إعلان

المتأسلمون فى القرآن الكريم!

المتأسلمون فى القرآن الكريم!

09:29 م الإثنين 03 يونيو 2013

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

بقلم- سليمان الحكيم :

من بين كل المشتغلين بالسياسة، لن تجد من هو أكثر صلفاً واستعلاء من الذين قالوا إنا إخوان ومسلمون. 
  
ومن بين كل الذين تطالع وجوههم عبر شاشات الفضائيات أو على صفحات الجرائد، لن تجد أكثر كذباً وأفظع إفكاً من أولئك المدعين. 
  
أين هؤلاء إذن من القرآن وسماحته، وأين هم من الرسول ومكارم الأخلاق التى بعث إلينا مبشراً بها وداعياً للتمسك بأهدابها؟ 
  
يقول تعالى فى محكم آياته «لو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك». ولعل ما نراه اليوم من الامتعاض السائد بين جمهور المسلمين تجاه أولئك الذين يزعمون تمثيل الإسلام والدعوة إلى شريعته ليس إلا مردوداً تلقائياً لما يظهرونه من فظاظة فى القول وغلظة فى القلب، حتى إن رئيسهم لا يجد غضاضة فى الاعتراف على الملأ «بأن جلودنا تخينة»! هل يمكن لإنسان مهما بلغ من بلادة الحس وسقامة الذوق أن يشعر بأى قدر من المودة تجاه أناس يفاخرون- دون استحياء- بسماكة الجلد وبلادة الحس؟! يقول المولى فى محكم آياته «وقولوا للناس حسنا».. ولم يأمرنا الله بأن نقول حسنا للمسلمين فقط أو للمؤمنين خاصة بل أمرنا سبحانه بأن يكون قولنا الحسن «للناس» على اختلاف عقائدهم وألوانهم فما بالنا بهؤلاء وقد خصوا المسلمين من بنى البشر بالقول سباً وقذفاً ورميهم بالفسق. والخوض فى أعراضهم. ونعتهم بأقذع الصفات والتهم؟! 
  
اسمعوا ماذا يقولون فى الفضائيات المسماة زوراً بالإسلامية واقرأوا ماذا يكتبون فى بريدهم رداً على منتقدى سياستهم أو المخالفين لهم فى الرأى. لقد أشاعوا الكفر والتفسيق بين المسلمين ليخرجوا الناس من دين الله أفواجاً ليصبح الإسلام دينهم خاصة من بين جميع بنى البشر خلافاً لقوله تعالى «هو أعلم بمن اتقى». «وهو أعلم بالمهتدين» وكأنهم ينازعون الله فى الحكم على الناس إيماناً وكفراً. 
  
وإذا قال الله فى قرآنه المجيد «فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى» قالوا لنا إنهم هم المتقون وحدهم ومن عداهم ليس كذلك، فيزكون أنفسهم على الله وعلى الناس أجمعين خلافاً لقوله تعالى! 
  
وإذا قال الله تعالى فى قرآنه المجيد «قل لا تمنوا علىَّ إسلامكم بل الله يمن عليكم أن هداكم للإيمان إن كنتم صادقين» وجدناهم يمنون علينا وعلى الرسول ومن اتبع دينه من المسلمين مدعين أنهم هم «الإخوان المسلمون» ومن خالفهم فليسوا إخواناً وليسوا مسلمين! 
  
إنهم يرون فى أنفسهم الأحق بالحكم لأنهم المسلمون.. والأحق بالتميز لأنهم المؤمنون والأحق بالسلطة والسلطان لأنهم ظل الله على الأرض! 
  
هكذا خالفوا القرآن وضربوا بآياته عرض الحائط سعياً لدنيا يصيبون منها فبئس ما كانوا يبتغون!

إعلان