إعلان

موسم سياسي ساخن

موسم سياسي ساخن

د. جمال عبد الجواد
09:00 م الجمعة 01 ديسمبر 2017

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

ترشح أحمد شفيق في انتخابات الرئاسة المقرر إجرائها العام القادم غير شكل المباراة السياسية الجارية تمامًا. قبل ترشح الفريق شفيق بدا الأمر كما لو كنا مقدمين على منافسة سياسية فاترة، طرفاها هما الرئيس عبد الفتاح السيسي، والمرشح اليساري – وهو أيضا المرشح المنافس الوحيد – خالد علي. شفيق شخصية سياسية ثقيلة، ولكن بطريقته. لم يتربَّ شفيق على سياسات الشارع، والصراعات الأيديولوجية المكشوفة، فخبرته كلها استمدها من عمله في جهاز الدولة المصرية، بجناحيه العسكري والمدني.

شفيق ليس من النوع الذي يأخذ قرارات الترشح حبًا في الظهور، أو لمجرد الترويج لوجهة نظر معينة. ترشح شفيق لانتخابات الرئاسة يعني أن لديه رغبة قوية، وأنه أيضا مستعد لتولي منصب رئيس الجمهورية. قرار بهذا الحجم لا تأخذه شخصية بوزن أحمد شفيق قبل إجراء الاستشارات المناسبة، فمن هم الأشخاص أو الجهات التي استشارها الفريق شفيق في هذا الأمر؟ وماذا قال له هؤلاء؟ وهل وعدوه بالتأييد؟ وإلى أي مدى كان رد فعل هؤلاء الأشخاص والهيئات مهمًا في تقرير خطوة الفريق شفيق التالية؟

قرار الفريق شفيق بالترشح قرار له دوي، لكن الدوي الأكثر قوة جاء من قراره بمهاجمة حكومة الإمارات العربية، بسبب ما زعمه من قيامها بمنعه من السفر. بغض النظر عن مدى صحة هذه الادعاءات، فإن الجرأة الواضحة في الإقدام على انتقاد دولة الإمارات، تشير إلى أن الفريق شفيق قد عزم أمره، وأنه ينوي التصرف بقوة، ولا ينوي التراجع في أي حال، الأمر الذي يعد بمنافسة انتخابية ساخنة جدًا.

إذا كنا لا نعرف الشخصيات والهيئات التي شاورها الفريق قبل قراره، فإننا لا نعرف أيضا الطريقة التي ستتفاعل بها أجهزة الدولة مع ترشح شفيق. لقد ألقى شفيق الكرة في ملعب أجهزة الدولة عندما تحدث عن من منعه من مغادرة الإمارات، فوقع على أجهزة الدولة عبء حمايته من التعسف المزعوم من جانب السلطات في الإمارات، والتأكد من سلامته حتى وصوله القاهرة.

قد تقرر أجهزة الدولة اللعب مع شفيق بالطريقة التي اختارها، أي بطريق الانتخابات، وقد تقرر اللعب معه بطريقة أخرى، قانونية أيضا، لكنها ليست سياسية بالمرة. إثارة اعتراضات إجرائية ضد ترشح شفيق يمكن أن تمنعه من الترشح، ولكن هذه الطريقة لن تكون مقنعة لأحد، وقد يحصد شفيق بنتيجتها مزيدًا من التعاطف.

لكن أكثر أبعاد الموقف طرافة هو أن الفريق شفيق الذي كان مرشح الثورة المضادة، والمرشح المعادي للإخوان في انتخابات 2012، قد يصبح في هذه الانتخابات مرشح الثورة والإخوان، في مفارقة مبكية ومضحكة في نفس الوقت، فكم من الثوابت مزقها الفريق شفيق بترشحه.

إعلان