إعلان

الجفري: تكفير داعش فكرة سطحية.. والدعوة للمساواة في الميراث "تطرف" (حوار)

06:37 م الثلاثاء 11 سبتمبر 2018

حوار حبيب الجفري

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

حوار- محمود مصطفى:

قال الداعية الإسلامي الحبيب علي الجفري، إن الحديث عن تكفير أعضاء تنظيم "داعش" الإرهابي نوع من النقاش السطحي، لأن الحكم بتكفيرهم لن يفيد شيئًا، مؤكدا أنه لو كفرنا التنظيم سنصبح مثلهم.

وأضاف الجفري في حواره لـ"مصراوي" أن دعوات زواج المسلمة من غير المسلم "متطرفة"، وتؤدي بالبلاد التي تطرح إلى عدم الاستقرار، وإلى نص الحوار:

ـ ما شكل التعاون بين مؤسسة طابة التي أسستها والأزهر الشريف؟

اليد ممدودة دائما، ولنا الشرف في التعاون مع الأزهر، لأنه صاحب فضل علينا جميعا، وكلنا جنودًا له، والتعاون يكون في المجالات التي يطلبها الأزهر.

ـ ماذا عن نشاط المؤسسة خلال الفترة الأخيرة؟

أجرينا خلال الفترة الماضية استطلاعا للرأي في 18 دولة عربية، حول ما يحتاجه الشباب من خلال فريق العمل الخاص بنا.

ـ وما أبرز احتياجات الشباب في تلك الدول؟

هناك مستوى تأييد مرتفع لخوارج العصر "الدواعش" في بعض الدول، ومؤشرات غير مباشرة حول اضطراب مفهوم الهوية لدى الكثيرين من الشباب، وآن الآوان أن نتكلم مع الشباب.

ـ هل أبلغتم الدول التي بها نسب تأييد لتنظيم داعش؟

أرسلنا البيانات إلى البلاد التي رأت أن "داعش" تمثل صحيح الدين، وقررنا أن يكون هناك عمل مشترك في المؤسسات المسؤولة في تلك الدول، للخروج بنتائج تصب في الصالح العام.

. هل تواصلتم مع المؤسسات الدينية في مصر حول نتائج الاستطلاع الذي أجريتموه؟

أُرسلنا نسخة منه لفضيلة الإمام الأكبر، الدكتور أحمد الطيب، ومفتي الجمهورية الدكتور شوقي علام، وجار التواصل مع بقية المؤسسات حول هذا الأمر.

. هل تلقيتم الرد؟

فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر رحب بالأمر، وأثنى على هذا الجهد، وأكد أنه ينبغي مواصلة العمل فيه، وكذلك مفتي الجمهورية، ووقعنا مذكرة تفاهم بين مؤسسة طابة ودار الإفتاء، للتعاون المشترك خلال الفترة المقبلة.

في حال تطبيق الاستطلاع على مصر أي المناطق التي تركزون عليها؟

العمل سيكون في خريطة القطر المصري بأكمله، بحيث يكون هناك نوع من التقسيم العادل جغرافيا وثقافيا واجتماعيا، ولا يتم التركيز على منطقة دون الأخرى.

ـ هل سيتم التركيز على بعض المناطق التي تحدث بها عمليات إرهابية "شمال سيناء" مثلا؟

الله أعلم، هذا يرجع إلى أدوات التنفيذ المتاحة.

ـ كيف ترى قضية تكفير داعش؟

الحكم بتكفير أي فئة ضالة لن يفيد في مواجهتها، وهذا نوع من النقاش السطحي، ونحن لا نرى تكفير "داعش" لأننا لو كفرنا التنظيم لأصبحنا مثلهم، وبعض الذين يتكلمون ويقولون "حتى المشايخ التقليديين الذين يظهرون الوسطية لم يكفروا داعش"، وهذا يدل على سطحية من يقول هذا الكلام، مع كامل احترامي لشخصه، هنا أتحدث عن سطحية الفكرة.

لكن لماذا تراها سطحية؟

أولا إذا كفرت داعش أصبحت مثله، وزال الفارق بيني وبينه، ثانيا مسألة الكفر والإيمان عقدية، والمشكلة التي بيننا وبين داعش، أشد ضررا علينا اليوم على أرض الواقع، وهي سلوكية ناتجة عن انحراف فهم أحكام شرعية، هذه السلوكيات يحكم عليها بأمر متعلق بالسلوك، وفضيلة شيخ الأزهر قالها بوضوح ينبغي مقاتلة من حمل السلاح من هذه الفِرق أجمعين، ويجب على الدولة أن تقاتلهم فهم مجرمون، ومن هنا جاءت الفتوى بقتالهم، فما الفائدة من تكفيرهم إذا؟

ـ وأي أنواع المواجهات تراها مناسبة لمثل هذه التنظيمات؟

المواجهة الفكرية والعسكرية والاجتماعية والاقتصادية هي المطلوبة.

ـ كيف قرأت دعوات مساواة المرأة بالرجل في الميراث التي خرجت من تونس؟

هذه الفرقعات ليست جديدة، وكانت تأتي من قبل، ولكن الآن أصبحت الأصوات فيها أكثر جرأة، بسبب حالة الرفض الموجودة في نفوس الناس لِما طُرح على أنه دين، أرى أن تُغفل هذه المسائل حتى إعلاميا، وألا تعطى لها قيمة في السؤال عنها، لسبب أن هذا نوع من التطرف يغذي التطرف الآخر الذي يقابله، أنت قررت أن تكون مسلما، والإسلام جاء بنصوص صريحة لتقسيم الميراث، ويجب الإلتزام بها، وإذا قررت ألا تكون مسلما هذا يعود لك "لا إكراه في الدين"، القرآن نص على طريقة تقسيم معينة في الميراث، والتطرف اللاديني واليساري الذي يُطرح اليوم يؤدي إلى مزيد من التطرف.

ـ وماذا عن زواج المسلمة من غير المسلم؟

هذا لا يصح ولا يجوز، لكن واحدة لم تكن مسلمة، وأسلمت، ماهو موقفها من زوجها غير المسلم؟، هذه محل بحث ونظر، والمجامع الفقهية تبحث فيها، والعلماء أفتوا بأن تلك المسائل تُقدر بقدرها. ففي هذه الحالة نقول للزوجة إبقٍ لعل الله ينعم على زوجها بالإسلام، وفي حالة إذا وجدت طريقة التعامل مضرة، ومهينة لها لأنها أسلمت، يقال لها في تلك الحالة فارقيه، ومثل هذه القضايا لا ينبغي أن تطرح في وسائل الإعلام، وإنما تطرح في المجامع العلمية.

فيديو قد يعجبك: