إعلان

اللواء عبدالتواب هديب.."فارس المدفعية الأصيل"

01:00 م السبت 08 سبتمبر 2018

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

فى الثامن من سبتمبر عام 1968 اتخذ اللواء عبد التواب هديب، مدير المدفعية، أحد أعظم قرارات حرب الاستنزاف بتوجيهات من الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، بتنفيذ قصف مدفعي مركز ضد جميع الأهداف المعادية على طول مواجهة قناة السويس، ليسجل ملحمة كتب سطورها رجال المدفعية.

كانت معركة المدفعية بقيادة اللواء هديب أحد الأيام المشهودة في تاريخ العسكرية المصرية، حتى أن القوات المسلحة حددت الثامن من سبتمبر يوما للمدفعية، وتحتفل اليوم باليوبيل الذهبى الذي يتزامن مع مرور 50 عاما على تفوق سلاح المدفعية.

يومها نجحت الكمائن المصرية في اصطياد الدبابات والمركبات المدرعة الإسرائيلية، وساهمت المدفعية بقصف شديد لستر أعمال القتال، والتى نتج عنها 49 فرداً من العدو ما بين قتيل وجريح.

وفى الثامن من مارس 1969 خطط اللواء هديب لتدمير الجزء الأكبر من خط بارليف، وأذاق الإسرائيليين الأمرين بعد قصف شديد استمر لمدة خمس ساعات متواصلة، أرهق العدو وشتت قواه.

بعدها بيوم واحد وبخطواته الواثقة الهادئة كان الفريق عبد المنعم رياض على الجبهة برفقه اللواء عبد التواب هديب للاطمئنان، على الجنود، وسير أعمال القتال مع العدو، قصف العدو الموقع فاستشهد الفريق رياض، وأصيب اللواء هديب بإصابات طفيفة.

جمع اللواء هديب فى قصفه للعدو جميع الخبرات التي جناها منذ تخرجه من الكلية الحربية، برتبة الملازم ثانى فى 1/2/1939، وانضمامه إلى سلاح المدفعية، كان دفعة وصديق عبد الناصر، ورفيق دربه في حركة الضباط الأحرار، ولعب دورا بارزا فى ثورة 23 يوليو، حيث أوكل إليه منع تدخل القوات البريطانية المتمركزة فى منطقة قناة السويس فى الأحداث.

ملامح وجهه تعكس صبرا وجلدا وحبا لوطنه، ولا عجب فقد ولد لعائلة مرموقة بمحافظة بنى سويف، وظهرت تلك السمات جليا فى حرب فلسطين، حيث كان رئيس عمليات كتيبة مدفعية، فصمد مع رجاله أكثر من عام فى حصار اليهود للقوات المصرية بقرية الفلوجة.

التحق اللواء هديب بالبعثة المصرية في الاتحاد السوفيتي، وإلتحق بكلية أركان حرب عام 1953 كما سافر إلى بعثة تدريبية بدولة اليونان عام 1954، والتحق بأكاديمية ناصر العسكرية العليا.

كان ممن كتب عليهم القدر أن يكونوا رجال يوجهون دفة التاريخ، ويصدون عن وطنهم الغزاة والطامعين، حيث اندلع العدوان الثلاثي وهو في قلب الأحداث، وكان له مواقف بطولية في التصدي للقوات المعتدية، حيث شغل منصب قائد مدفعية الفرقة الرابعة المدرعة، فى تلك الفترة العصيبة، ثم قائداً لمدفعية المنطقة الشرقية، فملحقاً عسكرياً فى بريطانيا والعراق، ثم عاد إلى مصر فى نهاية 1966 وتم تعيينه رئيس أركان المنطقة الشرقية.

ولكفاءته وخبراته شاءت الأقدار أن يختار مديرا لسلاح المدفعية عام 1968، فى فترة حالكة من تاريخ مصر، وألقى على عاتقه مسئولية إعادة البناء لسلاح المدفعية، وأيضاً مسئولية إعادة بناء التسليح بالقوات المسلحة حيث كانت هيئة التسليح تتبع إدارة المدفعية.

عُين محافظاً لبورسعيد فى الفترة من 1971 حتى 1974 وكان يرتدى الزي العسكري حتى انتهاء معركة أكتوبر المجيدة، وكان أهل بورسعيد يطلقون عليه ( الفارس المصري الأصيل ).

عين بعدها محافظاً للإسكندرية فى الفترة من 1974 حتى 1978، ولكن تشاء الأقدار أن يختاره الموت وكأنه لا يختار إلا العظماء من الرجال حيث توفى اللواء عبد التواب هديب في عام 2003 بعد مسيرة عطاء طويلة فى خدمة القوات المسلحة والوطن، منذ مولده فى 3 يناير 1917 بالشناوية مركز ناصر بمحافظة بنى سويف.

فيديو قد يعجبك: