إعلان

تحدي مكافحة الإرهاب في الجامعات

تحدي مكافحة الإرهاب في الجامعات

د. إيمان رجب

* زميل أبحاث مقيم بكلية الدفاع التابعة لحلف الناتو بروما

ورئيس الوحدة الأمنية والعسكرية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية

08:00 م الإثنين 14 أغسطس 2017

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

د. إيمان رجب

يتردَّد كثيرًا منذ انتهاء فترة الدكتور جابر نصار، كرئيس لجامعة القاهرة، مقولة، مفادها أن نهاية فترته ستكون بداية فترة يتمدد فيها التيّار السلفي في داخل الجامعة، من حيث سيطرته على مساحات التجمعات الرئيسية فيها، فضلًا عن تأثيره على طبيعة الأنشطة التي تقام في داخل الجامعة وفي كلياتها، وتنامي قدرة بعض رموزه على تجنيد طلبة الجامعة للانضمام لصفوف الجماعات المُتطرفة والإرهابية.

وتردَّد هذا الرأي في العديد من الدوائر المهتمة بهذا الموضوع، يكشف عن مشكلة رئيسية مفادها أن ما تبناه الرئيس السابق للجامعة من إجراءات لمكافحة الأفكار المتطرفة والإرهابية في الجامعة لم يصاحبه وجود نظام يكفل استمرار تلك الإجراءات بعد تغير شخصه، وهذه مشكلة شديدة الخطورة وتكشف عن أحد أبعاد التقصير في إدارة قضية غاية في الأهمية بالنسبة للدولة في هذه المرحلة.

وتقدم خبرة تونس في هذا المجال دروسًا يمكن الاستفادة منها ليس في جامعة القاهرة فقط، وإنّما أيضًا في غيرها من الجامعات، خاصّة تلك التي أصبحت مجالًا لتجنيد أعضاء جدد في الجماعات المتطرفة والإرهابية.

أطلق بعض طلبة كلية إدارة الاعمال في جامعة تونس مبادرة حوارية لمكافحة الأفكار المتطرفة والإرهابية تحت اسم "Speak يهديك"، وأهمية هذه المبادرة مرتبطة بثلاثة أبعاد رئيسية، يتمثل البعد الأول في ارتكانها في توعية طلبة الجامعة من خلال اللقاءات التفاعلية والورش الحوارية إلى مبدأ peer to peer، فمن يقوم بتوعية الشباب في الجامعة بطبيعة الإرهاب والتطرف كمهدد للأمن القومي التونسي هم نظراؤهم الشباب من طلبة ذات الجامعة، وهذا أمر مهم فيما يتعلق بمسألة الثقة والقدرة على التأثير.

وينصرف البعد الثاني إلى أن هدف المبادرة هو توعية الطلبة وتثقيفهم بمن هم المتطرفون والإرهابيون في تونس؟ وما هي أعدادهم؟ وكيف يقومون بتجنيد الشباب؟ وما إلى ذلك من أمور ترفع مستوى وعي الطالب بهذه القضية.

ويتمثل البعد الثالث في أنها تنقل الطلبة القائمين على هذه المبادرة تدريجيًّا إلى مرحلة المواطن "المسئول" القادر على المشاركة في عملية مكافحة التطرف والإرهاب من خلال توعية أقرانهم من الطلبة بأبعاد هذا التهديد، على نحو يصبح معه القائم على هذه العملية ليس الدولة فقط أو إدارة الجامعة وإنما الطلبة أيضًا.

والاستفادة من خبرة تونس في بلدنا مسألة بحاجة لمناقشة جادة من قبل المجلس القومي لمكافحة الإرهاب والتطرف، خاصة في ظل تحول طلبة الجامعة إلى هدف يسهل تجنيده من قبل الجماعات الإرهابية كما تكشف عن ذلك البيانات الرسمية الصادرة عن وزارة الداخلية ذات الصلة.

إعلان