إعلان

ليس التعايش مع الإرهاب وإنما مكافحة الإرهاب

ليس التعايش مع الإرهاب وإنما مكافحة الإرهاب

د. إيمان رجب

* زميل أبحاث مقيم بكلية الدفاع التابعة لحلف الناتو بروما

ورئيس الوحدة الأمنية والعسكرية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية

09:00 م الإثنين 27 نوفمبر 2017

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

عادة ما يصاحب وقوع العمليات الإرهابية ذات التكلفة الإنسانية العالية، تداول الحديث عن أن الناس بحاجة لـ"التعايش" مع الإرهاب، وأن الإرهاب مستمر، وأنه بتحوله إلى موضوع متكرر في عناوين الأخبار تحول تدريجيًا إلى جزء من "العادي"، وأنه مستمر لفترة اجتهد البعض وشبَّهها بالعشرية السوداء في الجزائر.

وهذا الرأي يحاول أن يدعم وجهة نظره بالتركيز على عدد العمليات الإرهابية التي تقع في فترة زمنية محددة، وعدد الضحايا المدنيين، وبقدرة العناصر الإرهابية على استهداف مواقع هي مستبعدة بطبيعة الحال، مثل استهداف المصلين في جامع الروضة في بئر العبد، إلا أن هذا الرأي يحوي روحًا انهزامية لا تحتاجها الدول عادة في مراحل مكافحتها للإرهاب.

حيث تكشف عمليات مكافحة الإرهاب في العالم عن أن هذا النوع من الحروب هو طويل المدى بطبعه، ومتحول من حيث تكتيكاته واستراتيجياته، وذلك بحكم تحول تكتيكات العناصر الإرهابية، كما تكشف عن أن إعلان الانتصار الكامل على الإرهاب وأن دولة ما خالية من الإرهاب بنسبة 100% أمر شديد الصعوبة، وإن تحقق في فترة زمنية محددة فإنه لا يستمر طويلاً.

إن ما نحتاجه حاليًا هو تقييم مستمر لسياسات مكافحة الإرهاب المتبعة، وتحديد التحديات التي تتم مواجهتها عند تنفيذ تلك السياسات ونقاط قوتها، وتطوير عملية تخطيط تلك السياسات، فلا شك أن لدينا خبرة لا يستهان بها في مجال مكافحة الإرهاب، تطورت عبر عقود طويلة، ولكن تظل القدرة على التخطيط، خاصة التخطيط الاستباقي لسياسات المكافحة خطوة لازمة، وتحتاج لتكاتف جهود الخبراء والباحثين المتخصصين مع مؤسسات الدولة المعنية.

إعلان