إعلان

المهم هو الصندوق نفسه

المهم هو الصندوق نفسه

د. إيمان رجب

* زميل أبحاث مقيم بكلية الدفاع التابعة لحلف الناتو بروما

ورئيس الوحدة الأمنية والعسكرية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية

09:07 م الإثنين 04 ديسمبر 2017

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

تحمس الكثير من المهتمين بالسياسة لحملة تجميع التوقيعات دعماً للرئيس عبدالفتاح السيسي في إطار حملة "عشان تبنيها"، وحملة "معك من أجل مصر"، وكذلك اهتم مؤيدو الفريق أحمد شفيق بالاحتشاد لاستقباله في مطار القاهرة بعد عودته من الإمارات منذ أيام باعتباره مرشحهم المحتمل في انتخابات الرئاسة المقبلة. ورغم أهمية هذه الفعاليات في التعبير عن تأييد أي مرشح للانتخابات، إلا أن التصويت في الصندوق لصالحه يظل هو المهم في تحديد حجم المؤيدين له في الشارع.

تُميز لعبة الانتخابات كما درسناها بين أربع فئات ممن لهم حق التصويت بالنسبة لأي مرشح، هي: المؤيدون، وعادة ما يتم التعامل مع أصواتهم على أنها الأصوات المضمونة، ومؤيدو الخصم ويكون كسب أحد هذه الأصوات انتصارا كبيرا، وأصوات "حزب الكنبة" وهي الفئة العازفة عن التصويت في الانتخابات، وفئة المترددين الذين لم يحسموا موقفهم بعد، ويكون كسب أي من أصوات هاتين الفئتين الأخيرتين هو الورقة المرجحة.

وإذا كان الكثير من المتخصصين في الانتخابات يسعون إلى بناء الحملات الانتخابية، وتطوير رسائل سياسية من أجل جذب الفئات الأخرى بخلاف فئة المؤيدين، لاعتقادهم مثلًا أن إنزال من لا ينزلون في الانتخابات هو الضمان لفوز مرشحهم، فإنه عادة ما يصاحب ذلك إغفال فئة المؤيدين، وتكون النتيجة هي اتجاه هؤلاء للتصويت العقابي لصالح المرشح المنافس، لسبب بسيط هو أن مرشحهم الأصلي لم يهتم بهم .

ويلاحظ أنه عادة ما يتم التعامل مع تأييد فئة المؤيدين كأمر معطى أو مفروغ منه ولا يستحق العناء، ليس في فترة الانتخابات فقط وإنما أيضا بعد تولي المنصب، حيث يتجه المرشح بعد فوزه في الانتخابات لتوفير فرص لغير المؤيدين له، ويساق في إطار ذلك عبارات من قبيل "إسكات أصحاب الأصوات العالية" ومحاولة "استمالتهم" والسعي لـ"تغيير مواقفهم".

ولكن ينتج عن ذلك من الناحية العملية تآكل الفئة المؤيدة، واتجاهها لتأييد الخصم من خلال التصويت في الصندوق، في حين من تم خطب ودهم ومحاولة تقريبهم وتغيير مواقفهم لا يقومون بالضرورة بتغيير نمط تصويتهم في الصندوق.

وعندما يكون المرشحون غير متساوين في الحظوظ والشعبية، فإن الفوز في الانتخابات يكون لمن ينجح في الحفاظ على الكتلة المؤيدة له دون أن تتفكك، من خلال سياسات تفيدهم وتحافظ على تأييدهم له. خاصة أنه بمرور الوقت يزداد حجم الفئتين الثانية والثالثة على حساب الفئة الرابعة.

إن الرهان على من يدلي بصوته لصالح مرشح بعينه هو الضامن الحقيقي للفوز، بعبارة أخرى فإن أصوات الصندوق هي المحك الرئيسي وليس الحشد في الشارع أو في الإعلام.

إعلان