إعلان

إلى الأمان: الإرهاب.. بين الأمن الوطني والأمن العام

اللواء الدكتور محسن الفحام

إلى الأمان: الإرهاب.. بين الأمن الوطني والأمن العام

05:49 م السبت 21 مارس 2015

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

اللواء الدكتور - محسن الفحام:

أعلم ان هذا المقال قد يكون متخصص إلى حدما.. ولكنني قصدت منه أن أبعث رسالة أمل واطمئنان إلى مستقبل الأمن في ربوع الوطن.

أتابع بكل الأعجاب و التفاؤل ما يقوم به الوزير / مجدي عبد الغفار من إعادة صياغة ورؤية لبعض القطاعات الأمنية المختلفة بوزارة الداخلية والتي يأتي في مقدمتها بطبيعة الحال قطاعي الأمن الوطني والأمن العام واللذين اعتبرهما بمثابة المطرقة والسندان بالوزارة.

وكما توقعت فقد قام الوزير بإجراء حركة تنقلات سريعة فور توليه المسئولية تأكدت من خلالها أنه لم يكن بعيداً عن الأحداث ولا عن سير العمل والأداء في الوزارة، وأنه مازال على قناعته التي عهدناه عليها منذ أن كان مسؤولاً عن قطاع الأمن الوطني حيث كان يرى أن الأمن لا يمكن أن يستقيم إلا إذا تفاعلت جميع قطاعات الوزارة معاً لإنتاج منظومة أمنية متكاملة لا يتم فيها الانحياز إلى قطاع على حساب قطاع آخر، فالكل يعمل لحساب أمن ومصلحة البلاد... وكان أن أكد انه مازال يرى أن التنسيق بين قطاعي الأمن الوطني والأمن العام هو مفتاح النجاح والطريق إلى إحكام السيطرة الأمنية على كافة المواقع الهامة والمحافظات المختلفة وأيضاً على الشارع الذي كان مصدر توتر وقلق لما يحدث به من تجاوزات وجرائم فاقت حدود التصور في الآونة الأخير.. ناهيك عن تصاعد العمليات الإرهابية وأعمال التفجيرات الخسيسة التي وصلت إلى حد قيام الصبية من أبناء الشوارع الصغار بها مقابل مبالغ مالية زهيدة، وعند القبض عليهم لا يمكنهم الإرشاد عن الذين طلبوا منهم ذلك حيث أن الخلايا العنقودية للجماعات الإرهابية تؤدي بشكل كبير إلى صعوبة الوصول لرأس الأفعى داخل تلك الجماعات.

و قد جاء اختيار الوزير لكل من اللواء صلاح حجازي لتولى قيادة قطاع الأمن الوطن و اللواء / كمال الدالي لقطاع الأمن العام في محله تماماً فهما قيادتين لا يختلف أحد على كفاءتهما وإخلاصهما في العمل وأيضاً على قدرتهما في خلق أجواء من التعاون المثمر والبناء بين الضباط العاملين معهما لتحقيق أعلى المعدلات في الأداء الأمني المطلوب لتحقيق أمن واستقرار الوطن.

ولقد عملت مع اللواء / حجازي بالأمن الوطني قرابة 30 عاماً رأيت فيه رجلاً منظماً حاسماً له رؤية صائبة واضحة لا يميل إلى اتخاذ القرارات غير المدروسة فكل شيء عنده بمقدار محسوب ومحدد ولذلك كانت قراراته دائماً تأتي في وقتها وتحقق النتائج المرجوة منها دون زيادة أو نقصان.

وهو يؤمن دائماً ان الضربات الاستباقية هي خير وسيلة لتحقيق الأمن و هذا لن يتأتى إلا من خلال المعلومات.. ومن هنا فإنني اعتقد أن معركة اللواء / حجازي الأساسية سوف تكون في إعادة الثقة في قطاع الأمن الوطني سواء داخل من يعملون به من ضباط وأفراد أو بين هذا القطاع والشعب بعد أن أعيد هيكلته وأصبح قطاعا يهدف إلى تحقيق مصلحة أمن البلاد والعباد وليس مصلحة نظاماً بعينه.. ولا شك ان هذا الهدف سيكون له مردوداً إيجابياً في مجال تقاطر المعلومات التي سوف تؤدي بإذن الله إلى التوسع في توجيه تلك الضربات الأمنية للعناصر الإرهابية قبل قيامهم بأعمالهم الجبانة... وما أن تولى حجازي المسئولية في هذا القطاع حتى قام بدوره بإجراء بعض التنقلات الإيجابية للإدارات الجغرافية والنوعية الهامة مثل القاهرة والجيزة والقليوبية حيث أتى على رأس تلك الإدارات قيادات أمنية مخلصة مشهوداً لها بالكفاءة والقدرة على الإدارة الناجحة واتخاذ القرارات الحاسمة في وقتها المطلوب وانني على يقين أن بصماتهم سوف تظهر في إدارة مواقعهم في أسرع وقت وبأعلى درجات الأداء والوعي والنجاح بإذن الله.

ثم يأتي اللواء / كمال الدالي وهو ابن دفعتي وتشرفت بزمالتي معه اثناء الدراسة لمدة أربعة سنوات كان فيها مثال الطالب المثالي في كل تصرفاته وأعماله وكان منتظماً ومنضبطاً - منذ أول لحظة التحق فيها بكلية الشرطة... منبع الأبطال والشهداء - ومما يؤكد ذلك ما حققه من نجاحات منذ أن كان مديراً لمباحث الجيزة ثم مديراً لأمنها حيث تحمل مالم يتحمله بشر ابان حكم الإخوان وسيطرة السلفيين وأنصار حازم أبو إسماعيل على العديد من مناطق الجيزة وكان الدالي لهم بالمرصاد وتمكنوا من ظلمه وإبعاده من موقعه اثناء حكم الإخواني محمد مرسي البغيض ولكن سرعان ما عاد مرة أخرى بعد انقشاع الغمة عن الأمة وتولى أمن الجيزة فكان نعم القائد لهذه الحافظة الكبيرة المترامية الأطراف.

لقد كان لنجاح المنظومة الأمنية المتبادلة بين قطاعي الأمن الوطني والعام أكبر الأثر في تحقيق أعلى معدلات الأداء الأمني والتأميني للمؤتمر الاقتصادي بمدينة شرم الشيخ والذي حاول العابثون المغيبون إفساده وإفشاله بعمليات تفجيرية هنا وهناك ولكنها لم تؤتي ثمارها وحقق المؤتمر أهدافه وأرسل برقية سلام وأمان للعالم أجمع تفيد أن مصر بدأت تستعيد عافيتها الأمنية وبدأت تحقق اهدافها السياسية والاقتصادية والثقافية لرفاهية البلاد وأن ثورة يونيو حققت معظم أهدافها الشعبية وأنها أبداً لم تكن انقلاباً عسكرياً، وأن السياح والمستثمرين سوف يجدوا دولة تنعم بالاستقرار و الأمان الذين هم عماد أي مشاريع اقتصادية أو سياحية فرأس المال دائماً يبحث عن المناخ الأمني ليحقق فيه أهدافه المشروعة... وبطبيعة الحال فإنني لا انتقص من قدر باقي القطاعات في وزارة الداخلية فهذا قطاع الأمن المركزي قد حقق أعلى أداء في سيطرته على مقدرات الأمور بمدينة شرم الشيخ سواء داخلها أو حولها اثناء انعقاد المؤتمر الاقتصادي ثم تأتي نجاحات قطاعات الشرطة المتخصصة والمرور والمنافذ... إلخ.. لتعلن عن نفسها كل في موقعه واختصاصه.

نعم هناك منظومة أمنية متناغمة يقودها باقتدار الوزير / مجدي عبد الغفار الذي اتمنى كما يتمنى له كل مصري مخلص شريف النجاح في مهمته الصعبة التي اسندت إليه.. وهو و رجاله أهل لها بإذن الله.

كلمة أخيرة اقولها للأعلام اتركوا هذا الرجل يعمل في صمت و هدوء و اجعلوا النتائح التي يحققها هي التي تعلن عنه فهو لا يميل إلي الكلام الكثير و لا إلى التشوهات و التصريحات الاعلامية الرنانة فهو يعرف ما يجب ان يفعل و مايتمنى أن يحققه من نتائج دون صخب او ضجيج... فهو من ينطبق عليهم القول المعروف: أفعال... لا أقوال... وتحيا مصر.

 

إعلان

إعلان

إعلان