إعلان

"من فات قديمه تاه".. طلاب التنسيق يفضلون معامل الجامعات عن "السايبر"

03:53 م الإثنين 17 يوليه 2017

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- نانيس البيلي:

مع الدقات المميزة لساعة جامعة القاهرة معلنة تمام التاسعة صباحاً، سمح أفراد الأمن الإداري المتواجدين على بوابة كلية الهندسة بدخول الطلاب الذين توافدوا بكثافة في اليوم الأول لفتح باب التنسيق أمام طلاب المرحلة الأولى الناجحين في امتحانات الثانوية العامة "الدور الأول"، لتنطلق بعدها عمليات التسجيل الإلكتروني داخل 4 معامل حاسب آلي جهزتها الجامعة.

ورغم إتاحة وزارة التعليم العالي إمكانية تسجيل الرغبات من الحاسب الشخصي بأي مكان، غير أن عدد كبير من الطلاب فضلوا إتمام عملية التسجيل داخل مكاتب التنسيق الرسمية لعدد من الأسباب والتخوفات رصدها "مصراوي" خلال جولته داخل معامل هندسة القاهرة في اليوم الأول من المرحلة الأولى تستمر لمدة 5 أيام حتى الجمعة المقبل الموافق 21يوليو

2 (1)

نصيحة تلقاها "محمد عادل" خلال ذهابه إلى مدرسته الثانوية بالجيزة، السبت الماضي، لسحب ملفه الدراسي بعد نجاحه في الشهادة الثانوية، دفعته إلى المجيء لمعامل تنسيق كلية الهندسة بجامعة القاهرة في اليوم الأول لبدء تسجيل رغبات طلاب المرحلة الأولى "قالولي طالما جايب مجموع كبير. هتلاقي حد هناك يساعدك عشان تدخل الكلية اللي عاوزها"، غير أنه خرج من معمل التنسيق ببعض التذمر لعدم مساعدة أي من المشرفين له "المعمل كان زحمة محدش ساعدني، ياريتني سجلت من البيت كان أريح".

خوف من الالتحاق بإحدى كليات القمة بالشعبة الأدبية ينتاب" عادل" رغم حصوله على نسبة 94.7% وهو ما دفعه إلى القدوم لمكتب التنسيق بكلية الهندسة لتجنب أي خطأ "خايف تجيلي إعلام أو ألسن أو سياسة واقتصاد"، ويقول إنه يرغب في الالتحاق بكلية التجارة وعقب ظهور نتيجة التنسيق وإلحاق بها س يتوجه إلى مقرها بالجامعة ويختار القسم الإنجليزي.

"كليات القمة اسم بس، وممكن ملاقيش شغل" يبرر الشاب الصغير هروبه من كليات المجموع المرتفع رغم نسبته الكبيرة، يضحك ويقول إنه يفكر بشكل عملي ولذلك وقع اختياره على كلية يراها مطلوبة في سوق العمل "مع شوية كورسات هعرف أسلك نفسي واشتغل حتى لو هسافر برة مصر".

قبل 5 سنوات كان لـ"نجوى" ولية أمر، تجربة جيدة مع مكاتب التنسيق الرسمية التابعة للجامعات، وقتما كانت تسجل رغبات الكليات لنجلها الأكبر، دفعتها إلى اتخاذ قرارها بقصد نفس معمل الحاسب الآلي بكلية الهندسة جامعة القاهرة لتسجيل رغبات نجلها في الالتحاق بنفس الكلية بعد حصوله على نسبة 97%.

​حوالي 15 دقيقة استغرقتها السيدة الأربعينية لإتمام عملية التسجيل داخل معمل الحاسب الآلي، تقول إنها جاءت بصحبة نجلها مع فتح مكتب التنسيق في تمام التاسعة، واتفقا على أن تتولى هي تسجيل الرغبات "قالولنا واحد بس مننا يدخل المعمل"، الجهد الشاق الذي بذلته "نجوى" مع نجلها طوال. العام الماضي تكلل بحصوله على مجموع كبير، دفعها إلى الحرص على تلافي حدوث أي خطأ يؤدي بهم إلى كلية آخرى غير مبتغاهم، بجانب التعاون الذي لمسته من المشرفين المتواجدين "هما أأمن حد يساعدك، وبضمن إن البيانات تتسجل صح".

2 (2)

أمام معمل رقم 3 بهندسة القاهرة، وقفت الصديقتين "أماليا" و"مروة" في انتظار خلو جهاز حاسوب لأخذ مقعدهما، رغم تسجيل "أماليا" رغبتها بالحاسوب الشخصي الذي تملكه بمنزلها مع فتح موقع تسجيل الرغبات صباح اليوم، إلا أنها قررت القدوم إلى معمل التنسيق بكلية الهندسة للاستفسار عن بعض الأشياء وتعديل رغبتها إن لزم الأمر بعد سؤالها للمشرفين "جيت أتأكد وأسأل على حاجة".

تشير ابنة الـ18 عامًا إلى رغبتها في الالتحاق بكلية الألسن رغم مجموعها الذي تعلم أنه لن يمكنها من تحقيق مبتغاها، ولذلك رتبت في أولى رغباتها كلية التجارة التي تتناسب مع مجموعها ثم وضعت بعدها كليتي الألسن والإعلام على أمل اللحاق بإحداهما.

وتقول إنها بعد اتمامها عملية التسجيل من المنزل طرأت لديها فكرة عكس ترتيب تلك الرغبات، لاعتقادها أن أولوية الكلية يمكن أن تكون بناء على ترتيبها لها بالموقع، وهو ما قررت أن تقوم به ولكن هذه المرة داخل إحدى معامل التنسيق التي تتيحها وزارة التعليم العالي بالجامعات.

3

بينما لم تتردد "مروة" في الحضور إلى معمل التنسيق بهندسة القاهرة لتسجيل رغباتها، منذ إعلان نتيجة الثانوية العامة، الأربعاء الماضي، تقول وهي تمسك بملفها الدراسي الذي احضرته من مدرستها، إن التسجيل داخل معامل التنسيق بالجامعات أفضل وأكثر ضمانا م التسجيل بمكتبات الحاسب الآلي الخاصة "هما هنا فاهمين أكتر، فيه حاجات غلط بتحصل لما بنسجل في السايبر".

التوتر والرهبة دفعاها كذلك إلى استبعاد فكرة المكوث بمنزله وإتمام عملية التسجيل عبر الحاسوب الشخصي "بصراحة خايفة ومش هقدر أشتغل لوحدي"، تشير إلى أن المشرفين داخل المعامل يقومون بمساعدة الطلاب ومساعدتهم وشرح بعض الخطوات التي يصعب عليهم فهمها، وهو ما شجعها كذلك على اختيار مكاتب التنسيق "هما بيهتموا وجودهم بيبقى أمان لينا".

تقول الشابة الصغيرة قبل أن تهم باتخاذ مقعدها أمام أحد الأجهزة، إنها ترغب في العمل بمجال الإعلام وأنها ستلتحق بقسم الإعلام بكلية الآداب لأن مجموعها المنخفض 85% غير خططها قليلاً ولن يمكنها من دخول إحدى كليات الإعلام.

4

على أبواب كلية الهندسة بجامعة القاهرة، وقفت "مريم" تودع نجلتها "أماني" على أن يلتقيا في نفس المكان بعدما تنهي السيدة الخمسينية تسجيل الرغبات لها بمعمل كلية الهندسة، تقول "مريم" إنها لم تحدد بعد الوجهة التي ستكتبها لابنتها في مقدمة الرغبات، وأنها ستعتمد على المشرفين المتواجدين لمعرفة الكليات المتاحة أمام مجموع ابنتها الصغير والذي يبلغ 85%.

"بتفائل بيها وهي البركة بتاعتي وماشية بدعوتها"، تقول "أماني" عن عدم ترددها في توكيل مهمة تسجيل رغبات التنسيق لوالدتها، وتضيف أنها تتمنى العمل في إحدى مجالات الإعلام وأنها ستطور من مهاراتها بصرف النظر عن الكلية التي ستوزع عليها.

فيديو قد يعجبك: