إعلان

رحلة علاج انتهت بكورونا.. مصراوي يتتبع خط سير مريضة المبرة بين 7 مستشفيات

08:06 م الخميس 09 أبريل 2020

المريضة تتلقى العلاج

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب – أحمد جمعة:

رسم - سحر عيسى:

في أسبوع واحد، أعلن مستشفى مبرة مصر القديمة ومعهد القلب القومي، إصابة ممرض في كليهما بفيروس كورونا المستجد، ونقلهما إلى مستشفى العزل لتلقي العلاج.

كان الرابط بين الإصابتين، مريضة بالقلب تنقلت لتلقي العلاج في رحلة ضمت عدّة مستشفيات خلال الفترة بين 28 مارس وحتى 5 أبريل الجاري.

يوم 28 مارس، ذهبت مريضة (84 عامًا) إلى مستشفى أحمد ماهر التعليمي بمنطقة السيدة زينب، إذ كانت تعاني من ارتفاع في ضغط الدم وبطئ في ضربات القلب. ناظرها اثنان من الأطباء وشخصا حالتها بحاجتها إلى منظم دائم لضربات القلب، وظلت عدّة ساعات في الاستقبال ثم جرى تحويلها إلى مستشفى آخر؛ نظرًا لعدم إجراء هذا النوع من الجراحات بالمستشفى.

يقول الدكتور أحمد عبدالعزيز، مدير مستشفى أحمد ماهر، لمصراوي: المريضة "لم تعاني حينها من أعراض ظاهرية، وحرارتها كانت طبيعية".

وأوضح مصدر طبي، أن المريضة ذهبت بسيارة إسعاف إلى مستشفى الدمرداش فلم تجد مكانًا، وتكرر الحال بمستشفى قصر العيني، لتتابع أسرتها مع غرفة الطوارئ بالوزارة والتي أبلغتهم بالتوجه إلى معهد القلب.

في اليوم التالي (29 مارس) جرى تحويل المريضة إلى معهد القلب القومي بإمبابة، وهو من أكبر وأهم مراكز القلب في مصر.

يقول مدير المعهد الدكتور محمد أسامة لمصراوي، إن المريضة دخلت إلى الاستقبال وهناك ناظرها أحد الأطباء مجددًا وشخصها وفق ما ذكر أطباء مستشفى أحمد ماهر. وفي ذات اليوم جرى تحويلها إلى مستشفى مبرة مصر القديمة الذي تُجرى داخله هذا النوع من التدخلات الجراحية، فلم يتوفر لها مكان داخل رعاية المعهد.

قال مصدر مسئول إن "هذا النوع من العمليات تُجرى في مستشفيات المؤسسة العلاجية التابعة للوزارة، ومن بينها مستشفى مبرة مصر القديمة".

في المساء، كانت المريضة في قسم الطوارئ بمبرة مصر القديمة، وبعد إنهاء إجراءات دخلوها تم نقلها إلى الرعاية "B"، وظلَّت هناك نحو يومين قبل تحديد موعد إجراء عملية تركيب جهاز منظم ضربات القلب. تعامل معها تمريض الرعاية لمتابعة حالتها الصحية وسحب عيناتها والنظر في التحاليل التقليدية وهو إجراء طبي متعارف عليه قبيل إجراء العمليات الجراحية، وفق ما ذكر مصدر طبي لمصراوي.

بعد ساعات من إجراء العملية الجراحية بنجاح، نُقلت المريضة إلى الرعاية "A"، واستمرت قرابة يومين، قبل أن تظهر بعض الأعراض عليها من بينها ارتفاع درجة الحرارة، ويقرر أحد الأطباء إجراء أشعة مقطعية، أرسلها لزملائه والذين أبلغوه بالاشتباه في إصابتها بكورونا، حسبما قالت ممرضة تعاملت مع المريضة بشكل مباشر.

أضافت: "الأشعة كانت وحشة، وتميل إلى اشتباه في كورونا". وتابعت "تعاملت معاها بدون ماسك لأننا معندناش واقيات شخصية كتير، سحبتلها عينة، وقربت أكتر من اللازم".

في 4 أبريل، استقر رأي الأطباء على أخذ مسحة من المريضة وحجزها في غرفة منفصلة، وإجراء عزل ذاتي لبعض العاملين من الفريق الطبي المخالطين لها بشكل مباشر وغير مباشر في أحد أدوار القسم الداخلي بما لا يقل عن 30 شخصًا؛ احترازياً لحين ظهور النتيجة.

مع صباح الأحد (5 أبريل) تلقت إدارة مستشفى المبرة إخطارًا بإيجابية عينة المريضة وتأكد إصابتها بفيروس كورونا بالفعل، ليجري التنسيق لنقلها إلى مستشفى حميات إمبابة، إذ من الضروري أن تُنقل الحالات الإيجابية لكورونا لأحد مستشفيات الحميات أو الصدر على مستوى الجمهورية بإجمالي 82 مستشفى، والتي خصصتها وزارة الصحة كنقاط وسيطة للفرز قبل نقل الحالات إلى أحد مستشفيات العزل على مستوى الجمهورية والتي بلغ عددها 12 مستشفى إلى الآن.

رئيسية - المريضة تتلقى العلاج (2)

وحتى كتابة هذا التقرير لم نتمكن من التواصل مع أهل السيدة المريضة. في الوقت الذي قال المصدر الطبي إنهم لم يتواجدوا وقت نقلها إلى مستشفى الحميات.

بالتزامن جرى مراجعة الملف الطبي كاملًا للسيدة الثمانينية، وإبلاغ مديرية الشئون الصحية بالقاهرة، وهيئة المستشفيات التعليمية (التي تضم مستشفى أحمد ماهر ومعهد القلب) بتفاصيل حالتها المرضية، وتاريخ مرورها بين المستشفيات، ومطالبتهم بتتبع المخالطين لها وإجراء العزل الذاتي على الفور.

ماذا حدث عقب ذلك؟

بينما كانت المريضة تستكمل مراحل إحالتها إلى مستشفى العجوزة للعزل، كان ممرضو مستشفى المبرة يطالبون الإدارة بإجراء مسحات لبيان مدى إصابتهم بالعدوى من عدمه. بعد ساعات من الاحتجاج وإرسال رسائل إلى وسائل الإعلام، أبلغهم مدير المستشفى هشام الفخراني في المساء بإجراء مسحات صباح الاثنين للفريق الطبي المخالط للمريضة.

وهذا ما حدث بالفعل، إذ تم سحب عينات لنحو 25 من الفريق الطبي بالمستشفى، تبيّن إيجابية عينة واحدة لممرضة كانت في العزل الذاتي بالقسم الداخلي، وكانت مخالطة بشكل مباشر للسيدة المسنة المصابة، وتم نقلها إلى مستشفى العزل بالعجوزة.

ولا تزال ممرضتان في عزل ذاتي بالمستشفى، وفق ما قال المصدر الطبي.

وفي مستشفى أحمد ماهر الذي يمثل المرحلة الأولى من رحلة المريضة، أوضح الدكتور أحمد عبدالعزيز أنه تم تطبيق العزل المنزلي على طبيبين تعاملا مع الحالة، وبعد ظهور أعراض برد على أحدهما تم سحب عينة لتحليلها وخرجت النتيجة سلبية، فيما لا تعاني الطبيبة الثانية من أي أعراض، ويستمران في العزل المنزلي حتى الآن.

أضاف عبدالعزيز: "عقمنا المستشفى، ونعقم باستمرار نظرا لاستقبال حالات اشتباه في إصابتها بكورونا". ولفت إلى اكتشاف إصابة واحدة بين الفريق الطبي يعمل في أحد المراكز الخارجية، وكان مخالطًا لبعض العاملين وانتهت فترة عزلهم دون اكتشاف إصابات بينهم.

أما في معهد القلب، فكان الوضع مختلفًا، فبعد إبلاغهم بتفاصيل حالة المريضة مجددًا، تم إجراء مسح لـ 16 من الفريق الطبي، وخرجت النتائج سلبية باستثناء ممرض واحد أثبت التحليل إيجابية عينته، وتم نقله إلى مستشفى العزل، وفق حديث الدكتور محمد أسامة.

رئيسية - المريضة تتلقى العلاج (3)

ويوم الأربعاء، تم عمل مسح للمخالطين للممرض المصاب بكورونا، وتحديد المخالطين المباشرين له وعددهم 24 شخصًا، وإجراء مسحات لهم وإعطائهم إجازة، وفي انتظار نتائجها. كما تم تعقيم الاستقبال (يوم الأربعاء) بشكل كامل، وتحويل العيادة الخارجية إلى قسم طوارئ لاستقبال الحالات الطارئة.

يقول مدير معهد القلب "كل ما هو في بروتوكول وزارة الصحة، والبروتوكولات العالمية تم تنفيذه في قضية السيدة المصابة والممرض".

ما مصدر كورونا؟

يقول مصدر مسئول بوزارة الصحة، لمصراوي، إنه حتى الآن لا يوجد يقين ثابت بمصدر إصابة المريضة أو فريق التمريض المصاب "من نقل العدوى لمن؟ لا نعرف حتى الآن".

* يتحفظ مصراوي على نشر بيانات المريضة أو الممرضين المصابين بكورونا أو الفريق الطبي الذي تعامل معها مباشرة.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان