إعلان

في الذكرى الـ 135.. قصة يوم ألغى فيه "أفندينا" جيش مصر

03:38 م الثلاثاء 19 سبتمبر 2017

الخديوي توفيق

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- مصطفى المنشاوي:

قبل ما يقرب من 135 عامًا، أصدر الخديوي توفيق مرسومًا بإلغاء الجيش المصري عقب فشل الثورة العُرابية عام 1881، التي تبعها دخول قوات الاحتلال البريطاني إلى مصر ليدوم سبعين عامًا حتى 1956.

كان ''تسريح الجيش المصري''، أقصر ''فرمان'' في تاريخ مصر الحديثة من 'الخديوي توفيق' حين أصدر مرسومًا به جملة واحدة هي ''تسريح الجيش المصري''، وعاد بعدها قادمًا من الإسكندرية إلى القاهرة في حماية القوات البريطانية، بعد أحداث الثورة العرابية و(موقعة التل الكبير)، وتأكيد احتلال القوات الإنجليزية لمصر، وكانت هذه أول مرة يلغى فيها الجيش في العصر الحديث.

بنى محمد علي باشا، جيش مصر عام 1819، على غرار الجيوش الأوروبية الحديثة، على يد الكولونيل 'جوزيف سيف المشهور بـ''سليمان باشا الفرنساوي''، وهو الرجل العسكري الذي أصر على البقاء في مصر بعد قدومه ضمن قوات الحملة الفرنسية، واعتنق الإسلام، وبمساعدة إبراهيم باشا نجل محمد علي، تكفلا بإعداد 100 فرد من المماليك ليكونوا النواة الأولى لجيش مصر في عهد الوالي محمد علي باشا وذلك في أسوان، لتكون أول مدرسة حربية للضباط، وظل يدرب الطلاب فيها لمدة ثلاثة سنوات، إلى أن تخرجوا كأول دفعة من الضباط في الجيش المصري.

واستمرت الفتوحات المصرية في عهد محمد علي، على يد نجله الفاتح إبراهيم باشا''، وكذلك في عهد أبنائه حتى الخديوي إسماعيل، من خلال إرسال حملات إلى إفريقيا للقضاء على تجارة العبيد وتأمين منابع النيل، لكن بسبب الديون والأطماع الاستراتيجية في مصر، خاصةً بعد حفر قناة السويس.

كل هذا أوقع مصر في براثن ''الاستعمار''، وفي سبيل هذا عزلوا ''الخديو إسماعيل''، وجاءوا بـ''الخديو توفيق''، ومعه وزيران إنجليزي و فرنسي في الحكومة المصرية، وبسبب هذا قامت ''الثورة العرابية'' في 1881.

بعد فشل "الثورة العرابية''، عقب موقعة التل الكبير ودخول الإنجليز مصر، أصدر توفيق هذا المرسوم ليقضي على مقاومة الجيش للقوات الإنجليزية المؤمنة لبقائه على العرش، وقرر معاقبة ''عرابي ورفاقه''، بأن جرّد الضباط من رتبة (يوزباشي). فما دون اشتركوا في الثورة العرابية من رتبهم وحرمانهم من المعاش ومحاكمتهم، واعتقال 30 ألف شخص، وفرض المحتلون تعويضات على الشعب المصري قيمتها 9 ملايين جنيه إسترليني، وتعين قائد الجيش الإنجليزي السير ''إيفلين وود – سردار/ قائد عام'' للجيش المصري.

يقول الدكتور محمد عفيفي، رئيس قسم التاريخ بجامعة القاهرة، إن القضاء على الجيش المصري، كان أول ما فكر فيه المحتل لإحكام قبضته على مصر وقناة السويس وتأمين قواته، بداية من تسريح الجيش، وتجريد البلاد من كل قوة حربية.

ووضعت سلطات الاحتلال الخطط لترسيخ قدمها وتأمين أسطولها في البحرين الأحمر والمتوسط، وكذلك قناة السويس، فاتخذت من الإجراءات الخاصة بالبحرية المصرية منها: ''إلغاء الاسطول البحري وتسريح رجاله، إلغاء الأسطول التجاري وإلغاء الترسانة البحرية المبنية في عهد محمد علي وتسريح عمالها، فضلًا عن إغلاق المدارس الحربية والإبقاء فقط على مدرسة واحدة بالقبة''.

وأضاف عفيفي، في حديثه لـ"مصراوي"، أن عودة الجيش المصري وتبلور مبدأ "جيش مصر للمصريين" بعد أن كان قادته وكبار الضباط من الأتراك والشراكسة، ورأت قوات الاحتلال الإنجليزي أن الجيش المصري يمكن أن يوضع تحت تصرفها في حالة نشوب حرب، وهو ما تحقق بالفعل بإعلان الحماية البريطانية على مصر عقب الحرب العالمية الأولى، وإنهاء السيادة التركية عليها، وإعلان وضع الجيش تحت التصرف في حين اقتضاء الأمر''، وبقى الجيش بين صعود وهبوط حتى توقيع ''معاهدة ''1936''، والتي سمحت بزيادة عدد القوات المصرية وإعلان استقلال مصر.

ويشير اللواء محمد الشهاوي، مستشار كلية القادة والأركان، إلى إن الجيش المصري مستهدف على مر التاريخ، لكنه لم يقدر أن يهزمه أحد لما يملك من قوة وإصرار وعراقه، مضيفًا: "نقترب على الذكرى الـ 44 للاحتفال بنصر أكتوبر المجيد وهي الذكرى التي خلد فيها الجيش المصري أكبر انتصارَا له على العدو في معركة تدرس في جميع الكليات الحربية على مستوى العالم حتى الآن".

الجيش المصري هو أول وأقدم جيش نظامي في العالم تأسس قبل 7000 سنة، الذي أنشأ كجيش نظامي بعد توحيد الملك نارمر لمصر حوالي عام 3200 قبل الميلاد، حيث أنه كان قبل ذلك لكل إقليم من الأقاليم المصرية جيش خاص به يحميه، لكن بعد حرب التوحيد المصرية أصبح لمصر جيش موحد تحت إمرة ملك مصر.​

فيديو قد يعجبك: