إعلان

عضو "البحوث الإسلامية": عرض مومياوات الإسكندرية "حرام".. ومكانها القبر - (حوار)

09:30 م الأحد 22 يوليه 2018

الدكتور محمد الشحات الجندي

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

حوار - يوسف عفيفي:

قال الدكتور محمد الشحات الجندي، عضو مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، إن الدين الإسلامي حرم نبش القبور والعبث بها، لافتًا إلى عدم جواز المتاجرة بها أو تهريبها للخارج.

وأشاد "الجندي"، في حوار لمصراوي، بالاكتشاف الأثري في الإسكندرية، والعثور على تابوت يضم 3 مومياوات أثرية، لافتًا إلى أن الاكتشاف هو عمل أثري ممتاز، وعلينا أخذ العبرة والدرس من هذا الأمر، وليس عرضها "فرجة" للعامة لمشاهدتها أو التنقل بها من مدينة لأخرى كونها تتنافى مع آدمية البشر.

وأضاف عضو مجمع البحوث الإسلامية، أن القانون جرم التنقيب عن الآثار، ولا يملك الإنسان إلا سطح ما يعيش عليه أو يمكث فيه، وليس من حقه ما في باطن الأرض، وفقًا لما صرح به فقهاء المسلمين.

وإلى نص الحوار..

* بداية.. ما حكم الدين في نبش القبور؟

حرم الدين عمومًا "نبش القبور" والعبث بها بغض النظر عن الدين أو النوع أو الجنسية لأنها تتنافى مع كرامة الآدمية، وإذا قام أحد بالتنقيب وعثر على جماجم أو هياكل أو مومياوات بشرية وأخذها وعرضها أمام الجمهور بغرض الكسب أو قام ببيعها وتهريبها للخارج، فهذا "حرام" وعبث ومخل بالشريعة الإسلامية ولا يجوز المتاجرة فيها لأن هذا يعرض الإنسان للامتهان والابتذال ويتنافى مع الكرامة البشرية.

* ما رأيك في المومياوات المكتشفة بتابوت الإسكندرية؟

الاكتشاف الأثري في حد ذاته قيمة كبيرة للإنسانية، وما قامت به وزارة الآثار في تابوت الإسكندرية، هو عمل أثري بداية ونهاية، وإتاحة تصويره للعامة يعتبر نوعًا من إظهار مكنون قدَّره ربنا سبحانه وتعالى، وكيف أنه أبقى على هذه الآثار لفترة طويلة من الزمان، وعلينا أخذ العبرة والدرس من هذه المواقف، ورجال الآثار المصريين لم يقصدوا إهانة الآثار مطلقًا، بل على العكس هم يحاولوا وضعها في ظل أوضاع معنية وتحنيطها لمحاولة التعرف على أزمان هؤلاء الناس الذين عاشوا فيها وكيف بقيت آثارهم خلال الفترة الطويلة.

* كيف نستفيد من هذا الاكتشاف؟

في الحقيقة هو اكتشاف أثري مهم جدًا ويضاف لمصر، وعلينا أن نستفيد من هذا الاكتشاف بالبحث ومعرفة من هم وإلى العصور كانوا يعيشون، وهل هم ذكور أم إناث، وكيف كان هؤلاء الناس، وكيف حافظ الله سبحانه وتعالى على هذه "المومياوات" حتى عاشت كل هذه الفترة الطويلة، وما هي دلالتها، وما المستفاد منها عبر التاريخ، والبحث عن معرفة العصور الفرعونية قبل التاريخ والعصور القديمة ومعرفة كيف كان الخلق قديمًا، وهو من باب العلم مصداقًا لقول الله تعالى "قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق ثم الله ينشئ النشأة الآخرة".

* ما رأيك في عملية تصويرهم؟

ما يمكن أن يقال في هذا الصدد أن "المومياوات" تم اكتشافها في أماكن معينة وهي أماكن "قبرهم"، ويجب أن نحافظ على وجودهم في "مقابرهم" أو في أماكن أخرى تليق بهم، وعملية التجول بهم في المعارض أو المتاحف والتنقل بهم من مدينة لأخرى فهو أمر يتنافى مع آدمية البشر والكرامة الإنسانية بغض النظر عن الديانة أو الجنسية أو النوع، ولا يجوز عرض هذه "المومياوات" في مكان أو مزار أمام الجمهور، مصداقًا لقول الله تعالى "ولقد كرمنا بني آدم"، فهو مكرم حياً أو ميتًا، وهي عملية يجب أن تؤخذ بحذر.

* هل الأفضل إعادتهم إلى قبرهم أم عرضهم؟

الأفضل أن تعاد تلك المومياوات إلى مدفنهم أو "قبرهم" بقدر الإمكان أو في مكان قريب منهم، لكن أخذهم واعتبارهم وسيلة عرض للجمهور فهذا نوع من الإخلال بكرامة الإنسان، كون الآدمي مكرم حياً أو ميتًا، وهو اكتشاف ممتاز وعلينا أن نأخذ منه جانب الدفن ومعرفة التاريخ لا أكثر من ذلك.

* ما حكم عرض التماثيل الأثرية أمام الجمهور؟

عرض التماثيل الأثرية في المتاحف والمزارات أمام الجمهور بهدف الكسب منها ونشر الثقافة والتاريخ والحضارة ليس عليه مشكلة وليس حرامًا، وعملية تحريمها في فترة من الفترات جاء بسبب أن الإنسان كان يعبدها، وهذا هو المحظور لأن عبادة ما سوى الله حرام ولا يجوز وهذا إشراك بالله، أما في هذه المرحلة تخطى العقل البشري هذه المرحلة ولا يتصور أن يأتي شخص على التمثال ويقلده أو يعطيه ما ليس في مقدروه أو يطلب منه أن يأتي له بشيء، بل وصل العقل الإنساني إلى الرقي أو المعرفة وأنه يميز جيدًا، أنها تماثيل وعبرة من عبر التاريخ وتذكر شخصًا وزعامات معينة في ذلك الوقت.

* ما رأيك في الحديث عن لعنة الفراعنة؟

الحديث عن وجود لعنة أمر مبالغ فيه ونوع من إعطاء صورة بالتحذير من قربها والخوف منها، والإشكالية الموجودة الآن هو وجود أناس يستحلون كل شيء ويهربون التماثيل وبيعها للخارج بدون وجه حق، والوضع النهائي هو تخليد أثر معين وهو ملكية عامة ولا يجوز أن يكون بحوزة أحد، ومسألة لعنة الفراعنة مأخوذة من الفراعنة أو المصريين القدماء للتحذير من القرب منهم، ودرء الضرر عنهم أو يأخذهم وامتهانهم، ولا نمتلك دليلًا أو برهانًا يؤكد ذلك، وهو كلام يفتقد المصداقية ويحتاج إلى تأكيد، وإذا كانت هناك لعنة فلماذا لم يصاب بها أحد رغم تهريب كثير من آثار مصر إلى جميع دول ومتاحف العالم وبين الحين والآخر نستعيد هذه الآثار.

* وما حكم الدين في هذه اللعنة؟

الدين حرم هذا الأمر، لأن معنى لعنة الفراعنة يفيد النفع والضر وهم لا يملكون ذلك، لأن النفع والضرر بيد الله سبحانه وتعالى وليس بيد أحد، ولا يستطيع الميت نفع أو ضرر أحد، ومعلوم أن من يملك ذلك هو الله سبحانه وتعالى، ولا يجوز أن نعطي للبشر مهما كانت عظمتهم أكثر من حقها، والفراعنة هم أناس كان لهم دور في التاريخ وصنعوه، لكن الحديث عن اللعنة والضرر والنفع ينافي الدين لأنه يعطيهم قدرة ينكرها الدين في القرآن الكريم إطلاقًا.

* رأي الدين فيمن يكتشف مقبرة أو تماثيل تحت منزله؟

التنقيب عن الآثار أصبح "هوس" أصيبت به الأمة الآن ويوجد أناس بين الحين والآخر ينقبون تحت منازلهم أو في أماكن أخرى بطريقة الخلسة وبطرق غير مشروعة بغرض اكتشاف كنز أو مقبرة أثرية رغم أن القانون جرم ذلك، مع التأكيد أن الإنسان لا يملك إلا سطح ما يعيش عليه أو يمكث فيه، ولا يملك ما في باطن الأرض وفقًا لما صرح به فقهاء المسلمين، على غرار البترول والنفط والحديد مصداقًا لقول الله تعالى "وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس"، وذكر القرآن هنا منافع للناس وليس شخصًا بعنيه، وملكية هذه الأشياء حق الدولة والعامة وليس ملكية للشخص نفسه حتى ولو كانت تحت بيته ويعوض عن ذلك.

فيديو قد يعجبك: