إعلان

الرئيس الذي قضت عليه شرعيته

الرئيس الذي قضت عليه شرعيته

10:33 ص الأربعاء 03 يوليه 2013

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

بقلم – هاني ضوَّه :

سيذكر التاريخ المصري، أن محمد مرسي العياط، أول رئيس مدني منتخب أسقطته شرعيته .. فما قاله مرسي بالأمس في خطابه الذي تحدى به جمهور شعبه وجيشه أقل ما يقال عنه أنه انتحار سياسي له ولجماعته.

خطاب مرسي بالأمس، بدى كأنه موجه إلى دول الخارج وأنصاره في الداخل، وأكد بما لا يدع مجالًا للشك أنه بعيد كثيرًا عن الواقع، ولا يزال يرى أن ما يحدث في مصر مؤامرة كبرى يديرها فلول النظام السابق و الـ 33 عائلة الفاسدة، وهو ما يعني أنه لا يوجد معارضة حقيقية في الشارع.

كلمة ''الشرعية'' التي ذكرها مرسي في خطابه 198 مرة مؤكدًا على تمسكه بها، قضت عليه سياسيًا لدى معارضيه ولدى العديد من مؤسسات الدولة التي ناصبها العداء، وكانت هي ''شعرة معاوية'' التي قطعها مرسي بعناده، وتكرار كلمة الشرعية بهذا الشكل بحسب علم تحليل المضمون يعني أن هذا هو الهاجس وهو القوة الوحيدة التي يحاول مرسي الاستناد إليها.

لقد ذكرني مرسي عندما قال أن الشعب اختاره وهو من اختار الدستور الذي كلفه الإلتزم بهذه الشرعية وأنه ليس لديه خيار أن يتخلى عن المسئولية، بالقذافي عندما طلب منه شعبه التخلي عن السلطة بأن الشعب هو الذي يحكم وليس هو وبالتالي فإنه لا يملك أن يترك الحكم لأنه لا يحكم.

الآن مرسي يحدثنا عن الشرعية التي تمسك بشكلها دون جورها، وأنها من حقه ونسى أو تناسى أنه أول من ضرب بالشرعية عرض الحائط عندما تعدى على الدستور الذي أقسم مرارًا على احترامه بأن أصدر إعلانًا دكتاتوريًا لتحصين قراراته وليسيكر على كافة السلطات في الدولة وهو الذي وعد بالفصل بين السلطات.

لقد نسى مرسي أو تناسى أنه لم يلتزم بمكونات الشرعية، والتي كانت تلزمه باحترام وعوده التي قطعها على نفسه خلال حملته الانتخابية من إعادة تشكيل اللجنة التأسيسية للدستور، وأنه لن يصدر الدستور إلا بعد أن يتم التوافق عليه، وبرنامجه الانتخابي المتمثل في مشروع النهضة المزيف الذي انحدر بمصر إلى الحضيض.

ألمح مرسي في خطابه إلى العنف، ولم ينظر من المسئول عنه وأنه أحد المسئولين عن حماية المتظاهرين ضد العنف وأن تخاذله عن حمايتهم جريمة، وهي نفس التهمة التي يحاكم بها المخلوع مبارك.

ثم عن أي شرعية يتحدث مرسي الذي أقسم على حماية سيادة البلاد، وقد قام عصام الحداد مساعده للشؤون الخارجية وعضو مكتب الإرشاد بالإستغاثة بالغرب لإدخال قوات دولية إلى مصر لحماية مرسي، ويطالبهم بفرض حصار اقتصادي على مصر حال سقوط مرسي، وهو ما أثار استياء العديد من الدبلوماسيين في سفارات مصر بالخارج وهددوا بالاستقالة.

مرسي انتحر سياسيًا بالأمس هو وجماعته وأغلق الباب أمام حلًا سياسيًا.. فالشرعية لا معنى لا دون رضاء الناس، وأعتقد أن مرسي سيترك العنف في الشارع ليكون بمثابة قوة ابتزاز سياسي يضغط بها.

الشرعية يا سيادة الرئيس هي إرادة الشعب .. الشرعية هي الوفاء بالوعد والقسم .. الشرعية هي شرعية الأغلبية وهم الذين خرجوا في شوارع مصر بشكل مذهل في تظاهرات وصفت في الداخل والخارج بأنها أكبر مظاهرات في التاريخ، غير ذلك لا تكون شرعية.

يا سيادة الرئيس احقن دماء شعبك ولا تظلم، فقد كان الخليفة العادل عمر بن الخطاب شعاره ''خير لي أن أعزل كل يوم واليًا من أن أُبْقي ظالمًا ساعة نهار''، ولا تنسى قوله: ''لو تعثرت بغلة في العراق لحوسب عليها عمر فإن تبديل الراعي أيسر من تبديل الرعية''، وراجع التاريخ لترى كيف تنازل الإمام الحسن بن علي خامس الخلفاء الراشدين عن الخلافة لمعاوية حقنًا للدماء رغم كونة إمامًا شرعيًا وله البيعة، ولكنه يعلم حرمة الدماء وتذكر كلام جده صلى الله عليه وآله وسلم عندما قال :'' إن ابني هذا سيد وسيصلح الله به بين فئتين من المسلمين''، فأمر أنصارك بحقن الدماء.

وأخيرًا إلى أنصار مرسي أنتم تنادون بتطبيق الشريعة، وتهتفون في ميدان رابعة العدوية ''نقتل واحد نقتل 100 مش هنسلمها لبلطجية'' ونسيتم أن الشريعة من مقاصدها حفظ الأرواح والدين والمال والعرض والنسل.. فماذا حفظتم منها لتطالبوا بتطبيق الشريعة.. فأنتم مثال سئ للإسلام والمسلمين.

المقال يعبر عن رأي الكاتب ولا يعبر بالضرورة عن رأي الموقع.

للتواصل مع الكاتب:

hani_dawah@hotmail.com

إعلان

إعلان

إعلان