الإسرائيلية.

والثانية: عروض اقتصادية للسلطة الفلسطينية قد تتخطَّى منطق "جوائز الترضية". بمعنى أنها قد تكون سخيِّة نسبيًّا، تعويضًا لهم عن تغْييب المسار السياسي، ومساهمة من الوفد بتسهيل مشروع "السلام الاقتصادي" لنتنياهو".

هنا نشير إلى أن "كوشنير" وصحبه لا يأتون بجديد على هذا المسار.. فمنذ أكثَر من عَشْر سنوات، سعى الجنرال كيث دايتون إلى ذات المسألة. أيضا تولى "تونى بلير" ممثل الرباعية الدولية السابق، رعاية الترجمة الحرفية لـ "نظرية نتنياهو" للسلام الاقتصادي مع الفلسطينيين. بلْ إنَّ توني بلير(مع دايتون) يوصف عادة بـ"عراب" مشروع "بناء الدولة تحت الاحتلال"، لينتهي الأمر إلى بقاء الاحتلال، وتبديد مشروع الدولة.

-على المسار الإقليمي، سيبحَث الوفد الأمريكي مع القادة الذين سيلتقيهم في مسألة "الإطار الإقليمي للسلام في الشرق الأوسط".. هنا سيجري التركيز الأمريكي على"التطبيع" قبل السلام، بدعوى أن "التطبيع" هو القاطرة التي ستجر السلام وراءَها.

والأصل أنها مقاربةٌ تتناقض مع نص وروح مبادرة السلام العربية الّتي أقرتْ في قمة بيروت 2002، والتي اشترطت إنهاء الاحتلال وحل القضية الفلسطينية، توطئة للسلام الشامل والتطبيع الكامل.

الحقيقة أن خبرات المنطقة المتراكمة مع المبادرات والمشاريع التي تعاقبتْ على إطْلاقها إدارات أمريكية عديدة، تشير بوضوح إلى أن مهمة الوفد الأمريكي لن تكون سهلة، وسيصعب على أي قيادي فلسطيني القبول بمجرد إعادة إنتاج ما سبق، واعتباره أساسًا صالحًا للحل النهائي.

ولهذا من المتوقع أن تنتهي هذه الجولة لا إلى الفشل فحسب، بل وإلى وضع قيادة السلطة والمنظمة في خانة صعبة للغاية.

والمحصّلة النهائية أن زيارة الوفد الأمريكي ستسهم على الأرجح في زيادة حدة التوتر والتصعيد في الأراضي المحتلة، بدلا من أن تعمل على تخفيفه وبناء الثقة واستعادة المفوّضات من جديد.

إعلان