إعلان

14 يومًا بـ"عزل الصداقة".. قصة الطبيب "فيكين" محارب كورونا في أسوان

12:32 ص الإثنين 06 أبريل 2020

الدكتور فيكين فيكتور

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث


كتب - أحمد جمعة:
بحلول منتصف مارس الماضي جرى إبلاغ الدكتور فيكين فيكتور، أخصائي الباطنة بمستشفي حميات أسوان، رفقة عدد آخر من الأطباء بضرورة الاستعداد للالتحاق بمستشفى الصداقة المخصص لعزل الحالات المُصابة بفيروس كورونا المستجد حال الاحتياج إلى ذلك، ضمن الدفعة الأولى من الأطباء.

مساء الجمعة (20 مارس)، هاتفه مدير مستشفى الحميات لطلبه بالتحرك والتواجد بمستشفى العزل الذي كان يستعد في تلك الأثناء لاستقبال فوج ضمّ 8 مصابين قادمين من الغردقة. لم يتردد واستجاب على الفور "مترددناش لحظة واعتبرناه شرف، خاصة أن مجموعة الأطباء مُختارة بعناية". وهناك واجه "فيكين" كورونا للمرة الأولى "أسوان لم يكن ظهر فيها حالات مُصابة بعد"، لتزيد الاحتياطات الوقائية في التعامل مع المرضى "دا شغلنا في الحميات، وكنا خدنا دورات على لبس الواقيات الشخصية بترتيب معيّن، وكل إجراء داخل المستشفى منذ استقبال المرضى ومتابعة حالتهم".

في المستشفى، لم يقتصر الأمر على فحص مصابي كورونا يوميا فحسب، بل الاستمرار في مطالعة الأبحاث العلمية بخصوص المرض "كنا داخلين وعارفين نتعامل إزاي مع المرضى، وقرأنا بروتوكول وزارة الصحة في العلاج، كما كما نقرأ الكثير من الأبحاث عالمياً"، لكن الأمور داخل مستشفى العزل لم تكن كما كان يتعامل فيكين منذ تخرجه في كلية الطب "مكناش بنِطلع خالص من المستشفى، الطبيب من غرفته لقسم الكشف، وممنوع الاختلاط أو التواجد ضمن مجموعة لعدم نقل العدوى".

2 (2)

شاهد فيكين داخل مستشفى العزل العديد من المواقف الصعبة، خاصة بالنظر إلى طبيعة المرض الجديد والخوف المصاحب للمصابين به "بنتعامل مع مصابين في حالة نفسية صعبة، وكله معتقد إنه هيموت أو وصمة عار"، لذا كان يتعامل "نفسياً" معهم بجانب الأمور الطبية، لتهدئة روعهم "كان لازم نهدأ نفسيتهم ونهزر مع المريض ونخفف عنه ونحاول نطمنه دائمًا بقرب تعافيه".

لكن الموقف الأصعب في نظره هو ذلك اليوم الذي كان المريض ينتظر نتيجة تحاليله "لما تكون إيجابي كان تحبطه وتحبطنا إحنا كمان، ومكناش نحاول نظهرله الإحباط دا خاصة إن أغلب المصابين من خارج أسوان"، وفي هذا اليوم كان يجري إعادة تأهيل المريض نفسيا بشكل أزيد قدر الإمكان "نقوله إن الموضوع مسألة وقت وهتخرج زي باقي المتعافين"، أما إن خرج التحليل سلبياً فكانت "الفرحة الكبيرة".

لن ينسى فيكين تلك الأيام التي مرّت سريعا داخل مستشفى الصداقة، فهو استمر لأسبوعين كاملين دون أن يخرج أحد أو يدخل أحد "كان فيه روح جميلة بين الأطباء ومحبة حقيقية وكلنا كنا بنكمل"، وكانت السوشيال ميديا "أمن وأسهل" وسيلة للتواصل بين الطاقم الطبي "نحاول منتقابلش قدر الإمكان خوفا من نقل العدوى"، وكان أكثر ما يسعده مكالمات ورسائل التشجيع التي تلقاها صباح مساء خلال فترة عمله "كانت لها أثر جامد جدا لأننا بشر، كلنا سايبين شغلنا وعيالنا وعاوزين الدعم علشان يكون فيه ثبات ننقله بدورنا للمرضى".

3

غادر فيكين مستشفى العزل الجمعة الماضية، بعد أن أثبتت التحاليل سلبيته من فيروس كورونا، وتلقى قبيل رحيله "بوكيه ورد" من محافظ أسوان "لافتة طيبة إن المسؤولين مقدرين دورنا حالياً"، لتظل تلك الأيام في سجله الذي لن ينساه "محدش يقدر ينسي المجهود في الأيام دا، وهيفضل تاريخ مشرف لنا".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان