إعلان

إلى الأمان: القائد.. واتخاذ القرار

لواء دكتور محسن الفحام

إلى الأمان: القائد.. واتخاذ القرار

08:09 ص السبت 04 أبريل 2015

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

 

بقلم – لواء دكتور محسن الفحام:

تشرفت هذا العام بتدريس مادة القيادة واستراتيجية إتخاذ القرار لطلبة كلية الشرطة وكم كانت سعادتي عندما تم تكليفي بذلك خاصة وأنني أشعر أن طلبة هذا الكيان العظيم الذي يتخرج منه كل عام المئات بل الآلاف من الأبطال قد وهبوا أنفسهم فداءً لوطنهم منذ اليوم الأول لانضمامهم إليها.. وطبيعة الحال فإنني لن أقوم هنا بعرض المادة العملية التي يتناولها هذا الموضوع الهام جداً و الذي يحتاجه الوطن خاصة في هذة المرحلة التي تحتاج في معظم مواقعه إلى القيادات القادرة على اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب...و لكنني سوف استعرض مع حضراتكم ردود افعال وانطباع هؤلاء الأبطال الذين يسعتدون للتخرج خلال الأيام القليلة القادمة ورؤيتهم المستقبلية التي يتمنون تحقيقها من خلال قيادات تستطيع دفع الوطن إلى مستقبل أفضل.

أن القيادة الحكيمة هي تلك التي تكون قادرة على توجيه الآخرين من أجل تحقيق الإنجازات المطلوبة في مختلف مجالات الحياة سواء كانت عسكرية او سياسية أو اقتصادية ... إلخ. ومن هنا فإن محاور العملية القيادية تتمثل في ثلاثة عناصر رئيسية و هي:

1- وجود القائد.. الذي يجب أن يتمتع بالعديد من الصفات الذاتية والفنية والذهنية بالاضافة إلى ضرورة اكتسابه للعديد من المهارات منها السياسية والإدارية... هذا بالاضافة بطبيعة الحال إلى القيم الأخلاقية والمسلكية التي يجب أن يتمتع بها هذا القائد.

2- وجود الكوادر والعناصر الذي سوف تساعد القائد في تحقيق أهدافه و تنفيذ قراراته.

3- المواقف والظروف والمجتمع الذي يمارس فيه القائد دوره.

وعندما استعرضت تلك المحاور مع ضباط الغد طلبة كلية الشرطة و طرحنا الباب للمناقشة حول متطلبات المرحلة كانت رؤيتهم - وهنا بيت القصيد - أن مصر قد حباها الله بقائد يجمع معظم تلك الصفات المطلوبة - فالكمال لله وحده - التي وردت في المؤلفات والأبحاث والمراجع التي تناولت هذا الموضوع متمثلاً في الرئيس عبد الفتاح السيسي ولكم ان تراجعوا النقاط التي طرحناها في مواصفات ومهارات القائد وتطبقوها عليه.. ألم يأخذ هذا الرجل القرار الحاسم في الإمتثال لرغبة الشعب ومساندته في التخلص من حكم الإخوان الذي جثم على صدورنا عاماً أسودً عايننا فيه الكثير من التخلف و التراجع و الإقصاء و الإرهاب و وضع رأسه على يده و قدمها قرباناً لهذا الشعب إلي ان نصره الله على هذة الفئة الضالة؟... ألم يتخذ هذا الرجل قراراً تاريخياً في البدء بحفر قناة السويس الجديدة لتكون شرياناً ورافداً جديداً من روافد الحياة والاقتصاد في مصر..؟ ألم يتصدى هذا الرجل ورجاله من القوات المسلحة الباسلة ورجال الشرطة الأوفياء للإرهاب بكافة أشكاله سواء داخل او خارج البلاد..؟ ألم يستأثر هذا الرجل بدماثه خلقه وطيب حديثه على قلوبنا ومشاعرنا وتعاطفنا معه واكتسب ثقة شعبه كله إلا فئة قليلة ندعوا لها بالهداية والرشاد؟ ولكننا وجدنا أن المشكلة التي تعوق مسيرة هذا القائد إلى حد ما تتمثل في الكوادر والعناصر التي من المفترض أن تعاونه في تنفيذ أفكاره و قراراته ثم.. في الأرض والبيئة والمجتمع التي يتمنى هذا القائد أن تكون صالحة ومهيأة لتحقيق أهدافه.. لقد وجدنا خلال مناقشتنا معاً أن معظم الكوادر التنفيذية الموجودة عدا قيادات القوات المسلحة والشرطة مازالت تمارس عملها بحساسية وخوف وأيدٍ مرتعشة.. معظمهم يدير أعماله بمفهوم المدير وليس القائد ونحن نعلم أن كل قائد يصلح ان يكون مديرا ولكن ليس كل مدير يصلح أن يكون قائداً فما زال هناك عبدة للروتين الذين يتمسكون بالاقدميات... الكارهين للكفاءات... والذين ليس لهم أي رؤية أو هدف سوى الاستمرار في مواقعهم حتي بلوغ سن التقاعد.. أم عن البيئة والظروف المحيطة لقرارات الرئيس فسوف نجد أن هناك قوى دافعة من الداخل والخارج تعمل على إجهاض محاولات الإصلاح والتنمية التي ننشدها جميعاً.. ولعل حديث الرجل في الندوة التثقيفية السادسة عشر التي أقامتها القوات المسلحة بمناسبة الاحتفال بيوم الشهيد أكبر دليل على أنه قد رصد سلبيات كثيرة أفرزتها الأيام الأخيرة خاصة بعد الآمال والطموحات المعقودة على المؤتمر الاقتصادي الذي عقد مؤخراً في شرم الشيخ... فقد بدأ البعض يماطل في التزاماته أو يطلب الاستعانة بعمالة أجنبية من الخارج لآن الشباب المصري غير كفء على تنفيذ تلك المشروعات العملاقة في الفترة الزمنية التي حددها الرئيس.. وهذا يخالف طموحات القائد الذي يسعى إلى تشغيل الشباب والقضاء على البطالة.. كما نجد أن هناك العديد من الإعلامين قد انشغلوا بموضوعات ثانوية وتجاهلوا دورهم في شحذ همم للشباب للقيام بدورهم في النهوض بالبلاد.. كما نجد رجال الدين قد تركوا دورهم التوعوي وانبرى بعضهم يتصدى للباحث إسلام البحيري وانشغل الجميع به وتركوا دورهم في نشر صحيح الدين على المنابر وفي الصحف والمنتديات وجميع وسائل الإعلام المتاحة.

نحن مطالبون ياسادة بتهيئة المجتمع و كوادره الصالحة لتحمل المسئولية مع هذا القائد لدفع الوطن إلي المستقبل المشرق الذي نتمنى جميعاً الوصول إليه... نحن لا نريد فقهاء ولا مديرين... نحن نريد مقاتلين شرفاء يقاتلون إرهاب العجز والبطالة والجلوس على المقاهى وهو قتال لا يقل بأي حال عما يقوم به الرجال الشرفاء من الجيش و الشرطة... يتمنى طلبة كلية الشرطة الذين سوف يتعاملون مع هذا المجتمع خلال الأيام القليلة القادمة أن يجدوا أبناء وطنهم قد اتفقوا على رفعه شانه وانتصروا على جحافل الإرهاب والتخلف وتضافرت جهودهم للعمل على تنفيذ تلك المشروعات العملاقة التي سوف تكون عوائدها وفوائدها لشباب وأبناء هذا الوطن في المستقبل القريب... وتحيا مصر.

 

إعلان

إعلان

إعلان