إعلان

إلى الأمان: عيد.. شهداء الشرطة

إلى الأمان: عيد.. شهداء الشرطة

07:58 م الجمعة 22 يناير 2016

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

بقلم - لواء دكتور محسن الفحام:

عندما بدأت اكتب مقالي هذا بمناسبة الاحتفال بعيد الشرطة.. مستبشراً بهذا الزخم من التأييد الشعبي و التشجيع للدور الكبير الذي يقوم به رجال الشرطة خلال المرحلة الحالية.. اصطدم قلمي وقلبي بهذا الحادث الغادر الذي راح ضحيته خمسة من خيرة رجال الشرطة.. ضباطاً وافراداً و اصابة ثلاثة أخرين في كمين ميدان العتلاوي بالعريش.. وبعده باقل من 24 ساعة حادث إرهابي أخر في الهرم راح ضحيته تسعة من الشرفاء من الشرطة و الافراد و المدنيين... فتوقف القلم عن الكتابة و بدأت في التواصل مع زملائي وابنائي من ابطال الشرطة لأطمئن عليهم و أشد من عزيمتهم فوجدتهم هم الذين يشدون من أزري و يؤكدون عزمهم على مواصلة العطاء و الطمع في الشهادة .

- وعدت بالذاكرة إلى يناير 2011 ومابعدها لأرى المتآمرين والإخوان يهدمون السجون ويحرقون الاقسام ويقتحمون مقرات أمن الدولة وبعد استيلاء الاخوان واعوانهم على الحكم جاء من ينادي بما يسمى بإعادة هيكلة وزارة الداخلية ليقتصر دورها فقط على تنظيم المرور والتواجد بأقسام الشرطة لتحرير محاضر بالوقائع الجنائية لأحالتها للنيابة.. وما دون ذلك فيتم توزيعه على الوزارات الاخرى.. فشرطة السياحة على سبيل المثال تتبع وزارة السياحة، والاحوال المدنية تتبع وزارة الصحة و السكان، وتصاريح العمل تتبع وزارة القوى العاملة.. وهكذا يتم تقليم اظافر الشرطة تمهيداً لخلق كيان جديد من الموالين لهؤلاء الخونة يدين بالولاء لهم لأحكام السيطرة على مقدرات البلاد والعباد.. ولكن صمد الضباط وقادتهم امام تلك المؤامرة إلا القليل منهم الذي قام بإطلاق لحيته واعلن الولاء للجماعة واتباعها.. وانحازت الشرطة للشعب في يونيو 2013 وسقط النظام الديني الفاشي وبدأت الصورة تنجلي وتتضح.. وما بين يناير 2011 حتي 2013 تعرض رجال الشرطة لكل انواع الاهانة و التشفي واستشهد الشرفاء منهم وهم يؤدون عملهم بكل امانة واخلاص ولم تكن مذبحة كرداسة إلا مثالا صارخاً لكل الحقد والنذالة والخيانة التي يتمتع بها هذا الكيان الارهابي ومن كان يسير تحت عباءته.

ولكن هل اقتصر الامر علي ذلك بعد ثورة 30 يونيو 2013 .. بالطبع لا.. فها هم جرذان الارهاب المتواجدين في سيناء يواصلون عملياتهم الجبانة في قتل رجال الشرطة الشرفاء الذين يدافعون عن امن و سلامة وطنهم وياليتها كانت معركة وجهاً لوجه بل هي عمليات خسيسة من خفافيش الظلام الذين يجدوا الحماية للأسف من بعض المتواجدين هناك مقابل مبالغ مالية او فرض الحماية لهم او اخذاً بالثأر لهم.. ومع ذلك فما زال رجالنا من ابناء الشرطة يؤدون عملهم هناك بكل شجاعة وإقدام بل ان بعضهم يتسابق ليثأر لزملائه من هؤلاء الخونة الاوغاد .

سوف نحتفل بعيد الشرطة مثل كل عام.. وسوف يحضر السيد رئيس الجمهورية وتوزع الاوسمة والانواط على المتميزين من رجال الشرطة و علي عائلات شهداء الشرطة.. وسوف نبكي على من رحلوا منهم و نحن نرى الأمن الثكلى و الزوجة التي ترملت و الابناء الذين تيتموا.. ونتساءل بعد كل هذا ألا يوجد خطط محكمة متكاملة بالتنسيق مع القوات المسلحة التي تؤدي دورها بكل بسالة واقتدار لإحكام السيطرة على تلك المناطق.. ألا يستحق هؤلاء الرجال من ابناء الشرطة ان نوفر لهم الحماية الكافية التي تساعدهم في اداء مهامهم باقل الخسائر.

ألا يستحقون ان نفعل و نعدل قانون الإجراءات الجنائية لسرعة البت في قضايا الإرهابيين الذين اغتالوا هؤلاء الأبطال .

انا لا ادعي المعرفة الكاملة بما يدور في سيناء ولكنني أعلم مدى و عورة و خطورة المناطق الصحراوية والجبلية هناك واتمنى ان يتوقف نزيف دماء الشهداء هناك باي طريقة.. واعلم ايضاً ان وزير الداخلية وقيادات الامن الوطني حالياً لديهم من الخبرة والدراية بكيفية التعامل مع هؤلاء الاوغاد الخونة وذلك لان معظمهم استقى خبرته من رجال شرفاء قدموا ارواحهم فداء لوطنهم وجميعنا تعلمنا منهم و شاركناهم في التسعينات عندما واجهنا الارهاب بكل قوة وحسم في اعقاب حادث الاقصر عام 1997 .

- لقد بلغ عدد شهداء الشرطة حتى كتابة هذه الاسطر 740 شهيد و عدد المصابين 18150 مصاباً ألا يكفي هذا..؟

- ان كل الناس يذهبون إلى الموت عن طريق الحياة... إلا الشهيد فانه يذهب للحياة والخلود عن طريق الموت... فسلام عليك يا شهيد.. وكل عام و رجال الشرطة بخير و سلام و انتصار.. وتحيا مصر.

إعلان

إعلان

إعلان