إعلان

صبري سراج يكتب: هتحرق هنحرق.. حكومات ''سلام يا صاحبي''

الكاتب صبري سراج

صبري سراج يكتب: هتحرق هنحرق.. حكومات ''سلام يا صاحبي''

04:14 م الأربعاء 04 فبراير 2015

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

بقلم - صبري سراج

ملأ خبر وفيديو إعدام الطيار المقاتل الأردني معاذ الكساسبة على أيدي تنظيم الدولة الإسلامية ''داعش'' السمع والأبصار، وأثار حفيظة ومشاعر كل إنسان عربي، وجاءت ردود الفعل الرسمية ربما مطابقة لنظيرتها الشعبية في الشوارع وعلى مواقع التواصل.

ردود الفعل من الدول المتعاطفة والجامعة العربية – ولا مؤاخذة - جاءت مطابقة للكتاب: شجب وإدانة وتنديد، في حين أن المفاجأة - اللي هي مش مفاجأة خالص - جاءت في رد فعل المملكة الأردنية التي قررت فجأة تنفيذ حكم الإعدام في متهمين بالإرهاب معتقلين لديها، ردًا على إعدام الطيار الشاب حرقًا.

السلطات الأردنية أعدمت فجر، اليوم الأربعاء، العراقيين ساجدة الريشاوي وزياد الكربولي، شنقًا بناء على حكمين قضائيين صدرا بحقهما العامين 2006 و2007، – من 8 و 9 سنين يا مؤمن - بتهم التآمر بقصد القيام بأعمال إرهابية والانتماء لتنظيمات غير مشروعة ، وطبعا كلنا يعرف أن ''داعش'' كان طالب الأردن بإطلاق الريشاوي مقابل رهينة ياباني، قبل أن تقوم المملكة بإعدامها والكربولي ردًا على قتل الكساسبة.

العجيب - الذي ليس عجيبًا حقيقةً - هو رد فعل السلطات الأردنية الطفولي - فلا أفهم كيف لدولة تعتقل إرهابيين وتحكم عليهما بالإعدام قبل ثمانية أو تسعة أعوام وترجئ تنفيذ فيهما الحكم لأسباب لا أعلمها، ثم تقوم فجأة بإعدامهما ردًا على قتل تنظيم إرهابي لطيار مقاتل؟!.

ردة فعل الأردن جاءت طفولية إلى حد بعيد، سينمائية تشبه انتقام مرزوق من عصابة الكينج التي قتلت صديقه بركات، غير أن الفارق بين دولة مؤسسات ومجرم ينتقم من مجرمين جدًا بعيد!.. وأخشى حقًا أن تكتفي الأردن بإعدام الثنائي العراقي كرد فعل لما فعله ''داعش'' أو أن تتخيل عمّان أن إعدامهما يفرق مع ''داعش'' أصلاً.

في بلادنا العربية لا تجيد حكوماتنا سوى بيانات الشجب والإدانة والتنديد، ولا يجيد الساسة سوى مصطلحات الثأر والضرب بيد من حديد، والتصدي للإرهاب، وجُمل من عينة ''سنهزم الإرهاب، ولن نسمح''، أما كيف يحدث كل هذا فأشك أن من بيننا من يجيد حقًا تنفيذ ما يطلقه فمه، فنحن شعوب حنجورية بالسليقة - بنقول كفاية بصوت يوسف شعبان، متواكلين بطبيعتنا، تقوم مشروعاتنا ودولنا وأحلامنا على شخص واحد، الزعيم الذي لا تسير البلاد دونه، سوبر مان الذي يفعل كل شيء، أو مرزوق الذي يستطيع الانتقام من الجميع.

لن أضيف جديدًا حين أقول أن التصدي الحقيقي للإرهاب يأتي لمواجهة فكر هذه الجماعات والتنظيمات التكفيرية أولاً، لكن المعركة حقًا تبدأ من مواجهة جمود الفكر والخطاب الديني لدى مؤسساتنا المتوافق عليها وأولها الأزهر الذي لم يكفر ''داعش'' رغم تكفير هذا التنظيم للجميع!.. المؤسسات الدينية في بلادنا في حاجة إلى مراجعة أفكارها الجامدة وخطابها المنتهية صلاحيته كي تستطيع إقناع مغني راب أو طالب تخرج في الجامعة الأميركية بأن ''داعش'' ليس الإسلام وأن الدم لم يكن يومًا طريقًا إلى الله والجنة.

*الحل الأمني وحده لا يكفي.. والدليل: ''قالوا له''

المقال يعبر عن رأي كاتبه فقط ولا يعبر بالضرورة عن سياسة الموقع

للتواصل مع الكاتب.. اضغط هنا

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا

إعلان

إعلان

إعلان