إعلان

آية إيهاب تكتب: لا تكونوا مثل ''منى'' في ''زوجة رجل مهم''

آية إيهاب

آية إيهاب تكتب: لا تكونوا مثل ''منى'' في ''زوجة رجل مهم''

09:49 م الأحد 08 مارس 2015

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

بقلم - آية إيهاب:

عندما دق قلب منى للمرة الأولى، فإنها قد ذهبت مثل الفراشات صوب البريق، أحبت هشام وكيل النيابة في محافظتهم، أحبت ''هيبته'' وأهميته، أحبت وجودها معه الذي يشعرها بأهميتها، استمدت منى منذ البداية ثقتها من آخر، صنع لنفسه نجاحه الخاص، فارتضت أن تكون ظلًا يفيده في علاقاته الاجتماعية، ونست أنها شريك أساسي في أي نجاح.

في زوجة رجل مهم، تحدثت قصة الفيلم عن السياسة، ولكني أعني هنا تحديدًا بقصة منى تلك التي أحبت هشام مهما ابتعد عنها، مهما شغله العمل، والأصدقاء، والحياة، تنتظر عودته لكي يعوضها عن تلك الأوقات، تترك حلمها باستكمال دراستها، فلا تجد أمامها سوى جارتها في نفس العمارة، التي تلعب معها الورق.. تتغير منى!

1

ماذا لو لم تحب منى هشام وتتزوج منه؟ بالتأكيد كانت ستستكمل دراستها، تنضج، وتذهب صوب حلمها، لتعلم أن الحياة هي إنجازاتنا الخاصة، وتعلم أن الصعاب جزء من العالم، كل ذلك سيغيرها، ويجعلها قادرة على فرض شروطها لزوج المستقبل، الذي لن يود تشكيل عجينة خاصة، بعد أن امتلكت حلمها، وقررت طريقها.

حتى ذهاب منى للجامعة مرة أخرى، لم يكن سهلًا على الإطلاق، إذ جعلها منصبه، ذلك المنصب الذي اعتقدت وهي صغيرة أنه يزيل لها الصعاب، بكونه المنصب ذاته الذي أبعد الجميع عنها، بعد أن قبض على زميلها بالجامعة، لاعتقاد الجميع أنها الواشية.

2

هشام بقصد أو بدون قصد كان يقف أمام أحلام ''منى'' أتذكر ذلك المشهد العظيم الذي وقفت فيه ''منى'' أمام المراية تضع ''بُكل'' الشعر ثم يأتي هشام بُكل هدوء يفكها كلها، يهدم كل ما بنته، بشكل رمزي يتوافق مع الحديث الدائر بينهما، هنا هشام يفك ''بُكل'' الشعر من أجل رغباته، وفي الحديث الدائر من أجل احتياجاته الاجتماعية.

لا تتزوجي أنانيًا .. عندما أعطت منى كل شيء لهشام، ظن أنه حقه المكتسب، وعندما حاولت اللجوء لأهلها أو جيرانها أو حتى الاعتراض، كانت الحلول الجاهزة لديه، إما بالترهيب، أو عشاء رومانسي يعلم أنه حل سيرضيها، النساء ترضى باللفتات الصغيرة، وتظنها خطوة أولى في طريق الإصلاح، ولكن احتياجات هشام لا تنتهي، لتتحول تلك الفتاة المليئة بالبهجة إلى فتاة دائمة البكاء، حاصرتها الأمراض، وانتابها دائمًا شعور بالحزن والعجز، أغلقت أمامها أبواب الأمل، برغم أن أبواب الحياة كانت مفتوحة أمامها.

3

كان لمنى بطلًا هو ''عبد الحليم'' ذلك الحبيب الذي واجهته على شاشة السينما عندما سمعته يغني ''أهواك، وأتمنى لو أنساك'' الأغنية تتكرر طوال الفيلم، ومنى التي تشتري شرائط الكاسيت، لتسجل عليها لعبد الحليم فقط، تسجل بصوتها كيف ترتبط تلك الأغنية أو تلك بذكرى عاصرتها، وتبقى الأقرب لقلبها دائمًا ''أهواك'' عندما علمت بخبر وفاته، ارتدت الأسود.. عاملته منى على أنه حبيبها الأصلي، فقد احتاجت الفتاة الرقيقة أن تعيش الحب مع ذلك الحبيب الرومانسي الذي لم يوجد إلا في مخيلتها.

لم تعد منى رومانسية تشترى منى وردًا للسفرة، تحاول أن تلفت انتباه زوجها ولكنه يوبخها، تكره الورد! دون أن يقول لك الفيلم ذلك، بل يحمل ذلك في تفصيله لا تكاد تذكر، عندما يحمل بائع الورد لهما باقة، وهي ترفض بثقة، وكأنها لم تحب الورد يومًا.

4

برغم قرار الرحيل، منى لم تستطع أن تأخذ القرار بشكل قاطع، هناك شيء ما يربطهما، هي لا تعرفه، ولكنني أعرفه، هو الخوف من التغيير، خوف الملامة، خوف المواجهة، والأهم الخوف من المجهول، منى لا تثق في حياتها القادمة برغم سوء حياتها الحالية، وتظن دائمًا أن العالم في طريقه للتحسن، ربما نهاية الفيلم هي أكثر ما قد برهن لي على أن انتظار أسوأ اللحظات للوصول للقرار هو ما قد يضرك، منى قد أخطأت عندما استمرت في علاقة تعلم أنها تأخذ من روحها، وكلما استمرت كلما زادت وطأة الرحيل.. كلما ظهر ما قد يربطك أكثر فأكثر، لا تكونوا مثل منى وتنتظروا النهايات التي قد تدمركما معًا .. واجهوا الحياة، واعلموا متى يتحتم عليكم الغياب.

5

 

 

إعلان

إعلان

إعلان