إعلان

أعطني أجرة الزنا.. !

أعطني أجرة الزنا.. !

04:22 م الأحد 04 أغسطس 2013

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

بقلم - محمد مصطفى:

جلس بين تلاميذه ليُلقي عليهم درس العلم.. فإذا بامرأة تدخل عليهم: '' يا إمام , أزانى بالليل خطيب بالنهار''، فما كان منه إلا أن رد: ''يا جارية , كم حسابك؟''، هنا جاءهم نبأ احتراق منزل السيدة فهرع الجميع إلى بيتها، واستطاع الإمام إنقاذ أبنائها من الموت المحقق، فلم تستطع السيدة أن تُخفي ما وراء اتهامها: ''(إن اليهود هم من سلطوني لأفعل هذا حتى تهتز صورتك وسط تلاميذك''.

تعجب التلاميذ ونظروا لمعلمهم وإمامهم: ''لماذا لم ترد التهمة عنك؟''، فأجاب قائلاً: ''لو رددتها لانقسمتم فريقين، فريقا يصدقني وفريقا يكذبني، فكان اختياره وأد الفتنة ولو على نفسه... ذلك كان الإمام الشافعي.

ذلك الإيمان والثقة المطلقة بأن الله عادل، بأن الحق قادم لا محالة، بإعمال العقل، فكم ذكرنا الله ''أفلا تعقلون، أفلا تتدبرون''.

وبما أننا في زمن فقد الكثيرون عقولهم، اختاروا أن يحتكروا الحق لأنفسهم، ولا يقبل بالآخر تحت أي ظرف، معتبرًا وجهة نظره هي الحق المطلق، وهي جزء من كرامته إذا تراجع أو أعاد التفكير كأنما أُهينت كرامته، متناسين قول الإمام الشافعي ''قولي صحيح يحتمل الخطأ، وقول غيري خطأ يحتمل الصواب''.

أفضى منا الكثيرون أوقاتا حتى يهينوا الآخر بما فيه وليس فيه، فيرد الآخر ليدخلا في جدال سلبي لا يضيف، فيتشدد كلا لرأيه، ويجمع الأسباب والحجج الحقيق منها والواهي ليؤكد صدق قوله، متناسين الأهداف الحقيقية لشعب انتفض ليخرج للمطالبة بأبسط الحقوق فما كان منه إلا أن أصابته رصاصة مميتة تخترق جسده كل يوم.

الفجوة تتسع، واختار جميعونا، إلا القليلين، أن يكون الامرأة، ولم يفكر أحدا فينا أن يكون الشافعي، حتى أننا أصبحنا نتهم ونسب الشافعي فينا.

يا من ناديتم بأن يحكمنا شخص الفاروق عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، أكنت أنت أولا سعد بن أبي وقاص، أكنت خالد بن الوليد، أكنت على بن أبي طالب ليحكمك الفاروق.

يا من ناديت بأن تقيم دولة القانون.. ''أحترمت القانون؟''، يا من تذمرت لعدم نظافة شوارع بلادك.. ''أحاولت الحفاظ عليها؟''، يا من تقول الدم المصري كله حرام.. ''أفعلت مع من حولك ما يدرئ الفتنة ويحفظ الدماء أم استمريت في شيطنة الآخر ووصفة بما يسئ له؟''

سببنا الفلول ومحبي مبارك، فسببنا الليبراليين والعلمانيين واليسارين ثم سببنا ذات التوجه الإسلامي، حتى أصبحنا شتامين فيما بيننا.

الدستور صوت به المصريون ولم يقرأوه، فمن كان مؤيدا منذ الإعلان الدستوري في نوفمبر أعطى صوته بنعم، ومن كان معارضا فأعطى صوته بلا أو قاطع، والآن ستنعكس زاوية الفكر إذا تم عرض الدستور للاستفتاء الشعبي بعد تعديله، فمن عارض 30 يونيو سيتجه للتصويت بلا أو سيقاطع، ومن أيد سيتجه للتصويت بنعم، وهكذا في كل أمور حياتنا.

نحن لا نعطي الفرصة لأنفسنا ولا لغيرنا، (تدافع عن أفكار هاجمتها قبلا، وغيرك يهاجم أفكار دافع عنها قبلا)، نتجه لاتهام الآخر بالزنا ونحن نزني يوميا حقا، نطالب بحقنا في بلادنا، في الوقت الذي نقترف يوميا حماقات بحق بلادنا.

وأختم: إذا أخذك فكرك لأن تطبق قصة الإمام مع الجارية، على المضاد لك في الرأي، فأنت إذًا اخترت أن تكون الامرأة وليس الشافعي، يا ليتك بيننا يا شافعي.

هذا المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس رأي الموقع

للتواصل مع الكاتب

mohamedmostafa87@hotmail.com

مقالات أخرى للكاتب

ماذا لو لم يستجب المصريون للنزول يوم الجمعة؟

إعلان

إعلان

إعلان