​تعني هلاك البشر.. ما لا تعرفه عن الكويكبات والتحذير من اصطدامها بالأرض

كتب- يوسف عفيفي:

كشف الدكتور أشرف تادرس، أستاذ الفيزياء الفلكية بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية ورئيس قسم الفلك الأسبق، تفاصيل ظاهرة الكويكبات التي ترددت مؤخرا بشكل كثير، وحقيقة اصطدام كويكب بحجم ساعة بيج بن بكوكب الأرض.

جاء ذلك عقب تحذيرات وكالة الفضاء الأميركية "ناسا" عدة مرات من اصطدام كويكب ضخم بمدار الأرض، ما جعل المواطنين يتساءلون عن مفهوم هذه الكويكبات التي يسمعون عنها من حين لآخر، وتحذرنا منها وكالة ناسا للفضاء وأنها ستصطدم بالأرض وتهلك البشر؟؟.

وقال تادرس في تصريحات لمصراوي، إن الكويكبات (هي نوع من الأحجار الناتجة من بقايا تكون النظام الشمسي، عددها لا يحصى ولا يعد، ولها أحجام وكتل وسرعات متفاوتة، فتتراوح أحجامها من حجم الحصى الصغيرة الموجود في الشوارع إلى حجم الأبنية والجبال والمدن، وكلها تسير في مدارات لا تتعداها ولا يمكن الإفلات منها بسبب سرعتها، لذلك نقول أن هذه الكويكبات تسير في مداراتها كما تسير القطارات على قضبان السكك الحديدية، وما خرج منها فهو قليل ونادر جدا.

وتابع: إن كل ما يقال من تحذيرات هو تقديرات أولية من بعض العلماء حول كتلة الكويكب وحجمه وسرعته، فيقال مثلا: أن هذا الكويكب بحجم ملعب كرة أو ذاك بحجم برج خليفة أو جبل إفرست، إلى آخره.. هم يقدرون مدى الدمار الذي يسببه كويكب بهذا الحجم والكتلة وهذه السرعة إذا (لا قدر الله) اصطدم بالأرض! فيقولون مثلا: أن اصطدام هذا الكويكب يسبب انفجار تبلغ قوته كذا طن من مادة TNT أو كذا X مرة من قنبلة هيروشيما وهكذا..".

ووجه تادرس رسائل إلى المواطنين مفادها:

- لا تخاف أو تضطرب من هذه البيانات، لأن مسافات تلك الكويكبات عند مرورها بأقرب نقطة للأرض غالبا تكون أطول من المسافة القمرية (أي المسافة بين الأرض والقمر)، فنقول مثلا أن هذا الكويكب على بعد 5 مسافات قمرية أو ذاك على بعد 9 مسافات قمرية وهكذا.. وهي مسافات تقدر بملايين الكيلو مترات لذلك فهي آمنة جدا.

- إذا كانت المسافة أقل قليلا من المسافة القمرية فيجب أن نأخذ في الاعتبار كتلة الكويكب نفسه فهي ضئيلة جدا مقارنة بكتلة القمر.. فإذا كان القمر (وهو بحجم ربع الكرة الأرضية وكتلته عظيمة جدا بالنسبة لأي كويكب) يقع على مسافة 385 ألف كيلومتر فقط من الأرض، ومع ذلك نجد القمر كائنا في مداره منذ مليارات السنين.. فهذا دليل قوي على أن مثل هذه الكويكبات سيمر مرور الكرام وإلا كان القمر بالأحرى قد سقط على الأرض منذ البداية!.

- صنفت ناسا أكثر من 1500 كويكب من نوع أبوللو، وهو النوع الأكثر خطورة والتي لها مدارات قريبة جدا من الأرض، ويزيد قطرها عن 150 متر، ولكن ليس منها كويكبات معلومة في مسار تصادمي مع الأرض في الوقت الراهن.

- يعمل كوكب المشتري أكبر كواكب المجموعة الشمسية كمصيدة لهذه الكويكبات فتسقط عليه وبذلك يحمي الأرض منها ضمنا، وهي من نعم الله على البشر.

- هناك آلاف الأحجار الصغيرة التي تسقط على الأرض يوميا ليلا ونهارا وتحترق تماما في الغلاف الجوي بفعل الاحتكاك ولكننا لا نراها سوى ليلا فقط في صورة شهب، وما زاد حجمه عن ذلك يتفتت وما يتبقى منها يصل إلى الأرض في صورة نيازك.

- أكثر من 70% من مساحة الكرة الأرضية بحارا ومحيطات، كما يوجد باليابسة مساحات شاسعة من الصحاري والغابات وعلى ذلك فمن حكمة القدير أن يسقط معظم هذه النيازك في المحيطات والبحار والصحاري والغابات.. فشكرا لله.

من ناحيته، قال الدكتور أشرف شاكر رئيس قسم الفلك بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، إن الأخبار المتداولة بشأن الاصطدام خاطئة، لأنه ليس على بُعد واحد ونصف ميل لأنه على مسافة آمنة والأرض تحسب الأجسام التي يمكن أن تصطدم بالكوكب وهي أشياء بسيطة حتى عام 2030.

وتابع:"كما تلاحظ في الأخبار المتداولة بأن الكويكب يبعد عن الأرض بنحو 7 أضعاف المسافة بين الأرض والقمر ويبعد القمر 238,855 ميلا (384,399 كم) فقط للمقارنة.. فكيف تكون الصخرة على بعد 1.8 ميل فقط، وأن تكون 1800 ميل، وليس 1.8 كما هو متداول".

وأشار شاكر في تصريح لمصراوي، إلى أن اقتراب الكويكبات والمذنبات ظاهرة طبيعية ممكن ينتج عنها بعض الشهب والنيازك ونادرا ما يحدث تدمير ناتجا عنها ولكن الفلكيين يرصدونه باستمرار حتى يستطيعوا معرفة مكوناتها الكيميائية واكتشاف الكون بصورة أحسن فقطعة النيزك الهابطة إلى الأرض ما هي إلا جزء من جسم سماوي قد يكون مصدره حافة المجموعة الشمسية وأتى إلى الأرض بدون أدنى مجهود حتى نستطيع دراستها.