إعلان

مقال - فلول 25يناير!

مقال - فلول 25يناير!

11:38 ص الثلاثاء 22 أكتوبر 2013

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

بقلم ـ حسن الهتهوتي:

''استنوا بس المظاهرات تخلص والدنيا تهدى.. هنلمهم كلهم حتى لو هنبني سجون جديدة''.. هي كلمات قالها لنا ضابط بجهاز أمن الدولة، حينما كنت مكلفا بتغطية أحداث ثورة 25يناير بمحافظتي ''أسيوط''، وكان الضابط يقف على مقربة من المظاهرات، ضمن قوات كانت تسير بجوارها.

كلمات ضابط أمن الدولة ـ الذي يعمل حاليا بمديرية أمن أسيوط ـ كانت موجهة للصحفيين، في الأيام الأولى للثورة، وكان يظن أنها مجرد انتفاضة، وستنتهي سريعًا، لكن حدث وأن أصبحت ثورة، أطاحت بجهازه ونظام ظن أنه سيظل للأبد، ولم يتمكن الضابط من الانتقام، واقتياد من تظاهروا إلى السجون، بل منهم من ذهب إلى سُدة الحكم.

ثار الشعب.. رحل النظام.. وحكم المجلس العسكري.. ثم عاد إلى ثكناته.. وأتى الإخوان، وحكم مرسي، فوقف الجميع صفًا واحدًا، ضد عودة نظام مبارك متمثلا في ''الفريق أحمد شفيق''، لكن، لم تستثمر الجماعة وقفة أطياف الشعب بجانبهم، وأصابهم الغرور، فبدأت قوى الثورة في التفكك، ورفض الإخوان سماع التحذيرات بأن ''الثورة تعود للخلف'' واعتبروها دعاية مضادة ''من كفرة وعلمانيين''، بل وكانت لهم مواقف ضد من ناصروهم بالأمس، فانقلب الحال، واستغل قادة ''الثورة المضادة'' ما اقترفته أيدي جماعة الإخوان المسلمين بحق الثورة والوطن معا، وحاولوا تصدر المشهد مرة أخرى بدعوى أن لديهم علاجا لجراح الشعب التي لم تندمل بعد، تحت ما يسمى بـ''ثورة 30 يونيو''، وكأن ما جرى في 25 يناير ليس بثورة على الإطلاق.. وبدأوا يشنوا حربهم الضروس على 25 يناير.

تذكرت كلمات ضابط أمن الدولة عندما دار نقاش بيني وبين صديق بوزارة الداخلية، عما جرى في رابعة والنهضة، وميادين مصر، وقال لي ''إن ما يحدث انتقام من الشرطة لمن شاركوا في ثورة يناير''.. تذكرتها وتذكرت كلمات ضابط آخر، كان موجهًا كلامه للإخوان ''عيدنا رجع لينا يا...'' ويقصد يوم 25يناير، ثم ثالث يتساءل ''لماذا حدثت الثورات في الدول العربية التي رفضت وضع قواعد عسكرية أمريكية على أراضيها.. ولم تحدث في الدول التي وافقت على ذلك''.

اتذكر كلمات ضابط أمن الدولة كل يوم، في كل واقعة يُضبط فيها شخصًا بتهم تُثير السخرية، فأحدهم ''يحمل صورا لمظاهرات على هاتفه''.. والآخر ''كان يحمل شعارات مؤيدة لفصيل سياسي''.. وثالث ''يكتب عبارات مسيئة لقيادات''.. ورابع ''أنشأ صفحة على فيسبوك ضد النظام'' وخامس ''يطبع تي شيرتات عليها علامة رابعة''.. تذكرتها عندما علمت بضبط الناشط السياسي صلاح الدين أيمن، ابن محافظة أسيوط، أحد ثوار 25يناير، بعد أن تتبعه الأمن في أحد شوارع المدينة، ثم اتهامه بأنه كان مشاركًا في مظاهرة لأنصار مرسي!!.

''صلاح'' كان بالأمس ضمن ثوار يناير، اعتقلوه أمامي يوم 26يناير بمنطقة المجذوب، بمدينة أسيوط، وتم الاعتداء عليهم بوحشية ـ وكان بينهم سيدات ـ وبعد أيام داخل معسكر قوات الأمن، عاد ليواصل المسيرة مع رفاقه، ونجحت الثورة، فوجدته بصحبتهم في الشارع.. حملات نظافة.. توعية.. وغيرها، ومنذ أشهر كان ضمن حملة لحذف عبارات ''الفتنة'' التي كتبها مجهولون على كنائس أسيوط.. واليوم ''صلاح في الزنزانة!!''.

عفوا أيها الضابط، يا من توعدت بالأمس.. ظننت أنك خسرت، لكنك كسبت بأيدينا.. بصراعنا على السلطة.. بكبرياء أصابنا.. نجحتم في أن تُعيدوا الأمور لما كانت عليه.. وأصبحت ثورة يناير ''فوضى''.. وثوارها ''فلول''.

الآراء الواردة في رأي الكاتب لا تعبر عن رأي الموقع.

للتواصل مع الكاتب:

https://www.facebook.com/hatehoti2

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة..للاشتراك... اضغط هنا

إعلان

إعلان

إعلان