إعلان

فشل أم تراجع أم حيلة؟ ماذا فعلت إثيوبيا في الملء الثاني لسد النهضة؟

10:30 ص الأحد 13 يونيو 2021

سد النهضة

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- أحمد مسعد ومحمد نصار:

الأسبوع الماضي أعلن وزير الري الإثيوبي فشل مراحل التخزين الثانية لسد النهضة، لكن بعدها بساعات نفى المتحدث الرسمي باسم الخارجية الإثيوبية تصريحات وزير الري، مؤكدًا أن أعمال بناء السد تسير كما ينبغي لها، ما يطرح تساؤلات حول هل فشلت إثيوبيا في الملء الثاني للسد أم أنها تراجعت، أم أنها ماضية في البناء في كل الأحوال؟

يقول الدكتور عباس شراقي، أستاذ جيولوجيا بجامعة القاهرة وخبير الموارد المائية، إن إثيوبيا فشلت في الملء الثاني ولم تتراجع، والدليل على ذلك أن هذا التأخير في الملء لم يكن الأول من نوعه، بل إن مراحل التأخير بدأت منذ 2014 وحتى الآن.

ونوه شراقي لـ"مصراوي"، إلى أن سد النهضة يعاني من مشكلات هندسية ونقص في التمويل المالي، مضيفًا أن أديس أبابا لم تستكمل مراحل التشغيل بواقع 27% فقط من المستهدف.

وأضاف خبير الموارد المائية، أن التأخير جاء في عدد البوابات وتقليص عدد التوربينات، لافتًا إلى أن المشروع يعاني من فساد مالي وفني، وفقًا لتصريحات آبي أحمد نفسه، وكان من المفترض تخزين 18 مليار متر مكعب، العام الماضي، لكن كل ما تم تخزينه 4.9 مليار متر مكعب، وهو ما لم تستفد منه بتوليد كهرباء.

وأشار شراقي إلى أن أي تحزين للمياه وراء السد يعد فرضًا للأمر الواقع على دولتي المصب، مضيفًا أن تحقيق 30% من نسبة الأعمال على مدار 7 أو 8 سنوات يعتبر قمة الفشل.

ومن ناحية أخرى، أكد الدكتور خالد أبو زيد، المدير الإقليمي للموارد المائية بمنظمة سيداري، أن تأجيل جدول أعمال بناء السد يشير إلى وجود معوقات كثيرة، موضحًا أن فشل الملء الثاني للسد وقتي فقط، والدليل أن إثيوبيا ستنفذ الملء في موسم الفيضان المقبل.

وأضاف أبو زيد في تصريح لـ"مصراوي" أن أي ملء ثانٍ أيًا كان حجمه يمثل اعتداء على حقوق مصر والسودان المائية، لافتًا إلى أن حالة تعلية منطقة الوسط في السد وتمرير المياه من الممكن اعتباره تراجعًا لتهدئة الأوضاع، أما في حالة إغلاق البوابات الأربع فهذا يعني بدء الملء واستمرار التخزين.

ولفت المدير الإقليمي، إلى ضرورة اللجوء إلى مجلس الأمن الدولي حال بدء الملء الثاني بشكل أحادي بعيدا عن محدودية الاتحاد الأفريقي.

وفي ذات السياق قال الدكتور ضياء القوصي، مستشار وزير الري الأسبق، إن المشروع كله فاشل من حيث النتائج العائدة منه على الشعب الإثيوبي، مع تعظيم كسر إرادة دولتي السودان ومصر، مشيرًا إلى أن المشروع سياسي بالدرجة الأولى وتأخير عمليات الملء يحدث نتيجة مشكلات فنية في الجانب الأيمن من السد.

وأضاف القوصي لـ"مصراوي"، أن جميع المعلومات عن السلامة الإنشائية والأمان لا يعرفها الإثيوبيون، لافتًا إلى أن السد تعرض أكثر من مرة لسقوط أجزاء أو تعطل حركة تركيب التوربينات.

وتابع مستشار وزير الري الأسبق، أن التكاتف بين القاهرة والخرطوم هو مفتاح حل الأزمة، مؤكدًا أن مصر تستطيع حماية حقوقها المائية.

بينما قال الدكتور أحمد المفتي، خبير التفاوض الدولي، إن تصريحات إثيوبيا بشأن عدم استطاعتها إنجاز الملء الثاني لسد النهضة إلا بمقدار يقل عن 2 مليار متر مكعب من المياه "لأسباب فنية"، حيلة لاستدراج مصر والسودان.

وأضاف المفتي، لمصراوي، أن الملء الثاني لسد النهضة ولو أقل من 2 مليار متر مكعب، بإرادة إثيوبيا المنفردة، تصرف غير قانوني، موضحا أن العودة إلى طاولة المفاوضات تكسبه الشرعية.

وأشار خبير التفاوض الدولي، إلى أنه: لو كانت إثيوبيا حسنة النية، لصرحت بأنها قد أوقفت الملء الثاني عند ذلك الحد، استجابة لطلب السودان ومصر، وإلى حين الوصول إلى اتفاق ملزم.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان