إعلان

الملحدون.. حينما لا تشعر بالأمان

هاني سمير

الملحدون.. حينما لا تشعر بالأمان

04:17 م الخميس 15 مايو 2014

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

بقلم – هاني سمير:

واقع مرير يعيشه كل من لا يؤمن بالإسلام في مصر وتحديدا من لا ينتمى لطائفة السنة، ببساطة إن كنت مسيحيا فأنت مضطر لأن تسير مسافة تقارب 5 كيلو مترات وفي بعض المحافظات تتعدى 30 كيلو مترا لتصل لأقرب كنيسة له.

وإن أردت أن تبني كنيسة فإن الأمر يتطلب أن تحصل على قرار جمهوري لبنائها بعد أن تستوفي كل الموافقات الأمنية ''خاصة موافقة جهاز الأمن الوطني'' وربما ببساطة يقوم عدد من المسلمين بمنعك من البناء بحجة أنك تخالف القانون وأنهم ينفذون القانون بمنعك من البناء دون تصريح.

كثيرون من المسيحيين المصريين يلجأون لطرق ملتوية للحصول على حقهم في بناء مكان يمارسون في طقوسهم ويتعبدون فيه لله، منهم من يقوم بإصدار تصريح لبناء منزل خدمات ككنسية ثم يحوله لكنيسة، وهو الأمر الذي تسبب في كارثة كبيرة راح ضحيتها الكثيرين، وهذا بخلاف مشكلات الأحوال الشخصية والعائدين للمسيحية ممن أشهروا إسلامهم ثم أرادوا العودة للمسيحية.

أما إن كنت شيعيا فنصيحة لا تفصح عن ذلك وصلٍ في المساجد السنية لأنك إن أفصحت لمن هم من غير أهل الثقة ستكون مطاردا وربما يتم قتلك مثلما حدث لخمسة من الشيعة المصريين في منطقة ''أبوالنمرس'' في محافظة الجيزة.

ونصل للفئة الأكثر ملاحقة في مصر ''الملحدون'' ، هم وإن كانوا لا يطالبون ببناء دور عبادة لأنهم لا يتعبدون وإن كانت مطالبهم متمثلة فقط في تركهم يعيشون في أمان وهدوء دون مضايقات، إلا أن ذلك أصبح صعب المنال بدليل ثلاث وقائع حدثت، الأولى بتصريح لمدير أمن الاسكندرية يتوعد فيها بملاحقة عدد من الشبان الملحدين، وثانيتها: قرار وزير التربية والتعليم إحالة أمين مكتبة مدرسة إلى النيابة العامة والإدارية لأنه ملحد وينشر فكره المخالف للمجتمع المصري بين التلاميذ.

الواقعة الثالثة كانت أكثر قسوة حينما قامت إعلامية تدعي ريهام سعيد تقدم برنامج خيري ''صبايا الخير'' باستضافة طبيبة ملحدة أعلنت عدم إيمانها بالإسلام أو المسيحية أو أي ديانة، ما كان من مقدمة البرنامج سوى طردها بشكل مهين من الاستديو فقط.

كل تلك مجرد قشور لمشكلات متجذرة في الشعب المصري الذي عانى التجريف الفكري والثقافي وإهمال التعليم خلال 30 عاما مضت خلال حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك.

للتواصل مع الكاتب

E.mail : mcnhsamir@gmail.com

المقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن رأي الموقع.

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا

إعلان

إعلان

إعلان