إعلان

وزير الخارجية الأسبق: مصر رفضت حلًا لأزمة المياه منذ 20 عامًا - حوار "1-2"

12:45 م الخميس 26 أبريل 2018

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

حوار - محمد نصار:

تصوير: محمود بكًار

قال السفير نبيل فهمي، وزير الخارجية السابق، إن جامعة الدول العربية، هي ضمير العرب، ولكن القمة الأخيرة لم تخرج بقرارات قابلة للتنفيذ؛ بسبب اختلاف الرؤى.

وأضاف وزير الخارجية الأسبق، في الجزء الأول من حواره لمصراوي، أن الأزمة في سد النهضة، هي أن مصر تحتاج لمزيد المياه بالإضافة إلى حصتها، في حين أن السودان لديها فائض، ولكنها لا تستطيع تنظيم حصتها، موضحًا، أن الأمر بحاجة للجنة حكماء إفريقية لحل الأزمة، وإلى نص الحوار..

قوة الجامعة العربية تعتمد على التوافق العربي

كيف تقيم دور الجامعة العربية من القضية الفلسطينية؟

الجامعة العربية مثل أي جامعة قرارها السياسي يوافق توجهات الدول، وهي صوت وضمير العالم العربي، وكلما كان هناك توافق عربي، نجد أن قرارات الجامعة أقوى وأكثر فاعلية، حتى في غياب التوافق العربي لابد أن يكون للجامعة كمؤسسة صوت واضح، ونشاط دبلوماسي وسياسي واضح، وتوجد 5 قضايا مشتعلة "ليبيا- سوريا- اليمن- عملية السلام- الإرهاب"، ويجب أن يكون للجامعة العربية مندوبون ومبعوثون كما للولايات المتحدة في الدول التي تعاني من الصراعات.

كيف تقيم القمة العربية الأخيرة؟

نتائج القمة العربية الأخيرة لا تتسق مع حجم التحديات من حيث ترجمتها إلى أفعال بسبب اختلاف الرؤى والأولويات العربية، ولكن هذا لا يمنع أن تنشط الجامعة لأداء دورها السياسي والدبلوماسي.

هل تحتاج الجامعة العربية إلى مزيد من الدعم المادي؟

تحتاج الجامعة العربية لزيادة مخصصاتها المادية لتستطيع أداء دورها بفاعلية أكبر، ولكن الأمور المادية جزء من الأمر وليست الكل، والصوت السياسي العربي يجب أن يرتفع.

الكل مخطئ في سوريا ويسعى لمصالحه الشخصية

هل غيرت الضربة الأمريكية موازين القوى في الداخل السوري؟

أنظر إلى الساحة السورية في ضوء الحفاظ على الدولة والمواطنين، بصرف النظر عمن في الحكم ومن ليس فيه، وأتحدث بكل صراحة "الكل مخطئ بدون استثناء ويتحمل المسئولية بدرجات مختلفة"، والكل يتحرك لأغراض خاصة به فقط، بغض النظر عن المصلحة السورية.

وماذا عن الضربة الأمريكية؟

الضربة الأمريكية لم تؤثر على الإطلاق في التوازن العسكري أو السياسي في سوريا، وكانت حتى قبل أن نشهد دليلًا قاطعًا بأن الأسلحة الكيميائية استخدمت من جانب النظام السوري، وأنا لا أنفي استخدام النظام السوري للكيماوي، لكن كان يجب انتظار نتيجة التحقيقات في الأمر من جانب بعثة التفتيش الدولية.

أمريكا لا تريد العودة إلى سوريا

هل تريد أمريكا العودة إلى سوريا من جديد بعد الضربة الثلاثية؟

أمريكا لا تريد العودة إلى سوريا، ولا أدعوها إلى ذلك على الصعيد العسكري، ولكن يجب أن يكون هناك حوار دولي جاد من جانب الدول الخمس دائمة العضوية من منطلق مسئوليتها إلى جانب الأطراف الإقليمية، والأطراف السورية نفسها، ولا يمكن حل هذا النزاع بدون حوار يشملها جميعا، والواقع السوري أثبت أنه لا يوجد طرف إقليمي أو محلي سوري أو دولي، يستطيع حسم القضية دون التعاون مع الآخرين.

الوضع العسكري أجل رحيل الأسد وأخشى التقسيم الضمني لسوريا

مع تقدم قوات الأسد، هل بات مطلب رحيله مستحيلاً؟

بدون شك الوضع العسكري على الأرض أجل النقاش حول رحيل الأسد، ولكن لن تستعيد السلطة السورية السيطرة على كل المناطق المختلفة، بل يوجد خطر لتقسيم ضمني في غياب حسم الصراع عسكرياً أو سياسياً لصالح أي طرف، ورغم إرهاق الجميع في الصراع العسكري في سوريا، لا يستطيع أي منهم الانسحاب، وقد ننتقل من مرحلة الصراع الحاد إلى مرحلة التقسيم الضمني في سوريا، وأرى أيضا بوادر لتقسيم ضمني في ليبيا وفي اليمن، وما نشهده في 2018 عملية تفتيت ضمني لدول عربية قد ينتهي حتما إلى تقسيم هذه الدول.

سد النهضة لا يمثل خطراً على السودان

كيف تفسر انحياز السودان لإثيوبيا ضد مصر في أزمة سد النهضة؟

أزمات المنطقة في المستقبل تتركز في جنوب مصر والشمال الشرقي، وتحديدا في الشق الفلسطيني الإسرائيلي الأردني، ستتعلق في المستقبل بندرة المياه، والسبب الرئيسي في ذلك هو غياب التفكير الاستراتيجي ومحاولة التعامل مع هذه القضايا من منظور أحادي ينبع من المصلحة الذاتية، وفي تقديري قضية المياه خطرة وقد تكون قضية النزاعات في المرحلة المقبلة، في منطقة الشرق الأوسط.

وأين إثيوبيا؟

كانت هناك خطة منذ 20 عاما لبناء بعض السدود الصغيرة من جانب إثيوبيا، واعترضت عليها مصر والسودان، في حين كان هذا حلاً أفضل كثيراً مما نواجهه بعد قرار بناء سد النهضة، والجانب السوداني لا يشكل السد خطرًا حقيقيًا له طالما جرى بناؤه على أسس سليمة.

لابد من تشكيل لجنة حكماء إفريقية لحل أزمة سد النهضة

ما الحل من وجهة نظرك في أزمة سد النهضة؟

لست متفائلا بما وصلت إليه الأمور، لأن إثيوبيا لم تقدم أي بادرة للحل، والجانب السوداني ينظر للأمور نظرة قصيرة الأجل، وآن الأوان في غياب قدرة الدول الثلاث على التوصل لحل، لاختيار لجنة من الحكماء السياسيين على مستوى الدول الإفريقية، لمناقشة أبعاد القضية، والتوفيق بين الأطراف الثلاثة الذين لم يستطيعوا حتى الآن تحقيق ذلك، وكل منهم لديه ضغوط داخلية فيما يتعلق بندرة المياه في المستقبل.

أمريكا ليست طرفاً فاعلاً في أزمة سد النهضة

ما الذي يمكن لأمريكا عمله في أزمة سد النهضة بعد الحديث عن تدخلها؟

لا أرى أن الولايات المتحدة الأمريكية طرف فاعل في أزمة سد النهضة، ونشعر بأن أمريكا تتآمر ضد مصر بين الحين والآخر، والعلاقات الأمريكية السودانية تتفاوت في الضعف والقوة وكذلك مع إثيوبيا، وهذه القضايا يجب أن تحل إقليميا وليست قضية المياه فقط، والحل لن يكون في تحديد نسب المياه فقط.

مصر وحدها تحتاج لمزيد من المياه

أين تكمن المشكلة الحقيقية التي تقف خلف سد النهضة؟

كما قلت حل الخلاف بين الدول الثلاث ليس متعلقا بتحديد نسب المياه، لكن بتحقيق التكامل بين الدول الثلاث فيما تريده كل منها، وإثيوبيا لا تحتاج للمياه لكنها بحاجة للتنمية والسودان لديه فائض المياه ويحتاج إلى تنظيمها فقط، ومصر لديها ندرة مياه وتحتاج لزيادة حصتها التاريخية، وكل منهما يحتاج إلى المزيد فيما يحتاجه، مصر فقط هي التي تحتاج لمزيد من المياه، وإثيوبيا تحتاج إلى التنمية.

العالم العربي تائه

إلى أين سينتهي خلاف الرباعي العربي مع قطر، وما هي آفاق الحل؟

الوضع العربي في أسوأ حالاته منذ عقود، نزاعات عربية عربية، وفراغ على الصعيد الإقليمي، وانهيارات لعدد من الدول العربية، ويوجد اضطراب عربي، ويجب معرفة أين نتجه، وكيف نتعامل مع عالم عربي لم يعد 6 دول رائدة وكبيرة، أما قطر فقررت الانطلاق من خلال الشخصية القطرية في ساحة غير عربية، وتلعب دور الطرف المخالف وليس المختلف، المشكلة في أن قطر خرجت عن السياق الخليجي، والسياق العربي في تبنيها للتيار السياسي الإسلامي والمتطرفين في بعض الأحيان، وبررت ذلك بأن أمريكا هي التي طلبت منها أن تستضيف هؤلاء.

هل تلعب قطر دورًا غير عربي؟

قطر تلعب دورا لسياق غير عربي، وفي اعتقادي أن هذه القضية ليست قضية كبرى لكنها خطرة، وفي نهاية المطاف ستتجاوز المنطقة العربية هذه المشكلة، لكن مبدأ عدم احترام الدول لمصالح الدول الأخرى والتدخل بشكل مباشر أو غير مباشر في شئونها الداخلية ممارسة خطيرة، والمشكلة الأساسية تكمن في عدم وجود رؤى مستقبلية عربية، وحاليا العالم العربي تائه والطرف القطري لعب دور "خالف تعرف" لأن هذا يبرز دور قطر مقارنة بحجمها الطبيعي، وفي النهاية سنتجاوز هذه المشكلة.​

فيديو قد يعجبك: